محكمة فرنسية تُمدّد مدة الحكم على رجل مدان باغتصاب جيزيل بيليكوت — أخبار الاعتداءات الجنسية

قضت محكمة فرنسية برفض طعن رجل مدان باغتصاب جيزيل بيليكوت، التي خدرها زوجها، وزادت مقتضَى الحكم ضده إلى عشرة أعوام سجن مع إلزامه بخضوع لعلاج إلزامي لمدة خمس سنوات.

المتهم، حساميتن دوغان، عامل بناء يبلغ من العمر 44 عاماً، أدين في ديسمبر الماضي بالاعتداء الجنسي على جيزيل بيليكوت، البالغة من العمر 72 عاماً، في قضية شكلت منعطفاً قانونياً واجتماعياً. شهد عدد من الشهود خلال جلسة الاستئناف هذا الأسبوع بأن دوغان كان «على وعي تام» بأن الضحية نائمة أثناء اعتدائه عليها.

قاضي الجلسة، كريستيان باستا، قال إن «المحكمة وهيئة المحلفين تحكم بإدانة حساميتن دوغان وتقرّ عقوبته بالسجن عشر سنوات»، وأضاف قرار إلزام المتهم بخضوع لعلاج لمدة خمس سنوات. دوغان، الذي وقف في قفص الاتهام بمحكمة مدينة نيم الجنوبية، لم تبد عليه أية ردّة فعل عند النطق بالحكم.

جيزيل بيليكوت حضرت جلسة الاستئناف لمواجهة المتهم الوحيد من بين 51 متهماً تقدم بالطعن في حكم إدانته. وخاطبت قاعة المحكمة داعية الضحايا إلى ألّا يشعرن بالخجل بسبب ما وقع عليهن: «لا ينبغي للضحايا أن يخجلن أبداً مما تم إرغامهن عليه».

قبل النطق بالحكم، طالبت المدعيه دومينيك سي بزيادة عقوبة دوغان إلى 12 سنة سجن، وهو المطلب الذي كان قد سعت إليه النيابة في بداية المحاكمة، معتبرة أن تمسّك دوغان بالنكران ورفضه القاطع لتحمّل المسؤولية يستدعي تشديد العقوبة. وقالت المدعية: «ما دام الرجل يرفض الاعتراف، فهو لا يستهدف امرأة واحدة فقط، بل يدعم منظومة اجتماعية فاسدة ومقززة».

دوغان ظل يصرّ على أنه ليس «مغتصباً» وأنه اعتقد أنّ ما جرى كان نشاطاً جنسياً برضا الطرفين. لكن شهوداً قدموا في جلسة الاستئناف، بينهم زوج جيزيل السابق دومينيك بيليكوت، أكدوا على حقيقة الأفعال. دومينيك بيليكوت سبق أن حُكم عليه بالسجن لمدة 20 عاماً، أقصى عقوبة ممكنة، بعد اعترافه بأنه على مدى أكثر من عقدٍ من الزمن كان يخدر زوجته السابقة ويتيح لرجالٍ غُرباء مجيء إلى منزلهما في مازان لمهاجمتها وتسجيل تلك الاعتداءات بالفيديو؛ وقد شملت الاعتداءات ما لا يقل عن خمسين رجلاً.

يقرأ  مسلحون يشعلون النار في ناقلات وقود ويفرضون حصاراً على طريق تجاري حيوي بين السنغال ومالي

في جلسة الاستماع، أنكر دومينيك أنه أجبر أو ضلّل دوغان قائلاً: «لم أجبر أحداً أبداً»، ونفى أن يكون قد دعاه للمشاركة في «لعبة جنسية». دوغان حضر منزل الزوجين في 28 يونيو 2019، ويُتهم بالاعتداء على جيزيل لأكثر من ثلاث ساعات؛ وهو بدوره قال إنه لم يدرك أن ثمة خطباً ما إلا عندما سمع المرأة تشخر.

المحقق جيريمي بوس-بلاتيير شهد بعرضه لصور وفيديوهات تثبت أن دوغان كان واعياً بعدم وجود موافقة لدى الضحية. وصرّح المحقق بأن «كل من يشاهد التسجيلات يفهم ذلك فوراً». ووصف مأمور الشرطة مشهداً في الفيديو تظهر فيه جيزيل تتحرّك قليلاً فيتراجع دوغان فوراً، مشيراً إلى أنه بدا حينها قلقاً من أن تستيقظ الضحية فتتجمّد في وضعية انتظار؛ وبعد ثلاثين ثانية، ورؤية أن الحركة مجرد رد فعل ألم أو انزعاج، أعاد دوغان إدخال قضيبه في مهبطها.

عثر المحققون على 107 صور و14 مقطع فيديو ليلة زيارة دوغان إلى منزل الزوجين في بلدة مازان الجنوبية. جيزيل مثلّت أمام المحكمة يوم الأربعاء وأكدت أن دوغان اغتصبها وأنه «يجب أن يتحمل المسؤولية» عن أفعاله.

قرار جيزيل بالتخلي عن حقها في السرّية أثناء المحاكمة الأولى قوبل بترحيب وغُيّر إلى رمز شجاعة وشفافية؛ فقد ساهم ذلك في رفع مستوى الوعي بانتشار الاعتداءات الجنسية والعنف الأسري في فرنسا وخارجها. حضرت جيزيل الجلسات شخصياً وواجهت من أساءوا إليها، ونالت في يوليو الماضي لقب فارس وسام جوقة الشرف، أسمى وسام مدني في فرنسا.

هذه القضية أعطت زخماً جديداً لمطالب إصلاح تعريف الاغتصاب في القانون الجنائي الفرنسي، بحيث يُذكر فيه صراحة شرط الموافقة. وقد دفع نواب في الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ باتجاه تعديل تشريعي يتضمن مرجعاً واضحاً للموافقة، ويتوقع تمرير مشروع القانون النهائي في الأشهر المقبلة.

يقرأ  الولايات المتحدة تنضم إلى مجلس الأمن في إدانة الغارات الإسرائيلية على قطر

كما قالت المدعية يوم الخميس: «من الضروري أن تتطوروا أنتم والمجتمع من ثقافة الاغتصاب إلى ثقافة الموافقة».

أضف تعليق