دعا رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن السابق، كريستوف هويسغن، الحكومة الألمانية إلى الاعتراف بدولة فلسطينية استناداً إلى حجم المعاناة الراهنة في قطاع غزة.
في مقال ضيف نُشر الجمعة في مجموعة RND الإعلامية، رأى هويسغن أن هذه الخطوة ستُفسَّر عالمياً كبادرة قوية بشكل خاص، لا سيما في ضوء مكانة ألمانيا كصديق وفي لإسرائيل.
المستشار المقرب للمستشارة السابقة أنجيلا ميركل أضاف أن الاعتراف لن يغيّر بالضرورة الواقع على الأرض على المدى القصير، لكنه سيبعث بإشارة تضامن قوية مع الشعب الفلسطيني إذا ما انضمت ألمانيا إلى غالبية الدول التي تعترف بالفعل بفلسطين.
وأشارت عدة دول، بينها فرنسا وكندا وأستراليا، إلى نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية خلال دورة الجمعية العامة للامم المتحدة في شهر سبتمبر.
الحكومة الألمانية، مع ذلك، كرّرت أن هذا الخيار غير مطروح حالياً. ففي أواخر يوليو، قال المتحدث باسم الحكومة ستيفان كورنيليوس إن الاعتراف يُنظر إليه كواحدة من “الخطوات النهائية” على طريق حل الدولتين، الذي يتصوّر قيام دولة فلسطينية مستقلة تتعايش سلمياً إلى جانب إسرائيل.
حذّر هويسغن من أن إسرائيل قد تتجه نحو أن تتحول إلى “دولة فصل عنصري” (أبارتهايد)، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرفض قيام دولة فلسطينية ويدعم عنف المستوطنين في الضفة الغرية. وقال هويسغن: “كل المساعي الدبلوماسية لإقناع الحكومة الإسرائيلية بالتراجع كانت دون جدوى.”
وشدّد على أن أمن إسرائيل يظل من المصالح الوطنية الألمانية، لكنه أضاف أن أمن إسرائيل لا يمكن حفظه عبر خلق أعداء أو عزلة دولية ناجمة عن استخدام مفرط للقوة العسكرية وانتهاكات للقانون الدولي.
يرفض نتنياهو حل الدولتين، كما ترفضه حماس في قطاع غزة. ومنذ سنوات اعترفت عدة دول في الاتحاد الأوروبي، خصوصاً في أوروبا الشرقية والجنوب الشرقي، بدولة فلسطينية.
قبل نحو شهر، أصبح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول زعيم غربي كبير يعلن عن مثل هذه الخطوة.