ما دوافع إرسال إسبانيا وإيطاليا سفناً لدعم «أسطول صمود» في غزة؟

إيطاليا وإسبانيا تُرسلان سفناً لحماية «أسطول الصمود»

أعلنت إيطاليا وإسبانيا هذا الأسبوع عن إرسال قطع بحرية لمرافقة أسطول «الصمود العالمي» في محاولته كسر الحصار البحري المفروض على غزة. جاء القرار غير المسبوق لدعم قافلة متجهة إلى القطاع بعد تعرض الأسطول لهجمات متكررة، منها هجوم بطائرة من دون طيار في وقت مبكر من يوم الأربعاء.

من يشتبه بتنفيذ الهجمات؟
تتجه أصابع الاتهام على نطاق واسع نحو إسرائيل، رغم أن الحكومة الإسرائيلية لم تُدْلِ بتصريحات رسمية تفصيليّة عن عملياتها المحتملة خارج أراضيها. وفي المقابل تصاعدت الخطابَات الإسرائيلية المعادية للأسطول: وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير وصف الناشطين على متن السفن بأنهم «إرهابيون» ودعا إلى معاملتهم على هذا الأساس، في حين وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي طالبت مراراً بتفريغ الحمولات في أراضيها، مساعي إيصال المساعدات بأنها «مبادرة جهادية».

حجم الخطر الذي يواجه الأسطول
يحذر منظمو «أسطول الصمود» من أن هجوماً إسرائيلياً «وشيكاً» متوقع مع اقتراب القوافل من غزة. من جانبها صرّحت إسرائيل أنها «لن تسمح لأي سفينة بدخول منطقة القتال النشطة» أو خرق حصارها البحري المفروض على غزة.

سُجّلت ثلاث محاولات سابقة هذا العام لإيصال مساعدات إلى غزة اعترضتها القوات الإسرائيلية. في مايو تعرّضت السفينة Conscience لهجوم بطائرات مسيرة واضطرت إلى العودة إلى ميناء مالطا. وفي يونيو تم اعتراض اليخت البريطاني العلم Madleen في مياه دولية واحتُجز طاقمه. وفي يوليو اعترضت قوات إسرائيلية سفينة Handala واحتُجز طاقمها أيضاً.

مواقف حكومات إسبانيا وإيطاليا
خارج الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إنه «يطالب بتقيد القانون الدولي واحترام حق مواطنيه في الإبحار بالبحر المتوسط في ظروف آمنة». كما أعلن أن سفينة دورية إسبانية أبحرت من ميناء قرطاجنة متجهة إلى شرق البحر المتوسط، وأن مدريد استجابت لطلب بلجيكا بالمساعدة في شأن رعاياها على متن الأسطول وتجرى محادثات مع أيرلندا بشأن مواطنيها. وصف سانشيز المهمة الإنسانية للأسطول ونفى أنها تشكل تهديداً.

يقرأ  بعض المحطات الأمريكية تمتنع عن بث برنامج جيمي كيميل رغم عودته إلى إيه بي سي

أما موقف الحكومة الإيطالية فكان أقل اتضاحاً. ومع وجود عدد من المواطنين الإيطاليين، بمن فيهم نواب برلمانيون، على متن الأسطول، بدا الدعم العسكري الإيطالي مشروطاً. وصفت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني مهمة الأسطول بأنها «مجانية وخطيرة وغير مسؤولة» ودعت إلى تفريغ المساعدات في قبرص لصالح البطريركية اللاتينية في القدس، وهو اقتراح رفضه منظمو الأسطول. بالمقابل اعتبر وزير الدفاع جويدو كروزيتو إرسال السفينة عملاً إنسانياً «واجب الدولة تجاه مواطنيها»، مؤكداً أنه ليس عملاً عدائياً ولا استفزازاً.

قوة التأييد الشعبي
تتمتع كل من إسبانيا وإيطاليا بحركات قوية مؤيدة للقضية الفلسطينية تفجرت بشدّة بعد جرائم إسرائيل في غزة. شهدت إيطاليا احتجاجات شعبية وقطع موانئ خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما يُظهِر تأييداً مجتمعياً واسعاً للقضية الفلسطينية بالرغم من تردد الحكومة الإيطالية في الاعتراف بالدولة الفلسطينية مثل بعض جيرانها الأوروبيين. وفي إسبانيا تحوّل الدعم الشعبي إلى مواقف رسمية؛ إذ فرضت مدريد حظراً كاملاً على تصدير السلاح إلى إسرائيل ودعت إلى منع مشاركة إسرائيل في بعض الفعاليات الرياضية الدولية، كما شهدت جولات سباق «لا فويتا» احتجاجات كبيرة ضد فرق مرتبطة بإسرائيل، حصلت على دعم من رئيس الوزراء.

ما هي السفن ولماذا تُرسَل؟
أرسلت إيطاليا مدمرة في البداية باسم Virginio Fasan ثم استبدلتها بفرقاطة Alpino؛ وأوضحت البحرية الإيطالية أن السفينة لا تقوم بمهام مرافقة هجومية. أبحرت السفينة الإسبانية الدورّية Furor من ميناء قرطاجنة متجهة إلى شرق المتوسط.

القانون الدولي في صف الأسطول؟
يحمي القانون الدولي المدنيين المشاركين في إيصال المساعدات الإنسانية—كالمتطوعين على متن الأسطول—بموجب اتفاقيات جنيف. ويؤكد منظمو الأسطول أن أي هجوم عليه سيشكّل انتهاكاً للقانون الدولي وللتدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية في يناير 2024 التي طالبت بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

يقرأ  الحكومة السورية تندد بغارات طائرات حربية إسرائيلية استهدفت مدينتين — تقرير

كما يحميه اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار التي تكفل حرية الملاحة و«المرور البريء» في المياه الإقليمية ما دامت القوافل لا تشكل تهديداً للأمن أو السلم. وتسمح قواعد القانون البحري للقطع الإسبانية والإيطالية بلعب دور رادع والمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ، لكنها تقيد تحركاتها ضمن حدود قانونية صارمة تمنع التعدي على سيادة أي طرف آخر أو التوغل في مياه خاضعة لسيادة إسرائيل. لم يصلني أي نص لأعيد صياغته أو أترجمه. هل يمكنك لصق النص هنا؟

أضف تعليق