متى ولماذا نُشِر الحرس الوطني في الولايات المتحدة سابقًا؟ — أخبار دونالد ترامب

قوات الحرس الوطني تشرع في حمل الأسلحة أثناء دورياتها في واشنطن بأمر من الرئيس

أعلنت وزارة الدفاع أن قوات الحرس الوطني التي تؤمّن الدوريات في عاصمة الولايات المتحدة واشنطن بدأت منذ الأحد بحمل أسلحة نارية، وذلك بموجب توجيهات أصدرها الرئيس دونالد ترامب. جاءت هذه الخطوة بعد إصدار ترامب أمراً تنفيذياً أعلن فيه حالة طوارئ جنائية، وبدأت تعبئة القوات في 11 أغسطس 2025، ما أثار احتجاجات ومخاوف بين سكّان المدينة. وينص القانون على أن للرئيس صلاحية الإبقاء على السيطرة الفدرالية على تطبيق القانون في العاصمة لمدة تصل إلى 30 يوماً.

وأكد مسؤولون في البنتاغون لقناة فوكس نيوز أن ما يصل إلى 1700 من أفراد الحرس الوطني سيتم تجهيزهم ونشرهم في 19 ولاية خلال الأسابيع المقبلة لدعم حملة الرئيس على الهجرة ومكافحة الجريمة.

ما هو الحرس الوطنى؟
الحرس الوطني هو قوة احتياطية عسكرية في الولايات المتحدة يمكن تفعيلها للخدمة الفعلية عند الضرورة. يتولّى الحرس الوطني الاستجابة للطوارئ الداخلية—مثل الكوارث الطبيعية والاضطرابات المدنية—إلى جانب دعم العمليات العسكرية في الخارج. وينقسم إلى فرعين رئيسيين: الحرس الوطني للجيش والحرس الوطني الجوي، ويضمّ نحو 431,000 فرد، ما يجعله ثاني أكبر فرع في القوات المسلحة الأمريكية. يتكوّن الحرس أساساً من عناصر يخدمون بدوام جزئي يتدرّبون عادة عطلة نهاية كل شهر وأسبوعين سنوياً، مع مواصلة مزاولتهم لمهن مدنية.

كيف يختلف الحرس الوطني عن الجيش الفدرالي؟
يرجع أصل الحرس الوطني إلى ميليشيات المستعمرات في القرن السابع عشر، ويعود تاريخ تأسيسه رسمياً إلى 1636، أي قبل قيام الولايات المتحدة نفسها في 1776. تطوّر هذا الإطار المحلي للميلشيات عبر الزمن إلى هيكل الحرس الوطني الحالي. لكل ولاية إقليم ومنطقة—بما في ذلك واشنطن العاصمة—وحدة حرس وطني خاصة بها، وتتمتع هذه الوحدات بدور مزدوج يخدم مصالح الحكومات المحلية والفدرالية في آن واحد. بالمقابل، يهتم الجيش الفدرالي بالخدمة بدوام كامل كوحدة اتحادية تعمل تحت سلطة الرئيس كقائد أعلى، وتتركّز مهامه على العمليات داخلياً وخارجياً.

يقرأ  المحكمة العليا الأمريكية تسمح لإدارة ترامب بخفض نحو ٨٠٠ مليون دولار من تمويل الرعاية الصحية أخبار دونالد ترامب

من يملك سلطة نشر الحرس الوطني؟
يمكن لكل من حاكم الولاية والرئيس استدعاء الحرس الوطني. وفي الغالب تصدر قرارات التعبئة بقرار من الحاكم استجابة لحالات طوارئ محلية مثل الكوارث الطبيعية أو الاضطرابات المدنية أو الأزمات الصحية. ومع ذلك، يمتلك الرئيس سلطة “الفدرلة” وتحويل الحرس الوطني إلى خدمة فدرالية دون موافقة الحاكم، كما حدث هذا العام في لوس أنجلوس حين فُدرِل الحرس الوطني في مواجهة الاضطرابات رغم اعتراض حاكم كاليفورنيا جافين نيوزوم — وهي أول حالة فدرلة من هذا النوع منذ اضطرابات واتس عام 1965.

أسباب ونطاق نشر الحرس الوطني
يمكن نشر الحرس الوطني لعدد واسع من المهام سواء المحلية أو الفدرالية، ومنها:

مهام محلية:
– الإغاثة من الكوارث (أعاصير، فيضانات، حرائق الغابات، وغيرها).
– الدعم خلال الاضطرابات المدنية والطوارئ المحلية.
– عمليات البحث والإنقاذ، والمساعدة الطبية، والدعم اللوجستي.

مهام فدرالية:
– تعزيز القوات العاملة خلال أزمات وطنية.
– النشر الخارجي للمشاركة في مهام قتالية أو حفظ سلام.
– دعم العمليات العسكرية الفدرالية داخل وخارج البلاد.

أمثلة تاريخية على تعبئة الحرس الوطني
عبر تاريخه الطويل، جُهّز الحرس الوطني فدرالياً عشرات المرات في نزاعات وطنية وحالات طوارئ، كما فعّلت وحداته مئات إن لم تكن آلاف المرات على مستوى الولايات للمشاكل المحلية والإقليمية. من أبرز حالات التعبئة في التاريخ الحديث:

– أزمة إدماج مدارس ليتل روك (1957): حين استخدمت حكومة ولاية أركنساس الحرس لمنع تسعة طلاب أفارقة أميركيين من الدخول إلى مدرسة بيضاء، فأمر الرئيس دوايت أيزنهاور بفدرلة الحرس وإرسال قوات فيدرالية لضمان تنفيذ قرار الإدماج.

