مؤسسات الصحة في غزة: علامات عنف وإعدامات محتملة على عشرات الجثت
أفادت وزارة الصحة في غزة بتسلّمها رفات 45 فلسطينياً كانوا محتجزين لدى إسرائيل عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ما يرفع عدد الجثث المستردّة إلى 90 في إطار اتفاق وقف إطلاق نار توسطت فيه الولايات المتحدة. وأكدت الوزارة أن فرقاً طبية لا تزال تقوم بفحص وتوثيق وتحضير الرفات لتسليمها إلى العائلات “وفق الإجراءات والبروتوكولات الطبية المعتمدة”.
بموجب اتفاق وقف النار المدعوم من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والمصمم لإنهاء الحرب التي استمرت عامين على غزة، كان من المفترض أن تسلّم إسرائيل 15 جثة فلسطينية مقابل كل إسرائيلياً ميتاً يُعاد إليه. وقد أُعيدت رفاة 45 شخصاً يوم الاثنين.
انتظرت عائلات فلسطينية معلومات عن الجثث التي وصلت إلى مستشفى ناصر يومي الثلاثاء والأربعاء. ووصف فريق الطب الشرعي حالات مروعة بدت عليها آثار اعتداء بدني. وأبلغت مصادر طبية الجزيرة بأن بعض الجثث وصلت مغمّضة العيون ومكبّلة اليدين، ما يشير إلى احتمال حدوث “إعدامات ميدانية”.
من المتوقع أن تسلّم إسرائيل مزيداً من الجثث، رغم أن المسؤولين لم يحددوا عدد المحتجزين لديها أو عدد الجثث التي ستُعاد. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الرفات نُبشت من مقابر خلال الهجوم البري الإسرائيلي أم أنها تعود لمعتقلين قتلوا أثناء الحملة. وخلال الحرب، أعادت القوات الإسرائيلية نبش جثث كجزء من بحثها عن رفات مختطفين.
وأصدرت الوزارة صوراً لــ32 جثة غير معرّفة لمساعدة العائلات على التعرف على المفقودين، فيما وُصفت العديد من الرفات بأنها متحللة أو محترقة، وبعضها بلا أطراف أو أسنان، وأخرى مغطاة بالرمل والغبار. وقال مسؤولو صحة إن قيوداً مفروضة من إسرائيل على إدخال معدات فحص الحمض النووي إلى غزة أُجبرت على جعل المشرحة تعتمد بشكل كبير على الملامح الجسدية والملبس في عملية التعرف.
ذكر فريق الطب الشرعي أن بعض الرفات وصلت وهي ما تزال مكبلة أو عليها آثار تعذيب. وقال سامح حمد، عضو لجنة استلام الجثث في مستشفى ناصر: “هناك علامات تعذيب وإعدامات”.
كانت الجثث لرِجال تتراوح أعمارهم بين 25 و70 عاماً؛ وأظهر معظمهم أربطة حول أعناقهم، من بينهم من وُجد عليه حبلاً حول الرقبة. ارتدى معظمهم ملابس مدنية، فيما وُجد بعضهم بزيّ يرجّح انتماءهم إلى مقاتلين فلسطينيين. وقد زود الصليب الأحمر بأسماء ثلاثة فقط من القتلى، مما ترك كثيراً من العائلات في حالة من عدم اليقين بشأن مصير ذويهم.
وتقول وزارة الصحة إن الحرب الإسرائيلية على غزة أودت بحياة نحو 68 ألف فلسطيني منذ أكتوبر 2023، بينما يقول مسؤولون فلسطينيون إن الحصيلة الحقيقية قد تكون أعلى بكثير مع اعتقاد أن عشرات الآلاف من الجثث تحت الأنقاض. كما أن آلاف الأشخاص لا يزالون في عداد المفقودين وفق الصليب الأحمر والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
راسمية قديح، 52 عاماً، انتظرت خارج مستشفى ناصر على أمل أن يكون ابنها من بين الـ45 جثة المُنقولة من إسرائيل. فقد اختفى في 7 أكتوبر 2023، يوم الهجوم الذي قادته حماس، وأُخبرت بأنه قُتل بضربة إسرائيلية. وقالت: “إن شاءالله يكون مع الجثث”.
أصدرت وزارة الصحة مقطع فيديو يظهر العاملين الطبيين وهم يفحصون الرفات، وأضافت أن الرفات ستُعاد للعائلات أو تُدفن في حال لم تُعرّف. واتهمت منظمات حقوقية ولجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وقدّمت جنوب أفريقيا ملفاً أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيه إسرائيل بالإبادة الجماعية؛ وتُنكر إسرائيل هذه الاتهامات.