ما نعرفه عن مقتل ناشط محافظ في الولايات المتحدة إثر إطلاق نار

شاهد: كيف تطورت حادثة إطلاق النار على تشارلي كيرك

ماذا حدث؟
في 10 سبتمبر 2025، وأثناء إلقائه كلمة كجزء من جولته المعنونة “العودة الأمريكية” في جامعة يو­ta فالي بمدينة أورم، تعرّض الناشط اليميني البارز تشارلي كيرك لإطلاق نار مباشر حين كان يجيب على أسئلة الجمهور. كان كيرك (31 عاماً) جالساً تحت مظلّة بيضاء في ساحة الجامعة أمام نحو ثلاثة آلاف شخص عندما سُمعت طلقة واحدة يُعتقد أنها طلقت من سطح مركز لوزي الذي يطل على الساحة.

أصاب الرصاصة عنقه، فسقط مائلاً إلى الخلف وهو ينزف بغزارة فيما هرع فريقه لإخراجه من المنصة. تُظهر لقطات ما قبل الحادث لحظات من الجلسة، ثم حالة الذعر والصراخ وهروب الطلبة فور ارتداد أثر الطلقة.

ماذا نعرف عن المشتبه به؟
لم يُعتقل أحد حتى الآن. وأصدرت مُكتب مكتب التحقيقات الفيدرالي في سالت ليك سيتي، يوم الخميس، صورتين لشخص يُعد “محطّ اهتمام” وطلبت مساعدة الجمهور في التعرف إليه. وفي مؤتمر صحفي قال عميل خاص في الـFBI إن بندقية قناصة ألمانية الصنع من طراز ماوزر .30-06 عُثر عليها في منطقة مشجرة قريبة من الحرم، ملفوفة بمنشفة. كما وجدت انطباعات أحذية وبصمة كف وبصمات ذراع.

قال بوو ميسون، مفوض السلامة العامة في يوتا، إن مطلق النار بدا من “سنّ الجامعة”، وقد اندمج ببساطة مع طلبة الحرم. وتُظهر لقطات فيديو – متداولة علنياً ومُحقّقة جزئياً من جهات مستقلة مثل BBC Verify – شخصية مظلمة على سقف مبنى يُعرف بأنه مركز لوزي، على بُعد نحو 130 متراً من موقع كيرك. وتدلّ لقطات أخرى على شخص يقفز من السطح ويهرب من الحرم بعد إطلاق النار.

وصف شهود العيان ما رآوه في الدقائق التي تلت: “سمعت دويّاً شديداً ثم رأيت جسده ينهار ببطء”، وقالت مراسلة إن الحاضرين سقطوا أرضاً لثلاثين إلى خمسة وأربعين ثانية قبل أن ينهض كثيرون ويركضوا هاربين.

يقرأ  ما الذي يحدث بعد أن تقرّ المحكمة بأنها غير قانونية؟

من هو تشارلي كيرك؟
كان كيرك من أبرز ناشطي وسينمائيي اليمين في الولايات المتحدة، وحليفاً مقرّباً للرئيس دونالد ترامب، شارك في حفل تنصيبه وتردّد على البيت الأبيض مراراً. أسّس، حين كان في الثامنة عشرة من عمره عام 2012، منظمة Turning Point USA التي تهدف إلى نشر الأفكار المحافظة بين طلاب الجامعات ذات الميول الليبرالية. اشتهر بإدارة مناظرات خارجية في الحرم الجامعي وبأسلوبه المختصر في الإجابة عن الأسئلة تحت عنوان “أثبت لي خطأك”.

كان محتواه الإعلامي وبرامجه اليومية تناقش قضايا من صلاحية حمل السلاح إلى التغير المناخي وقيم الأسرة والدين. واجهه كثير من النقّاد باعتباره شخصية مستقطِبة تروّج أحياناً لمزاعم جدلية، ومنها ادعاءات باطلة بسرقة الانتخابات عام 2020، بينما يرى أنصاره أنه لعب دوراً رئيسياً في حشد الناخبين الشباب لصالح ترامب، وقدّره مراجع في إدارة ترامب لفهمه حركة MAGA.

ما ردود الفعل؟
أحدثت الحادثة صدمة وحزناً وغضباً عبر الطيف السياسي. نشر الرئيس ترامب بياناً وصف فيه كيرك بأنه “عظيم وأسطوري” وأمر بأن تُنكس الأعلام نصف سارية. وأعرب رؤساء سابقون من الحزبين عن تعازيهم؛ قال الرئيس جو بايدن إنه “لا مكان لمثل هذا العنف في بلدنا”، ووصف باراك أوباما الحادث بأنه عمل بغيض.

بالمقابل، بدا الانقسام السياسي أكثر وضوحاً: رصدت أصوات من اليسار تبدو وكأنها تحتفل بالمقتل، بينما حمّل حلفاء ترامب، مثل لورا لومير وإيلون ماسك، اليسار أو الحزب الديمقراطي مسؤولية ما جرى، وطالبوا باعتقالات واسعة. وتحوّل الخلاف إلى مشهد في الكونغرس حيث تصاعد الصراخ بعد لحظة صمت تكريماً لكيرك، واتهمت النائبة أنّابولينا لونا الديمقراطيين بنشر خطاب كراهية.

هل يتزايد العنف السياسي في الولايات المتحدة؟
أظهرت إحصاءات أن البلاد شهدت نحو 150 هجوماً ذا دوافع سياسية خلال النصف الأول من هذه السنة، وهو ما يقرب الضعف مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق، بحسب خبير استشهدت به وكالة رويترز. وذكر مايك جنسن من جامعة ماريلاند — التي تدير قاعدة بيانات للعنف السياسي لأكثر من خمسين عاماً — أن الولايات المتحدة في “مكان خطير جداً الآن”، محذِّراً من أن حادثة كهذه قد تكون شرارة تُلهِم المزيد من العنف.

يقرأ  المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي يجتمع لبحث خطة غزة وسط غياب مسؤول ملف الرهائن في الجيشالمجلس الوزاري للأمن الإسرائيلي يجتمع لمناقشة خطة حول غزة من دون حضور رئيس ملف الرهائن في جيش الدفاع الإسرائيلي

يُعدّ اغتيال كيرك آخر حلقة في سلسلة هجمات بارزة استهدفت قادة سياسيين في الولايات المتحدة، شملت محاولتي اغتيال لترامب خلال حملته الانتخابية عام 2024، وإصابة أذن له في محاولة أثناء تجمع في بتلر بولاية بنسلفانيا. وفي يونيو قُتل مسؤول ديمقراطي بارز في مينيسوتا وزوجته داخل منزلهما، وفي 2022 تعرّض زوج رئيسة مجلس النواب آنذاك هجومًا بمطرقة داخل منزلهما من قبل شخص كان يبحث عنها. وأدانت نائبة سابقة تعرّضت لإطلاق نار أثناء لقاء مع ناخبين في 2011، غابي جيفوردز، هذا الهجوم مؤكدةً أن الديمقراطيات لا يجب أن تتحول إلى مجتمعات تحل الخلافات بالعنف.

تصحيح: نُشرت نسخة سابقة من هذا التقرير تفيد بأن زوجة كيرك وأطفالهما كانوا حاضرين في الفعالية؛ هذا الأمر غير مؤكد حتى الان.

أضف تعليق