من دون الوصول المباشر إلى الموقع قد يطول الوقت قبل أن يتمكن خبراء خارجيون من تقييم مدى الأضرار التي لحقت بفردو على نحو دقيق، رغم أن تقييمًا أمريكيًا حديثًا وصف الأضرار بأنها جسيمة. لكن فحص نوع القنبلة وبنية المنشأة وتقييم جيولوجيا الموقع يقدم دلائل مهمة يمكن الاستناد إليها.
القنبلة
الخبراء في علم المقذوفات والانفجار يشبهون الـGBU-57 بطلقة عملاقة: قنبلة وزنها نحو 30 ألف رطل، تضم أكثر من 5 آلاف رطل من المتفجرات، تُسقط من قاذفة من طراز B‑2 وتصطدم بالأرض بسرعة تفوق سرعة الصوت قبل أن تنفجر. ومع ذلك، حتى قوة مثل هذه القنبلة لا تضمن بالضرورة تدمير هدف محصّن مدفون عميقًا داخل صخور الجبل، حسب خبراء المحاكاة والسلوك الصخري تحت أحمال شديدة.
تقديرات تقريبية تشير إلى أن مقذوفًا بهذا الوزن والسرعة قد يخترق إلى ما بين خمسة وعشرة أمتار كحد أقصى — أي نحو 35 قدمًا — في أنواع صخرية شائعة تشمل تلك المحتملة عند فوردو، وفقًا لرايان هيرلي، أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة جونز هوبكنز. يُذكر أن عمق مجمع فوردو يقدر في معظم التقديرات بين نحو 260 و360 قدمًا. التشققات الناتجة عن انفجار أول قد تُسهِم في وصول قنابل لاحقة إلى أعماق أكبر، لكن مدى ذلك يبقى صعب التنبؤ بدقة دون محاكاة حاسوبية متقدمة وبيانات سرية عن اختبارات العالم الواقعي وشكل وسرعة القنبلة المحددة ومعرفة جيولوجية تفصيلية للموقع.
مخارج التهوية
مخططو الضربة بحثوا عن نقاط ضعف في بنية فوردو وركّزوا على مخارج التهوية التي تفتح على جانب الجبل فوق الملجأ، لأن ذلك يسمح بتفادي اقتحام صخور رأس الجبل الصلبة. المسؤولون قالوا إن الشُعب الرئيسية لم تكن عمودية تمامًا؛ بل كانت تنحرف في أعلىها بشكل متعرج، ما جعل المسار إلى الملجأ غير مستقيم حتى مراحله الأخيرة. الأشكال الهندسية لتلك الفتحات تعني أن القنابل ستواجه مزيجًا من الكتلة الصخرية والأنفاق المفتوحة، فقرر المخططون أنه ستحتاج العملية إلى قنابل متعددة. في إحاطة البنتاغون يوم 26 يونيو ذُكر أن كل فتحة تتسع عند الأعالي إلى شكل ثلاثي التفرع، واستراتيجية الهجوم تضمنت تفجير غطاء خرساني واحد ثم إسقاط خمس قنابل إضافية عبر العمود الرئيسي.
الجيولوجيا
حجم الضرر الذي قد يحدثه GBU‑57 أو سلسلة منها يتوقف كثيرًا على نوعية الصخر عند نقطة الاصطدام. عدة جيولوجيين أشاروا إلى أن مسحًا إيرانيًا لمنطقة فوردو نُشر عام 2020 في مجلة أكاديمية يشير إلى وجود كثيف من الإجنيمبرا (ignimbrite)، وهو صخر بركاني متكلس. الإجنيمبرا معروف بكونه مساميًا نسبيًا وسهل النحت بصريًا في بعض المواقع التاريخية مثل كابادوكيا، ما جعله مادة مناسبة لبناء ملاجئ تحت الأرض متعددة الطوابق والأنفاق المتصلة. هذه المسامية قد تقلل من أثر موجات الصدمة الناجمة عن الانفجارات، إذ تعمل مادّة مسامية كوسادة تمتص الطاقة وتحد من نطاق الضرر، بحسب خبراء هندسة الانفجار.
المنشأة
مجمّع فوردو متعدد الطوابق، وهو ما زاد من عدد القنابل التي قدر أن الولايات المتحدة تحتاجها لتدمير الطرّازات ومعدات أخرى. كما أن المنشأة ربما حُمت بمواد وتقنيات أخرى: إيران منتج رئيسي للخرسانة، وباحثون إيرانيون نشروا دراسات عن خلطات خرسانية تقوى بألياف فولاذية دقيقة تخلق جسورًا عبر الشقوق الصغيرة عند الإجهاد فتزيد من مقاومة الخرسانة للانفجارات والصدمات. استخدام هذه الألياف قد يرفع الشدّية للخرسانة ويجعل الشقوق مستقرة، ما يؤدي إلى إبقاء الكتلة الخرسانية متماسكة بدرجة أكبر. كذلك تُستخدم في بعض التطبيقات صفائح فولاذية لامتصاص الصدمة ومنع تناثر شظايا الخرسانة داخل الأنفاق أو الحجرات. مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصفوا عبر سنوات غرفًا ذات جدران سميكة وأبوابًا ثقيلة مقاومة للانفجار، وهي إجراءات حماية معروفة لدى المراجعين الدوليين.
المتغيرات
إذن، ما مدى أضرار فوردو؟ الجواب يعتمد بالأساس على مكان تفجير القنابل بالنسبة للملجأ: هل حدث التفجير داخل الحجرة نفسها، أم في ممرات جانبية، أم خارج المدخل؟ حتى لو لم تصل القنابل إلى حجرات الطرّازات مباشرة، فإن موجات الصدمة والانهيارات الجزئية في الأنفاق أو في أعمدة التهوية كان يمكن أن تُحدث أضرارًا جسيمة بالمعدات. في حالة وصول واحد أو أكثر من القنابل إلى داخل الملجأ، قد تكون الأضرار كبيرة على مستوى المعدات، لكن انهيارًا تامًا للمبنى يبدو أقل احتمالًا — والضرر الهيكلي المرجّح يتركز بالقرب من موقع الانفجار. رأي بعض الخبراء أن النهج الذي اتبعه البنتاغون كان منطقياً إذا ما درست الجيولوجيا ومخارج التهوية بدقة؛ ومن ثم فإن احتمال حصول أضرار كبيرة قائم. ومع ذلك تبقى الكثير من المتغيرات والبيانات المجهولة حاسمة في تحديد كم سيؤثر هذا الضرب على برنامج ايران النووي، وما يمكن استخلاصه أو إصلاحه من المعدات بعد الضربة.