نشطاء دوليون مرسلون قسراً من اسرائيل يروون تفاصيل جديدة عن سوء المعاملة
أفاد مشاركون في قافلة «جلوبال صمود» الإنسانية التي اعترضتها قوات بحرية إسرائيلية بأنهم تعرّضوا لسلوك مهين وعنيف أثناء احتجازهم ثم ترحيلهم. وقد تزايدت الانتقادات الدولية لسلوك السلطات الاسرائيلية بعد أن أُوقف نحو 450 شخصاً بين يومي الأربعاء والجمعة أثناء محاولتهم كسر الحصار البحري على غزة وتقديم مساعدات رمزية للفلسطينيين المحاصرين.
عند عودته إلى مطار فيوميتشينو بروما، وصف الناشط الإيطالي تشيزاري توفاني المعاملة قائلًا إنها كانت «فظيعة»، مضيفًا أن الانتقال من الجيش إلى الشرطة رافقه مضايقات متواصلة، حسبما نقلت وكالة ANSA. وفي تصريحات لصحيفة كوريري ديلا سيرا عقب وصوله إلى مطار ميلانو مالبينسا، أكد ياسين لفرام، رئيس اتحاد الجاليات الإسلامية في إيطاليا، أن المحتجزين تعرّضوا للعنف وتهديدات بالأسلحة، وهو أمر «غير مقبول في دولة تدّعي الديمقراطية».
وحسب مراسلين إيطاليين آخرين ومنهم سافيريو تومّازي ولورينزو داجوستينو، فقد حُرم بعض المحتجزين من أدوية، وسُخر منهم بشكل مهين، حتى وُصف معاملتهم بأنها «كحيوانات»، كما أبلغ داجوستينو عن سرقة ممتلكات ونقود من بعض الناشطين. وأشار إلى أن الحراس استعملوا كلابًا وأشعة ليزر من بنادقهم للتخويف، وأن التسجيلات أظهرت تكرار إيقاظ المعتقلين ليلاً خلال ليلتي الاعتقال.
روى مشاركون آخرون تفاصيل عن تهديدات جسدية وإذلال مكثف: احتجاز في حافلات السجن مع تقييد الأيدي بأشرطة بلاستيكية لساعات، إجبار على الركوع لساعات، واعتداءات بدنية مثل هز وضرب مؤخرة الرأس. وقد تداول بعض المرحلين تقارير تفيد بأن غريتا ثونبرغ — إحدى أبرز المشاركات في القافلة — تعرّضت للجرّ على الأرض وإكراهها على تقبيل علم إسرائيلي واستغلال صورتها دعائيًا، وهي مزاعم أثارت غضبًا واسعًا.
ردود رسمية متباينة
من جانبها، وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه الادعاءات بأنها «أكاذيب صارخة» مؤكدة أن حقوق المعتقلين القانونية كُفلت بالكامل، وأن بعض الناشطين طالبوا بتأخير ترحيلهم. في المقابل تبنّى وزير الأمن القومي اليميني إيتامار بن غفير موقفًا معارضًا، مبدياً فخره بتعامل السلطات مع ما أسماهم «نشطاء القافلة»، واصفًا من يدعمون الإرهاب بأنهم يستحقون معاملة المشبوهين، وداعيًا إلى أن يتعرّف هؤلاء على ظروف السجون في كتزيوت قبل التفكير في الاقتراب من اسرائيل مجددًا.
تداعيات دولية وترحيلات متواصلة
أثارت الاعتقالات والمعاملة ردود فعل دولية وانتقادات من دول بينها باكستان وتركيا وكولومبيا، ونظمت احتجاجات شعبية في عدة دول، كما أرسلت اليونان احتجاجًا مكتوبًا. وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية ترحيل 29 ناشطًا إضافيًا يوم الأحد بينما ظل كثيرون آخرون محتجزين داخل البلاد. ومن المتوقع أن يعود إلى إسبانيا 21 من بين 49 مواطناً احتُجزوا، بحسب تصريحات وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، فيما قالت الخارجية اليونانية إن 27 مواطنًا يونانيًا سيعودون إلى بلادهم يوم الاثنين.