أدانت محكمة في جنوب روسيا يوم الجمعة خمسة عشر جنديًا أوْسِروا من الجانب الأوكراني بتهم الإرهاب، في محاكمة دانتها كييف ووصفتها بالمسرحية وانتهاكًا للقانون الدولي.
وقضت المحكمة العسكرية في روستوف على الدون بسجن خمسة عشر رجلاً من كتيبة “أيدار” — التي صنفتها روسيا كمنظمة إرهابية — بأحكام تتراوح بين خمسة عشر وواحد وعشرين عامًا.
ويمثل هذا الحكم ثاني محاكمة جماعية لأسرى حرب أوكرانيين منذ مارس، حين أدين ثلاثة وعشرون عضوًا من لواء “آزوف” بتهم مماثلة في محاكمة طالَتْها إدانات أوكرانية بوصفها انتهاكًا للقانون الدولي.
عندما بدأت محاكمة أعضاء “أيدار” في 2023، ندّد مبعوث أوكرانيا لحقوق الإنسان ديمترو لوبينتس بها واصفًا إياها بأنها “مشئنة” ومتهمًا روسيا بأنها «تصنع مجرمين من الذين دافعوا عن وطنهم».
منظمة “ميموريال”، المجموعة الروسية البارزة في مجال حقوق الإنسان، اعتبرت المتهمين سجناءً سياسيين. وذكرت أن المهاكمة انتهكت الاتفاقيات الدولية التي تحمي أسرى الحرب، مشيرة إلى أن الاتهامات قامت فقط على أساس انتمائهم لكتيبة “أيدار” لا لارتكابهم جرائم حرب محددة.
وقالت “ميموريال”: «هذا انتهاك فاضح لأحكام اتفاقية جنيف التي تحظر محاكمة أسرى الحرب لمجرد مشاركتهم في نزاع مسلح».
وصنّفت روسيا كلًّا من “آزوف” و”أيدار” منظمات إرهابية واتهمت أعضاؤها بارتكاب جرائم حرب. تُشكّلت هذه الوحدات التطوعية بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 وشاركت بنشاط في القتال ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا.
واُندمجت “أيدار” و”آزوف” ووحدات تطوعية أخرى لاحقًا ضمن القوات المسلحة الأوكرانية.
عند انطلاق محاكمة أعضاء “أيدار” في 2023 شملت في البداية ثمانية عشر عضوًا. خضعت محاكمة ممرضتين كانتا تخدمان مع الكتيبة أيضًا، لكنهما أُعيدتا إلى أوكرانيا كجزء من عملية تبادل أسرى. وستُعقد إجراءات منفصلة بحق سائق كان يخدم مع الكتيبة.
أُجريت المحاكمة في محكمة عسكرية بمدينة روستوف على الدون، مقر المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية، وتقع على بعد نحو مئة كيلومتر شرق الحدود مع أوكرانيا.
أُجري معظم جلسات المحاكمة خلف أبواب مغلقة، لكن سُمِح للصحفيين بتغطية الجلسات الافتتاحية وحكم يوم الجمعة.