– حادثة جامعة ميشيغان (Ole Miss) (1962): تفجرت أعمال شغب عنيفة عندما حاول جيمس ميريديث أن يلتحق بجامعة ميسيسيبي، فأرسل الرئيس جون كينيدي قوات فيدرالية وفدرل الحرس لضمان تسجيله، في لحظة محورية لحركة الحقوق المدنية.

يقرأ  بحسب مسؤولين في جيش الدفاع الإسرائيلي: توقعات بمزيدٍ من كمائن حماس لاختطاف جنود

– مسيرات سيلما إلى مونتغومري (1965): بعد هجمات عنيفة على المتظاهرين في “الأحد الدموي” فدرل الرئيس ليندون جونسون الحرس الوطني للسيطرة على الوضع وحماية السائرين، ما ساهم مباشرة في تمرير قانون حقوق الاقتراع 1965.

– أعمال شغب ديترويت (1967): شهدت المدينة أعمال عنف ونهب وحريق واسعة خلفت دماراً وخسائر في الأرواح، فنُشر الحرس الوطني إلى جانب قوات فيدرالية للسيطرة على الاضطرابات.

– مذبحة كينت ستيت (1970): أثناء احتجاجات مناهضة للحرب في جامعة كينت ستيت بولاية أوهايو، فتح الحرس النار على طلاب غير مسلّحين، ما أدى إلى مقتل أربعة وجرح تسعة، وحوّل الحادث أنظار الأمة إلى الانقسامات الاجتماعية والسياسية العميقة.

– أعمال شغب رودني كينغ (1992): عقب تبرئة ضباط الشرطة المصوّرين وهم يضربون رودني كينغ، اندلعت في لوس أنجلوس احتجاجات عنيفة وشهدت نهباً وحرقاً على نطاق واسع، فانتشر الحرس الوطني لتطبيق النظام والاستجابة لحجم الدمار.

(المصدر: تقارير إخبارية) انتشار الحرس الوطني في أحداث بارزة بالولايات المتحدة

عام 1992 — شغب لوس أنجلس:
نُشر الحرس الوطني إلى جانب القوات الفدرالية لاستعادة النظام، مما شكّل واحدة من أكبر حالات الاضطراب المدني في التاريخ الأمريكي المعاصر. أدلى رودني كينغ بعدة تصريحات في مؤتمر صحفي بلوس أنجلس ناشد فيها وضع حدّ للعنف. [أرشيف: 1 مايو 1992، ديفيد لونغستريث/أسوشيتد برس]

عام 2014 — احتجاجات في فيرغسون (ميسوري):
بعد مقتل مايكل براون على يد الشرطة اندلعت احتجاجات واسعة، فتم استدعاء وحدات الحرس الوطني لمساندة السلطات المحلية في ضبط الفوضى والحفاظ على السلامة العامة خلال فترة التوتر والاحتجاجات المتواصلة.

عام 2015 — احتجاجات بالتيمور (ماريلاند):
عقب وفاة فريدي غراي أثناء احتجازه لدى الشرطة تدخل الحرس الوطني لدعم أجهزة إنفاذ القانون المحلية في إدارة التظاهرات والحفاظ على النظام والاستجابة للاشتباكات والمواجهات في أحياء المدينة.

يقرأ  «مخزٍ»: الأمم المتحدة: مقتل 383 من العاملين الإنسانيين العام الماضي وما يقرب من نصفهم في غزة — أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

عام 2005 — إعصار كاترينا:
نُشر الحرس الوطني في ولايات فلوريدا ومسيسيبي وألاباما ولويزيانا للمساعدة في المناطق المتضررة من أحد أخطر الأعاصير في تاريخ الولايات المتحدة. شاركت الوحدات في عمليات الإنقاذ، وإجلاء السكان، وتقديم المساعدات والإمدادات خلال الدمار الشامل. [أرشيف: فيضانات ناجمة عن إعصار كاترينا بالقرب من وسط مدينة نيو أورلينز، 30 أغسطس 2005، ديفيد جيه. فيليب/أسوشيتد برس]

عام 2020 — جائحة كوفيد-19:
تم نشر وحدات الحرس الوطني على مستوى البلاد لدعم الاستجابة الصحية الوطنية، بما في ذلك مساندة عمليات الفحص، وتسيير حملات التطعيم، واللوجستيات الطبية لضمان سلاسل الإمداد والمستلزمات الحرجة.

عام 2020 — احتجاجات مقتل جورج فلويد:
عقب وفاة جورج فلويد في مينيابوليس، نُشرت وحدات الحرس الوطني في ولايات ومناطق عدة لمساعدة السلطات المحلية في التعامل مع الاحتجاجات الواسعة، وحماية الممتلكات، والمحافظة على النظام العام. [صورة: متظاهرون يسيرون قرب مبنى مجلس الشيوخ في واشنطن خلال احتجاج ضد عنف الشرطة والتمييز، 6 يونيو 2020]

يناير 2021 — اقتحام مبنى الكونغرس:
في أعقاب محاولة تمرد على مبنى الكابيتول من قِبل مناصري الرئيس ترامب بعد خسارته الانتخابات الرئاسية، تم نشر وحدات الحرس الوطني في واشنطن العاصمة بتفويض فدرالي لمساعدة السلطات الفدرالية في تأمين المبنى، وإعادة النظام، وحماية المشرعين والموظفين أثناء الهجوم. [أرشيف: آلاف المتظاهرين الموالين لترامب عند مبنى الكونغرس، 6 يناير 2021]

أضف تعليق