ماكرون يقدّم خطة جديدة للخدمة الوطنية في فرنسا

أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون أنه سيكشف، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، عن مبادرة لخدمة عسكرية جديدة تهدف إلى تعزيز قوام الجيش الفرنسي.

التفاصيل لا تزال محدودة، لكن وسائل الإعلام الفرنسية تفيد بأن البرنامج سيكون طوعياً ومؤمّناً مادياً وسيستمر حوالى عشرة أشهر.

في مقابلة مع إعلام محلي حاول طمأنة الرأي العام مؤكداً أن الخطة لا تعني إرسال الشباب الفرنسيين للقتال في اوكرانيا. قال: “علينا الآن أن نبدّد أي سوء فهم حول أننا سنُرسل شبابنا إلى أوكرانيا. هذا ليس ما تهدف إليه المبادرة على الإطلاق.”

مع ذلك، أشار ماكرون إلى أن الإطار الجديد يهدف إلى تلبية “رغبة الخدمة” لدى الشباب ومواجهة ما وصفه بـ”المواجهة الهجينة” التي تمارسها روسيا. وأضاف: “إذا أردنا نحن الفرنسيين أن نحمي أنفسنا… يجب أن نظهر أننا لسنا ضعفاء أمام قوة تهدّدنا أكثر من غيرها.”

كما شدد على أهمية أن يعي أكبر عدد ممكن من المواطنين طبيعة قواتنا المسحلحة وكيفية عملها.

لم تُصدَر بعد تفاصيل رسمية عن آليات الخدمة الجديدة، لكن من المتوقع أن يوسع ماكرون في شرح المقترح خلال زيارة لقاعدة عسكرية يوم الخميس.

تقول تقارير صحفية إن الشكل المُعاد لهيكلة الخدمة الطوعية قد يستمر عشرة أشهر، وأن المتطوعين سيحصلون على مبالغ تتراوح بين 900 و1000 يورو شهرياً (ما يعادل تقريباً 790–880 جنيهاً إسترلينياً)، وفقاً لصحيفة La Tribune Dimanche.

أُلغيت التجنيد الإجبارِي في فرنسا عام 1996. أما الصيغة الحالية للخدمة الوطنية، المعروفة باسم Service national universel (SNU)، فتتضمن أسبوعين من التدريب يليهما أسبوعان من العمل المجتمعي؛ وقد أُطلِقَت في 2019 لكنها لم تلقَ إقبالاً واسعاً.

رَفائيل جلوكسمان، من حزب Place Publique اليساري الوسطي، أعرب عن تأييده للمقترح لكنه اقترح أن يمتد ليصبح خدمة عامة وإلزامية — “ليس بالضرورة عسكرية” — يمكن أن تخلق نوعاً من التماسك الاجتماعي.

يقرأ  حماس تحتجز رهائن في منازلٍ وخيامٍ فوق سطح الأرض بمدينة غزة لعرقلة الهجوم البري للجيش الإسرائيلي

من جهته، قال سيباستيان شينو عن التجمع الوطني إنه يؤيد الفكرة، مشدداً مع ذلك على أن تبدأ بخدمة عسكرية إلزامية لمدة ثلاثة أشهر للشبان والشابات، على أن تكون قابلة للتمديد لاحقاً.

أثار رئيس أركان الجيش الفرنسي جنرال فابيان ماندون غضباً الأسبوع الماضي عندما قال أمام مؤتمر رؤساء البلديات إن أكبر نقاط ضعف فرنسا تتمثل في نقص الإرادة للقتال، محذّراً من أن البلاد قد تُخسر “أبناؤها” في حالة مواجهة محتملة مع روسيا.

ماكرون كان قد شدّد في وقت سابق هذا العام أن العالم يواجه “نقطة تحوّل تاريخية”. ففي مارس، ومع بداية ولاية ثانية متوقعة لِدونالد ترامب واستمرار الحرب الروسية في أوكرانيا، ألقَى خطاباً وطنياً حذّر فيه من ضرورة استعداد فرنسا وأوروبا في حال لم تعد الولايات المتحدة بجانبهم. وقال آنذاك: “علينا أن نكون موحّدين وعازمين على حماية أنفسنا.”

ومنذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا عام 2022، أعادت عدة دول أوروبية تبني أشكال من الخدمة العسكرية. ابتداءً من العام المقبل سيطلب القانون الألماني من كل شاب يبلغ 18 عاماً تعبئة استبيان حول قدرته على الخدمة، في إطار سعي لزيادة أعداد القوات بصورة كبيرة. كما أعادت لاتفيا والسويد خدمة التجنيد مؤخراً، وأعادت ليتوانيا التجنيد بعد ضم القرم غير القانوني عام 2014.

أضف تعليق