ما الذي تكشفه رسائل إيبستين الأخيرة حول إشارات إلى ترامب؟

غيتي إيميجز

جيفري ابستين ودونالد ترامب (في الصورة عام 1997) كانا صديقين لسنوات، رغم قول الرئيس الأمريكي إنه تصدع بينهما في أوائل الألفية الثانية.

النواب الأمريكيون نشروا أكثر من 20 ألف صفحة من مستندات تابعة لتركة الممول المشين والمدان بجرائم جنسية، جيفري ابستين، تضمنت مستندات تشير إلى الرئيس دونالد ترامب. في صباح يوم الأربعاء نشر الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب ثلاث سلاسل مراسلات إلكترونية، بينها مراسلات بين ابستين، الذي توفي عام 2019 أثناء احتجازه، وشريكته القديمة جيزلين ماكسويل، المحكوم عليها حالياً بالسجن لمدة 20 عاماً بتهمة الاتجار بالجنس. كما أفرجوا عن رسائل إلكترونية بين ابستين والمؤلف مايكل وولف، الذي ألف عدة كتب عن ترامب.

وبعد ساعات، نشر الجمهوريون في مجلس النواب بدورهم حزمة ضخمة من الوثائق في محاولة لمواجهة ما وصفوه بمحاولة ديمقراطية «لاختيار مقتطفات بعينها» من الوثائق. وقالوا أيضاً إنها محاولة «لصنع رواية زائفة لتشويه سمعة الرئيس ترامب».

قالت كاريولين لافيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الرسائل «تسربت انتقائياً» من قبل الديمقراطيين إلى وسائل إعلام ليبرالية «لخلق رواية زائفة لتشويه سمعة الرئيس ترامب». وأضافت: «الحقيقة تبقى أن الرئيس طرد جيفري ابستين من نادِّه قبل عقود لأنه كان متنمّراً تجاه الموظفات، بمن فيهن غيفري».

كان ترامب صديقاً لابستين لسنوات، لكنه قال إنهما اختلفا في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أي قبل اعتقال ابستين الأول بعامين. وكرر ترامب نفيه الدائم لأي سوء سلوك يتعلق بابستين.

«الكلب الذي لم ينبح هو ترامب»

أول رسالة أفرج عنها الديمقراطيون يعود تاريخها إلى 2011 وهي بين ابستين وماكسويل. في الرسالة كتب ابستين لماكسويل: «أريدك أن تدركي أن الكلب الذي لم ينبح هو ترامب… [الضحية] قضت ساعات في منزلي معه». وأضاف أن ترامب «لم يذكر أبداً»، حتى من قبل «رئيس شرطة». ردت ماكسويل قائلة: «كنت أفكر في ذلك…».

يقرأ  روبرت إف. كينيدي الابن يتراجع عن مزاعم إدارة ترامب بشأن ربط تايلينول بالتوحد أخبار دونالد ترامب

اسم الضحية حُجب في النسخة التي نشرها الديمقراطيون، لكن النسخة غير المحجوبة في الحزمة التي أصدرتها اللجنة تظهر اسم “Virginia”. وقال البيت الأبيض إنه يعود إلى الراحلة فرجينيا غيوفري، متهمة ابستين البارزة التي انتهى بها المطاف بالانتحار في وقت سابق هذا العام. وفي بيان قال البيت الأبيض إن غيوفري «صرحت مراراً أن الرئيس لم يشارك في أي سلوك خاطئ على الإطلاق و”لم يكن أطيب الناس” معها في تفاعلاتهما المحدودة» (نقطة: المقولة نقلت كما وردت في الوثائق).

قالت غيوفري في إفادة قانونية عام 2016 إنها لم ترَ ترامب يشارك في أي إساءة. وفي مذكراتها الصادرة هذا العام لم تتهم الرئيس بأي سوء سلوك. ولدى سؤالهم عن سبب الحجب الأولي للاسم، قال النائب روبرت غارسيا — أبرز الديمقراطيين في لجنة الرقابة بمجلس النواب — إن الحزب لن يفصح أبداً عن أسماء الضحايا احتراماً لرغبات العائلات.

ابستين يستطلع رأي وولف بشأن ترامب

في مراسلاته مع وولف، يناقش ابستين علاقته بترامب الذي كان يترشح للرئاسة قبيل ولايته الأولى. في تبادل ثاني من الرسائل تعود إلى 2015 كتب وولف لابستين أنه سمع أن شبكة CNN تخطط لمساءلة ترامب عن علاقتهما «إما على الهواء أو في مؤتمر صحفي بعدها». أجاب ابستين: «لو استطعنا صياغة ردٍّ له، ما الذي تعتقد أنه ينبغي أن يكون؟»

أجاب وولف: «أعتقد أن عليكم تركه يشنق نفسه. إن قال إنه لم يركب الطائرة أو يذهب إلى المنزل فذلك يمنحكم عملة علاقات عامة وسياسة ثمينة. يمكنكم شنقه بطريقة قد تُولّد فائدة لكم، أو — إن بدا أنه قد يفوز فعلاً — يمكنكم إنقاذه، فتخلقون له ديناً لكم.» وأضاف: «بالطبع، من الممكن أنه عند سؤاله سيقول إن جيفري رجل رائع وتعرض لمعاملة قاسية وأنه ضحية لصوابية سياسية ينبغي أن تُلغى في نظام ترامب».

