مروحيات تنتشر بحثًا عن ناجين بعد زلزال أودى بحياة أكثر من ٨٠٠ شخص

مشاهد مروعة: مبانٍ مدمّرة وجهود إنقاذ متواصلة بعد زلزال قاتل في أفغانستان

تدور طائرات هليكوبتر وفرق إنقاذ فوق أنقاض قرى نائية في شرق أفغانستان بحثاً عن ناجين بعد زلزال شديد أودى بحياة نحو ٨٠٠ شخص وأصاب أكثر من ١٨٠٠ آخرين.

القلق يساور الفرق لأن كثيرين يُخشى أن يكونوا عالقين تحت ركام منازلهم بعدما ضرب الزلزال بقوة ٦.٠ درجة يوم الأحد قرب الحدود مع باكستان.

وبقيت عمليات البحث جواً لليوم الثاني يوم الثلاثاء، إذ إن الطرق مغلقة بسبب الأنقاض والتضاريس الجبلية الشديدة تعيق الوصول البري إلى المناطق المتضررة.

وطالبت حكومة طالبان بالمساعدة الدولية. وأفرجت الأمم المتحدة عن أموال طارئة، بينما تعهدت بريطانيا بتقديم مليون جنيه إسترليني (حوالي ١٫٣ مليون دولار) كمعونة.

كان زلزال الأحد من أقوى الهزات التي ضربت أفغانستان خلال السنوات الأخيرة؛ فالبلاد معرضة لهزات أرضية متكررة لأنها تقع على شبكات صدع تلتقي عند صفائح الهند وأوراسيا.

في عام ٢٠٢٣ لقي أكثر من ١٤٠٠ شخص حتفهم إثر سلسلة هزات بلغت شدتها ٦٫٣ ضربت غرب أفغانستان قرب مدينة هرات.

نقل ناجون من زلزال الأحد إلى مستشفى في جلالاباد الذي كان مكتظاً بالفعل بالمئات من المرضى يومياً قبل الكارثة، مما جعل قدرته الاستيعابية تنهار تحت وطأة الأعداد.

قال مير زمان لهيئة الإذاعة البريطانية إنه أنتشل أطفالَه الموتى من تحت الأنقاض بيديه: «كان الظلام دامساً. لم يكن هناك ضوء. أعارني أحدهم مصباحاً، ثم حفرت لهم بالمجرفة والفأس. لم يكن من يساعد لأن الجميع تضرر. مات كثير من أهالي قريتي. لا زال بعضهم مدفوناً. عائلات كاملة فقدت حياتها».

أما الطفل مايواند، البالغ من العمر سنتين ونصفاً، فتعرض لإصابات في الرأس ونزيف. قال عمه خواط جول: «تستطيعون أن تروا حالته. مأساة كبيرة. الزلزال كان فتاكاً. أرجو أن يعتني به الأطباء ويشفوه».

يقرأ  اعتقال الحاخام ليو دي بعد ارتدائه التفلين على الحرم الشريف في يوم زفافه

الإقليم يعاني أيضاً من جفاف حاد وما تصفه الأمم المتحدة بأزمة جوع غير مسبوقة، كما شهدت البلاد تقليصات كبيرة في المساعدات هذا العام، لا سيما من الولايات المتحدة، ما قلّص قدرة المتضررين على الحصول على دعم كانوا في أمس الحاجة إليه. لم تأتِ هذه الكارثة في توقيت أسوأ.

قال وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي إن المعونات البريطانية «ستتم قناتها عبر شركاء ذوي خبرة»، مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان والصليب الأحمر الدولي.

أعلنت الهند إرسال ألف خيمة إلى كابول، كما كتب وزير خارجيتها سوبراهامانيام جايشنكار على منصة التواصل بعد اتصال هاتفي مع نظيره من طالبان، أمير خان متقي. وأضاف أن البعثة الهندية تساعد في نقل ١٥ طناً من المواد الغذائية من كابول إلى محافظة كونر التي تضررت بشدة، وأن المزيد من مواد الإغاثة سترسل لاحقاً.

كما أعربت الصين وسويسرا عن تعهدهما بتقديم مساعدات.

وقالت آمي مارتن، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في أفغانستان، إن الناجين سيحتاجون إلى مأوى وإسكان وخيام وبطانيات دعم عاجل.

أضف تعليق