ما ينبغي معرفته
من أواخر الستينيات وحتى ثمانينيات القرن الماضي أرعب قاتل متسلسل يدعى «إل موسترو» مدينة فلورنسا في ايطاليا. على الرغم من أن أشخاصًا عدة أًُتهموا — وحتى حُكم على بعضهم في جرائم محددة — يظن كثيرون أن القاتل الحقيقي لم يُكشف بعد.
سلسلة جرائم رُوت على نحو جديد في عمل محدود من أربع حلقات أنتجته نيتفليكس بعنوان The Monster of Florence، حيث يعيد المخرج والمشارك في الإخراج ستيفانو سولّيما تتبع اللحظة التي ربطت فيها الشرطة الإيطالية بين عدد من جرائم القتل المتشابهة. كما قال سولّيما لصحيفة تايم في أكتوبر 2025: «قررنا أن نحكي القصة من بدايتها، حين بدأ المحققون بربط النقاط واكتشفوا أن ما يحدث قد يكون فعل قاتل متسلسل. لم نرُد اتخاذ موقف؛ بل أبقينا التحقيق في الخلفية وركَزنا على المشتبهين الفرديين الذين اعتبرهم المحققون مرتكبي الجرائم في كل قضية أو حلقة».
كيف اكتشفت الشرطة وجود قاتل متسلسل؟
لم تحقق الشرطة الإيطالية احتمال وجود قاتل متسلسل إلا بعد مقتل أنتونيلّا ميليورّيني وباولو ميناردي في يونيو 1982. كما حدث مع الأزواج الثمانية الآخرين الذين قُتلوا، وُجد الضحيتان مطعونتين ومُطلق عليهما النار داخل سيارتيهما. في مسرح الجريمة عُثر على ذخائر من نوع وينشستر «سلسلة H» المستخدمة في مسدس برّيتا عيار .22؛ ومعلومة مجهولة المرسل قادت المحققين لربط تلك الذخيرة بجرائم قتل سابقة عام 1968.
أفضى ذلك الاكتشاف إلى ربط قضيتَي لو بيانكو وباربرا لوشي بخمس جرائم مزدوجة أخرى تعرضت لها منطقتان ريفيتان خلال عقد سابق: باسكوالي جينتيلكور و ستيفانيا بيتّيني، جيوفاني فوجّي وكارميلا دي نوتشو، وستيفانو بالدي وسوزانا كامبي. وربما الأكثر إرباكًا للشرطة أن المسدس المرتبط بالذخائر لم يُعثر عليه أبدًا.
من كانوا أولى ضحايا «إل موسترو»؟
يُعتقد على نطاق واسع أن أنطونيو لو بيانكو وباربرا لوشي، اللذان وُجدا مقتولين داخل سيارة متوقفة في أغسطس 1968، هما أولى ضحايا القاتل. وكان ابن لوشي البالغ ست سنوات نائمًا في المقعد الخلفي ونَجَا من الهجوم وركض لطلب المساعدة. غير أن بعض المحققين، ومن بينهم ميشيل جيوتّاري المحقّق السابق في الملف، شككوا بوجود صلة بالـ«خيوط السردينية» واعتبروا أن الربط الباليستي بين جرائم 1968 و1974 لم يُثبت بصورة قاطعة.
هل حُكم على ستيفانو ميلي بارتكاب جريمتي لوشي ولو بيانكو؟
حكم على زوج لوشي عام 1970 بالسجن لمدة 45 سنة بتهمة قتل الزوجين، وقد اعترف في البداية بقتل زوجته ولو بيانكو (الذي كانت له علاقة غرامية معها) ثم تراجع عن اعترافه واتهم مجموعة من الرجال السردينيين بعلاقات مع المجني عليها. لكن بما أن جرائم مماثلة استمرت بعد حبسه، رُفعت عنه التهم حين ربطت الشرطة جرائمه بتلك التي حدثت أثناء وجوده في السجن. وحُيّد جميع المشتبهين السردينيين رسميًا في 1989.
قصة سالفاتوري فينشي ومقتل زوجته الأولى
عندما وجّهت الشرطة اهتمامها إلى سالفاتوري فينشي، برز أن زوجته الأولى قد توفيت في ستينيات القرن الماضي في سردينيا في ظروف مريبة. اتُهم فينشي بارتكاب جرائم، وحُوكم عام 1985 وبرّئ من قتل زوجته الأولى، ثم اختفى بعد المحاكمة. في نفس ذلك العام وقع آخر هجوم يُنسب إلى «إل موسترو» حيث اُستُهدفت زوجة فرنسية ورجلها أثناء عطلتهما التخييمية.
تبقى تساؤلات جوهرية: على الرغم من إدانات متفرقة واعتقالات عديدة، لم يُدان أي شخص بجرائم كل الثمانين القتلات المزدوجة مجتمعة؛ وبذلك ظل الملف ملتفًا بمفاجآت وتناقضات كثيرة طالما أن الجسم الحقيقي للمشتبه به لم يُكشف.
تحذير: ما سبق يتضمن مفاتيح قصة The Monster of Florence ويكشف عناصر من القضية الحقيقية التي تناولتها السلسلة.