مستوطنون إسرائيليون يزيدون اعتداءاتهم على الفلسطينيين مع تصاعد عنف موسم قطف الزيتون

هجمات مستمرة أثناء موسم قطف الزيتون

شنت مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين هجمات على عدة قرى فلسطينية في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، في موجة عنف متصاعدة تستهدف المزارعين أثناء قطف أشجار الزيتون. وأفادت وكالة وفا بأن ثلاثة فلسطينيين على الأقل جرحوا السبت بعد اعتداء مستوطنين على مزارعين في قرية دير نِدّام شمال‑غرب راملله، حيث تعرّض المزارعون للضرب بمقابض البنادق وأُكرهوا على مغادرة أراضيهم.

وقال الناشط المحلي مجاهد تميمي لوكالة وفا إن قوات الاحتلال دخلت القرية لاحقاً لتأمين الحماية للمستوطنين، واعتقلت الشاب معتصم عبد الله تميمي (31 عاماً). وتأتي هذه الاعتداءات في ظل تصاعد العنف العسكري والمستوطنين منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة في أكتوبر 2023، والتي ربطت السلطات الفلسطينية مسؤوليتها بسلسلة عمليات عنف واسعة.

وتشير إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن هجمات المستوطنين والجيش الإسرائيلي أودت بحياة أكثر من ألف فلسطيني وأصابت أكثر من عشرة آلاف آخرين منذ بداية المواجهات. ومع افتتاح موسم القطف هذا العام، شهدت الساحات تصعيداً خاصاً ضد العاملين في حقول الزيتون؛ إذ تؤكد منظمات حقوقية أن كثيراً من هذه الاعتداءات تتم بحماية أو في ظل تواطؤ القوات الإسرائيلية، فيما تقول مراسلة الجزيرة نور عودة إن المستوطنين كثيراً ما يتحركون “بصحبة وحماية الجنود الإسرائيليين الذين يشاركون أحياناً في تلك الاعتداءات”.

وتضيف التقارير أن سياسة التشجيع أو الحماية هذه تمنح المستوطنين ثقة متزايدة، مدعومةً بسياسات الحكومة الإسرائيلية اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو، ما يهدف بحسب المراقبين إلى دفع الفلسطينيين نحو النزوح وإيجاد بيئة لا تسمح بالعيش الآمن في بلداتهم.

الزيتون: مدخول واقتصاد وهوية

يمثل قطف الزيتون مصدر رزق أساسياً أو ثانوياً لمدى واسع من العائلات الفلسطينية، ويحمل أهمية ثقافية واجتماعية كبيرة. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 80 إلى 100 ألف أسرة تعتمد على الزيتون وزيت الزيتون كمصدر دخل رئيس أو مساعد. ومنذ بداية موسم الحصاد هذا العام، سجّلت لجنة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية 158 اعتداءً استهدف قاطفي الزيتون، بينها 17 اعتداء نفّذها الجيش و141 نفّذها مستوطنون، الذين تُتهمهم منظمات حقوق الإنسان بالتمتع بإفلات شبه كامل من العقاب.

يقرأ  ترامب يدفع بخطة سلام جديدة خلال محادثاته مع نتنياهو

حوادث ميدانية بارزة

– في كفر مالك شرق رام الله، رشّ مستوطنون الغاز الفلفلي على مزارعين ما أدى إلى إصابة عدد منهم.
– في نحالين قرب بيت لحم، اعتدى مستوطن برفقة ثلاثة جنود إسرائيليين على المواطن أحمد شكرنة (65 عاماً) أثناء قطفه الزيتون مع أسرته.
– في بيت عوّا جنوب غرب الخليل، أطلقت قوات الاحتلال قنابل غاز وصوت لتفريق المزارعين في منطقة البقعة.
– في قريتي عقربة وقبلان جنوب نابلس، اعتدى مستوطنون مسلحون مع كلاب هجومية على المزارعين وصادروا أدواتهم، مما أدى إلى إصابة ثلاثة فلسطينيين وطردهم من أراضيهم.

خلفية وأثر أوسع

يعيش أكثر من 700 ألف مستوطن إسرائيلي في أكثر من 250 مستوطنة ونقطة استيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهي مواقع تعتبرها القوانين الدولية غير شرعية. وخلال العامين الماضيين استهدف المستوطنون ممتلكات فلسطينية أكثر من 2400 مرة، ما أدى إلى تهجير لا يقل عن 3055 شخصاً بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وتكرّست الآثار الاقتصادية والاجتماعية لهذه الاعتداءات خلال موسم الحصاد، إذ تتعرض آلاف العائلات لخسائر مباشرة في محصولها ولخطر فقدان سبل عيشها التقليدية.

أضف تعليق