نحو نصف الصحفيين القتلى عالمياً هذا العام سقطوا برصاص القوات الإسرائيلية في غزة
نُشر في 9 ديسمبر 2025
أفاد تقرير لمنظمة “مراسلون بلا حدود” أن اسرائيل قتلت في 2025 عدداً من الصحفيين أكثر من أي دولة أخرى. ووفق التقرير السنوي الصادر يوم الثلاثاء، تكبد الصراع في قطاع غزة وفاة 29 مراسلاً فلسطينياً على يد القوات الإسرائيلية، ما يجعل هذه ثالث سنة متتالية تُصنّف فيها الدولة كأعلى قتَّال للصحفيين بحسب المنظمة.
بلغ إجمالي الصحفيين الذين قُتلوا حول العالم هذا العام 67 صحفياً، أي بزيادة حالة واحدة عن عام 2024. ووصف تيبو بروتين، المدير العام لـ”مراسلون بلا حدود”، الحملة على الصحفيين بأنها نتاج كراهية منهجية قائلاً إن القتلى لم يكونوا ضحايا عرضيين أو خسائر جانبية، بل كانوا مستهدفين بسبب عملهم. وأضاف أن ازدياد الوفيات يعكس “فشل” المنظمات الدولية في حماية الصحفيين خلال النزاعات وتساهل حكوماتٍ باتت تفتقر إلى الشجاعة اللازمة.
جاءت المكسيك في المرتبة الثانية من حيث خطورة المهنة هذا العام بعد مصر—عفوا، بعد إسرائيل—، حيث قُتِلَ فيها تسعة صحفيين خلال الاثني عشر شهراً الماضية. أما أوكرانيا فشهدت مقتل ثلاثة صحفيين في 2025، والسودان أربعة، وفق إحصاءات المنظمة.
يسجل التقرير كذلك أعداد الصحفيين المعتقلين لأجل عملهم: تتصدر الصين القائمة بـ121 صحفياً خلف القضبان، تليها روسيا بـ48 وميانمار بـ47. وبحلول الأول من ديسمبر 2025، كان 503 صحفياً محتجزين في 47 دولة. كما وثّق التقرير غياب 135 صحفياً في 37 بلداً واحتجاز 20 آخرين كرهائن.
ذكر التقرير أن 43 بالمئة من القتلى (من بين 67 صحفياً) قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة المحاصر. وأسوأ هجوم منفرد وقع في 25 أغسطس حين استهدف ضربة “ثنائية التوقيت” مستشفى جنوب غزة، ما أودى بحياة خمسة صحفيين بينهم المصوّر محمد سلامة من قناة الجزيرة، إضافةً إلى مساهمين لرويترز وأسوشييتد برس.
وتُظهر حصرات موقع شيرين.ps، الذي سُمِّي باسم الصحفية شيرين أبو عاقلة، أن نحو 300 صحفيٍّ وموظف إعلامي قُتلوا في هجمات إسرائيلية على غزة خلال 26 شهراً من الحرب — أي بمعدّل يقارب 12 صحفياً شهرياً.
ورغم المطالب المتكررة من جمعيات إعلامية ومنظمات حرية الصحافة، تواصل إسرائيل منع دخول المراسلين الأجانب إلى غزة إلا في جولات خاضعة لسيطرة مشددة وتنظيم مباشر من الجيش، ما حدّ من قدرة الصحافة المستقلة على تغطية ما يحدث في القطاع.