يقرأ  مطار ميونخ يستأنف عملياته بعد رصد مزيد من الطائرات المسيّرة التي أدت إلى تعليق الرحلات — أخبار الطيران

في رسالة منفصلة من أكتوبر 2016، قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، عرض وولف على ابستين فرصة لإجراء مقابلة قد «تنهي» ترامب: «هناك فرصة لطرح نفسك هذا الأسبوع والحديث عن ترامب بطريقة قد تثير تعاطفاً كبيراً معك وتساعد في إنهائه. مهتم؟»، كتب وولف.

في رسالة ثالثة أُفرج عنها وتعود إلى يناير 2019، خلال الولاية الأولى لترامب، يخبر ابستين وولف: «ترامب قال إنه طلب مني أن أستقيل» في إشارة على ما يبدو إلى عضويته في نادي مار-أ-لاجو، مضيفاً أنه «لم يكن عضواً أبداً». وأضاف أن «بالطبع كان يعرف عن الفتيات لأنه طلب من جيزلين التوقّف».

ردّ وولف على النشر عبر فيديو على إنستغرام قائلاً: «بعض تلك الرسائل بيني وبين ابستين، يتحدث فيها عن علاقته بدونالد ترامب». وأضاف: «لقد كنت أحاول التحدث عن هذه القصة منذ وقت طويل».

«لم أعد أستطيع تحمل هذا» — أندرو أرسل رسالة لابستين في 2011

إلى جانب ترامب، تذكر وثيقة منشورة أيضاً أندرو مونتباتن-ويندسور، المعروف سابقاً بالأمير أندرو. ردّ على رسالة أُحيلت إليه عبر جيزلين ماكسويل بواسطة ابستين في مارس 2011 بشأن نشاط جنسي مزعوم مع مدلكة كانت تعمل لدى ابستين. جاء رد أندرو: «مرحباً! ما كل هذا؟ لا أعرف أي شيء عن هذا! يجب أن تقولوا ذلك من فضلكم. هذا لا علاقة له بي إطلاقاً.» غيتي إيمدجز — «لا أطيق هذا أكثر من ذلك»

أحالت مكسويل في 4 مارس رسالة إلكترونية بعنوان “حق الرد” من صحيفة Mail on Sunday، تضمنّت سلسلة اتهامات متعلقة بمكسويل وإبستين والأمير أندرو آنذاك.

تنص رسالة حق الرد على أن امرأة — حُذف اسمها في الوثئق الصادرة — قد قُدمت إلى أندرو على يد رجل الأعمال المُدان عام 2001 في منزل مكسويل بلندن، حيث أُقيمت بينهما علاقة جنسية.

يقرأ  شي جين بينغ يدافع عن التعددية في قمة آبيك عقب إبرام صفقة مع ترامب

في 6 مارس 2011 نشرت صحيفة Mail on Sunday تقريراً تضمن صورة للأمير أندرو وفيرجينيا غيفري.

الأمير أندرو نفى دائماً ارتكاب أي مخالفة ولم تُوجَّه إليه أية تهم.

البيت الأبيض يصف قصة إبستين بأنها «خدعة مُصطنعة».

ماندلسون على اتصال مع إبستين عام 2016، تظهر الإيميلات

تذكر الوثائق الجديدة أيضاً اللورد بيتر ماندلسون، الذي أُقيل من منصب سفير المملكة المتحدة لدى الولايات المتحدة في سبتمبر بسبب علاقاته مع إبستين. وتُظهر هذه الوثائق أنه ظل على تواصل مع إبستين حتى عام 2016.

ويأتي ذلك بعد اتصال سابق مُبلغ عنه عندما طلب وزير الأعمال آنذاك نصيحة من إبستين بشأن صفقة مصرفية في مارس 2010، بعد أشهر قليلة من إطلاق سراح رجل الأعمال الأميركي من السجن بتهم تتعلق باستغلال الأطفال، وفق تقرير صحيفة ديلي تليغراف.

تتضمن الإيميلات رسالة من إبستين إلى اللورد ماندلسون بتاريخ 6 نوفمبر 2015، بعد وقت قصير من عيد ميلاد الأخير، جاء فيها: «63 عاماً. لقد فعلتها».

ورد ماندلسون بعد أقل من تسعين دقيقة قائلاً: «بالكاد. قررت أن أمدّ حياتي بقضاء جزء أكبر منها في الولايات المتحدة».

أجاب إبستين بعدها: «في البيت الأبيض لدى دونالد»، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة في ذلك الأسبوع.

وأضاف إبستين: «كنت محقاً في الابتعاد عن أندرو. وكنت على حق في بقائك مع رينالدو»، في إشارة إلى زوج ماندلسون الآن رينالدو آفيلدا دا سيلفا.

ماندلسون كرر أنه نادم على علاقته بإبستين، لكنه امتنع عن التعليق على محتوى الإيميلات عندما تواصلت معه هيئة الإذاعة البريطانية.

أضف تعليق