مَثُل سبعة أشخاص أمام محكمة في دريسدن بشرق ألمانيا بتهم الانتماء أو الدعم لتنظيم يساري متطرف إجرامي يُعرَف باسم “أنتيفا أوست” أو “عصابة المطرقة”.
في أوائل الشهر الجاري، صَنَّفَت الولايات المتحدة أنتيفا أوست كمنظمة إرهابية، ضمن حزمة تصنيفات شملت عدة مجموعات يسارية متطرفة في أوروبا.
تقول النيابة العامة الألمانية إن الجماعة، التي تأسست في أواخر 2017 أو مطلع 2018، نفذت هجمات عنيفة استهدفت أشخاصاً اعتُبِروا جزءاً من المشهد اليميني، ونُفذت هذه الاعتداءات في ألمانيا وفي العاصمة المجرية بودابست. المدعى عليهم — ستة رجال وامرأة — يواجهون تهم محاولة القتل والاعتداء المشدَّد وإتلاف الممتلكات.
نُشِرت أسماؤهم بأحرف أولى انسجاماً مع قوانين الخصوصية الألمانية: هنري أ، توبياس إ، يوهان ج، توماس ي، ميليسا ك، بول م وجوليان و.
تفيد أوراق الادعاء بأن الاعتداءات استمرت لسنوات وجرى التخطيط لها بشكل مكثف، شمل مثلاً مراقبة الضحايا قبل تنفيذ الأفعال. وفي عدة حوادث تعرَّض بعض الضحايا لإصابات بالغة نتيجة ضربات بمطرقة وعصي.
يُتهم أحد المتهمين، يوهان ج، بلعب دور بارز داخل المجموعة، بما في ذلك التخطيط للهجمات وتجند أعضاء جدد، بينما يُقال إن بول م نظّم تدريبات قتالية لأعضاء الجماعة.
في حادثة منسوبة إلى يناير 2019، يتهم الادعاء يوهان ج وتوبياس إ وآخرين بمهاجمة أربعة أشخاص في محطة قطار ديساو-روسلاو أثناء عودتهم من مسيرة في ماجدبورغ أُقيمت لإحياء ذكرى قصف المدينة في الحرب العالمية الثانية. تقول النيابة إن المعتقلين ضربوا الضحايا على رؤوسهم بأدوات ثقيلة، منها مطرقة وقضيب حديدي، واستمروا في توجيه ضربات وركلات تهدد الحياة حتى بعد سقوط الضحايا أرضاً.
كما يُنسب إلى يوهان ج وبول م المشاركة في هجمات بُدءت في بودابست في فبراير 2023، حيث تجمع متطرفون يمينيون من أنحاء أوروبا لحضور ما يُسمى “يوم الشرف” لإحياء ذكرى محاولة اقتحام قوات فوشن-إس إس ورفاقهم المجريين للخروج من المدينة المحاصرة. ويُحمَّل المتهمان مسؤولية شن عدة هجمات، تضمنت ضرب واعتداء على ناشطين يمينيين بالعصي، رشِّ غاز الفلفل، والضرب بمطرقة؛ وتعرّض أحد الضحايا لما لا يقل عن خمسة عشر ضربة، غالبيتها على الرأس.
وصنفت الولايات المتحدة أنتيفا أوست كجماعة إرهابية في وقت سابق من الشهر الجاري، كجزء من سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب في مواجهة النشطاء اليساريين المتطرفين. ويُنجم عن هذا التصنيف منع أعضاء الجماعة من دخول الولايات المتحدة، وتجمد أي أصول لهم في الاقتصاد الأكبر عالمياً، ويُجرِّم تقديم أي دعم مادي لهم.
رحبت حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) بهذا القرار، وطالب نوابه الحكومة الألمانية باتباع نفس النهج. وقال ستيبان براندنر من الحزب إن “أنتيفا منظمة إرهابية، ومن السهل على الدولة الألمانية اتخاذ إجراءات ضدها، لكن من في السلطة لا يريدون ذلك”. وأضاف أن “الحكومة الأميركية تمهّد الطريق، وهذا ما تأخر حصوله في ألمانيا منذ زمن. يجب مكافحة كل أشكال التطرف، ومحاربة وحظر كل المنظمات الإرهابية”.
اعلنت وزارة الخارجية الألمانية أنها أخذت علماً بقرار الولايات المتحدة.