ما نعرفه — وما نجهله

زلزال بقوة 6.0 يهزّ شرق افغانستان الجبلي ويُسفر عن مئات الضحايا

ضرب زلزال قوته 6.0 مساء الأحد منطقة جبلية شرقية في أفغانستان، وأعلنت السلطات مقتل مئات الأشخاص في حصيلة أولية غير نهائية. وقع الهزة عند الساعة 23:47 بالتوقيت المحلي (19:17 بتوقيت غرينتش)، وكان مركزها على بعد نحو 27 كيلومتراً من مدينة جلال آباد في ولاية ننكرهار، بعمق ضحل يقارب 8 كيلومترات، ما زياد من قوة تأثيره على السطح.

تلت الهزة الاولى سلسلة من الهزات الارتدادية القوية التي يُعتقد أنها تسبّبت في مزيد من الوفيات والدمار. وفي الوقت الحالي تستمر المعلومات في التبدّل، وقد يستغرق تقدير حجم الخسائر وقتاً طويلاً نظراً لصعوبة الوصول إلى المناطق المتضرِّرة.

ما نعلمه حتى الآن

– التقارير الأولية تشير إلى خسائر بشرية جسيمة وأضرار واسعة في أجزاء من ولايتي ننكرهار وكونار، حيث تُعرقِل التضاريس الجبلية الوعرة والإمكانيات اللوجستية المحدودة عمليات الإنقاذ والإغاثة.
– وزارة الداخلية التابعة لحكومة طالبان أفادت بأن أكثر من 600 شخص يُخشى أنهم قضوا، مع تحذير من أن حصيلة القتلى غير مؤكدة بعد.
– طريق الوصول إلى مركز الهزة مُغلَق بسبب انهيار أرضي، لذا لجأت السلطات إلى استخدام مروحيات لإخراج المصابين وإجلاء المحاصَرين.
– مصادر حكومية متعددة تفيد بأن عشرات المنازل مدفونة تحت الأنقاض، وأن هناك طلباً عاجلاً للمساعدة من منظمات دولية.

عوامل تُعقّد معرفة الحقيقة وتوصيل المساعدة

صعوبة التضاريس، وعدم انتظام الاتصالات، وتضرُّر البنية التحتية يجعل وصول المعلومات والتحقق منها أمراً بطيئاً. منذ أغسطس 2021 تحكم طالبان البلاد، وهو عامل دفع العديد من الصحفيين والمنظمات الدولية لسحب جزء من كوادرها، وبالتزامن توقف بعض وكالات الإغاثة عن نشاطها، ما قلّص طرق التثبت من الأوضاع الميدانية. مع ذلك، لم تُفرض قيود رسمية على دخول المساعدات الدولية.

يقرأ  ضربة إسرائيلية مزدوجة تستهدف مستشفى في غزة

قدرة النظام الصحي والإنساني على الاستجابة

الأزمة الاقتصادية التي تلت عودة طالبان أدت إلى انهيار الخدمات العامة وارتفاع الاحتياجات الإنسانية؛ أكثر من 23 مليون أفغاني بحاجة الآن لمساعدات وفق اللجنة الدولية للإنقاذ. معظم التمويل الحكومي كان معتمداً على المانحين الخارجيين قبل الانقلاب، ومنذ ذلك الحين تلاشت مصادر تمويل هامة، كما جمدت أصول أفغانستان في الخارج وتوقّف جزء من تمويل الوكالات مثل USAID، ما أثر بشدة على قدرات الإغاثة.

مستشفى جلال آباد الرئيسي، الأقرب إلى مركز الهزة، مُنهك ويعاني اكتظاظاً حاداً، في ظل وصول أعداد كبيرة من المصابين إلى مراكز محدودة الإمكانات، وبوجود تدفقات مرضى إضافية نتيجة عمليات الترحيل من باكستان المجاورة.

لماذا تكون الزلازل مدمرة في أفغانستان؟

تقع البلاد على تقاطع صفائح تكتونية بين الصفيحتين الهندية والأوراسية، ما يجعلها عرضة لحدوث هزات متكررة. الزلازل الضحلة، كما في هذه الحالة، تكون أكثر تدميراً لأن الموجات الزلزالية تفقد جزءاً أقل من طاقتها قبل أن تصل إلى السطح. إضافة إلى ذلك، تعتمد كثير من المساكن في القرى الجبلية على الطوب الطيني والخشب وخرسانة ضعيفة لا تقاوم الزلازل، ما يزيد من خطر انهيار المباني ودفن السكان تحت الركام. كما أن الانهيارات الأرضية المترافقة مع الهزات قد تسد مجاري الأنهار وتُسبب فيضانات ثانوية.

خلفية من زلازل مأسوية

شهدت أفغانستان خلال السنوات الأخيرة زلازل مدمرة: في 2023 أودت هزات في ولاية هرات بحياة أكثر من ألف شخص، وفي 2022 ضرب زلزال ولاية باكتيكا مخلفاً أيضاً أكثر من ألف قتيل. تلك الدلائل تُظهر كيف يتصاعد عدد الضحايا بسرعة بمجرد استعادة الوصول إلى المناطق المتضررة.

الوضع الآن وما ينبغي توقعه

التركيز عاجلاً هو على جهود الإنقاذ والإجلاء وتقديم مساعدات طبية وغذائية ومأوى للنازحين. مع انقطاع الطرق وصعوبة الاتصالات، ستبقى حصيلة الضحايا غير ثابتة لبضعة أيام، وقد تتزايد مع وصول فرق الإغاثة إلى القرى المنعزلة. طلبت السلطات مساعدة المنظمات الدولية وعدة جهات إغاثية أُبلغت مسبقاً، ومن بينها يونيسف التي أعربت عن قلقها إزاء سلامة الأطفال والأسر المتضررة.

يقرأ  زلزال قوي يضرب شرق أفغانستان ويودي بحياة ما لا يقل عن ٨٠٠ شخصأخبار الزلازل

في ظل تضاؤل الموارد وقيود التمويل، تعتمد المعالجة الفعّالة لهذه الكارثة على تنسيق سريع بين الجهات المحلية والدولية وتيسير وصول المساعدات إلى المناطق الأكثر تضرراً بأسرع ما يمكن.