ما العوامل المحتملة التي قد تسببت في تحطّم طائرة شحن تابعة لـيو بي إس في كنتاكي؟

تحطّم طائرة شحن تابعة لشركة UPS أثناء إقلاعها من مطار لويزفيل الدولي بولاية كنتاكي مساء الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا وإصابة أكثر من اثنتين عشرة أخرى. الحادث أثار انهيارًا واسع النطاق واندلاع كرة نارية ضخمة امتدت إلى مبانٍ محيطة بالمدرج وأشعلت حرائق استمرّت لساعات.

ما جرى
تبيّن من تسجيلات المراقبة وتحليلات خبراء الطيران أن الطائرة من طراز MD‑11 كانت تتحرّك على المدرج 17R نحو الإقلاع على متن رحلة رقم 2976 المتجهة إلى هونولولو — رحلة امتدت مسافته إلى نحو 4٬300 ميل. سجّلت بيانات تتبّع الرحلة وصول الطائرة إلى سرعة قصوى تقارب 214 ميلاً في الساعة (حوالي 344 كم/س)، وعند تلك اللحظة كانت الجناح الأيسر مشتعلًا تمامًا، ثم فقدت الطائرة توازنها واصطدمت بالمباني بعد أن نجحت مؤقتًا في الارتفاع لنحو 175 قدمًا وتجاوزت سياج المطار.

أسباب محتملة
التحقيقات الأولية، وفقًا لخبراء استطلعتهم BBC Verify، تشير إلى فشل ميكانيكي خطير طال على ما يبدو محركين من محركات الطائرة الثلاثة. سجّلت لقطات كاميرات المراقبة سقوط المحرك الأيسر عن الجناح أثناء محاولة الإقلاع، وأكّدت لجنة السلامة الوطنية للنقل (NTSB) استردادها لصندوقي تسجيل الرحلة (مسجل بيانات الطيران ومسجل محادثات قمرة القيادة) من الحطام.

المدى الذي سبّب الضرر
الطائرة كانت تحمل حمولة وقود ثقيلة تقدر بنحو 38٬000 جالون (قرابة 144٬000 لتر) مخصصة للرحلة الطويلة إلى هاواي، ما فاقم حدة الحريق عندما اندلعت النيران وامتدت إلى منشآت مجاورة، بما في ذلك منشأة لإعادة تدوير الوقود، مما أدّى إلى تضخّم الانفجار والحرائق على الأرض. كما أظهرت صور جوية حملاً من الحطام يتساقط على أسطح مبانٍ قريبة.

آراء خبراء
خبراء الطيران المستقلون بينوا أن انفصال المحرك الأيسر — إن تأكّد كسبب أولي — يعد حدثًا نادرًا للغاية ومأساويًا في تأثيره على قدرة الطائرة على الحفاظ على توازن الدفع. تيري توزر، طيار متقاعد وخبير في سلامة الطيران، أشار إلى أن حالات انفصال المحركات في أثناء الإقلاع نادرة «تقريبًا» لكنها حدثت في ماضٍ مريب، مستذكرًا كارثة الرحلة 191 عام 1979. ماركو تشان، محاضر أول في عمليات الطيران، لفت إلى أن تصاعد الدخان من المحرك العلوي في التسجيلات قد يدلّ على تضرّره إثر اصابته بشظايا أو أضرار ناتجة عن حريق الجناح الأيسر، ما أدى إلى خلل شديد في توازن القوى وبقاء محرك واحد فقط يولّد دفعًا، وهو ما لا يكفي عند وزن الإقلاع الأقصى.

يقرأ  ضربات إسرائيلية على الحوثيين في اليمن عقب مزاعم استخدام قنابل عنقودية

الإجراءات والبحث والتحقيق
أصدر المسؤولون أمراً لسكان المناطق المحيطة بالبقاء في أماكنهم واستنفرت السلطات المئات من فرق الإطفاء. كما أكّد حاكم الولاية أندي بيشير مشاهدة لقطات تُظهر الطائرة وهي تحوم على ارتفاعات منخفضة قبل أن يختفي المشهد بوميض ساطع يلي اصطدامها بالأرض وانفجار كرة نارية كبيرة. تم الاتفاق على أن التحقيق الذي تقوده NTSB سيستغرق وقتًا طويلاً — قد يمتد لسنة أو اثنتين — لتحديد كل الأسباب والعوامل المساهمة، بما في ذلك حالة الصيانة السابقة للمحرك الأيسر، وكيف بدأ الحريق الأولي، وإمكانية ارتطام حطام بالمحرك الأوسط.

معلومات عن الطائرة والشحنة
الطائرة كانت تبلغ من العمر نحو 34 سنة، واُستخدمت سابقًا كطائرة ركاب حتى عام 2006. لم تؤكد السلطات حتى الآن نوعية الحمولة بوضوح، لكن أكّدت أنه لم يكن هناك ما يشكل خطر تلوث كيميائي كبير. كما ذُكر أن الطائرة كانت قد أكملت رحلة عودة واحدة يوم الحادث من لويزفيل إلى بالتيمور قبل محاولتها الإقلاع الأخير.

خاتمة
الوقائع المصوّرة محلّياً وعبر أقمار صناعية أظهرت حجم الدمار وتأثير الحريق الذي امتد إلى المناطق الصناعية المجاورة. بينما تتواصل جهود الإطفاء والبحث والإنقاذ، يتجه التركيز الآن إلى صندوقي التسجيل والتحليلات الفنية للهيكل والمحركات لتقديم تفسير نهائي للأسباب وتوصيات للوقاية من حوادث مماثلة في المستقبل. المطارى والمجتمع المحلي لا يزالان يتعاملان مع آثار الحادث ومدى أضراره الإنسانية والمادية.

أضف تعليق