تتصاعد عمليات حركة حماس في الضفة الغربية، مع توسيع للبنى التحتية الإرهابية وتخطيط لهجمات تستهدف إسرائيليين، فيما تكثف قوات الجيش الإسرائيلي من عملياتها الميدانية.
أفادت مصادر أمنية بأن حماس تتجه إلى نشر قوات وموارد لتنفيذ اعتداءات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، مع توقعات—وفق تقديرات القياده المركزية للجيش الإسرائيلي—بكشف مجموعة من مواقع وبنى تحتية إرهابية حاولت الحركة توسيعها خلال الأشهر الماضية، ومن المرجح الإعلان عن ذلك خلال الأيام المقبلة.
تُشير تقديرات القيادة إلى أن العمليات التي ينفذها الجيش داخل مخيمات اللاجئين في شمال الضفة، ووجوده الإقليمي المتزايد، دفع إلى إعادة تمركز أو إعادة إرساء لهيئات وبُنى حماس في مناطق أخرى من الضفة.
في ضوء تحذيرات مرتفعة المستوى من هجمات وشيكة، أمر العميد كوفي هلر، القائد القادم لفرقة يهودا والسامرة في الجيش، بتوسيع نطاق عمليات الاعتقال، متضمنة مداهمات ليلية وحملات تفتيش مكثفة، كجزء من محاولة كبح نشاط الخلايا النائمة.
تعمل قيادات حماس في غزة والضفة وخارجها على تحويل أموال بطرق متعددة لتمويل تجنيد عناصر، وتهريب أسلحة وذخائر، وتنظيم خلايا إرهابية تُخطط لمجموعة من الاعتداءات التي تستهدف جنوداً من الجيش الإسرائيلي ومدنيين إسرائيليين، وفقاً لمصادر عسكرية.
تُعطي حماس اهتمامها لثلاث ساحات تكتيكية قبل تنفيذ هجماتها: أولاً، ثأرية لما تعتبره ثمنًا لقرار إسرائيل احتلال أو محاصرة مدينة غزة؛ ثانياً، الاستحقاق الدبلوماسي المتمثل في انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة ومحاولة السلطة الفلسطينية الحصول على اعتراف دولي؛ وثالثاً، الهدف الدائم المتمثل في إلحاق ضرر بالإسرائيليين.
تأتي هذه التحذيرات في وقت يواجه فيه الجهاز الأمني الفلسطيني تدهوراً ملحوظاً بسبب صعوبات في صرف رواتب كاملة لأفراد الشرطة والأجهزة الأمنية، وحذر مسؤولون من أن الضباط ــ الذين يرتدون زي السلطة الفلسطينية ــ معرضون لمغريات التنظيمات الإرهابية وحملات تحريض واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، ما يعرضهم لخطر الاختراق أو الانحراف عن مهامهم، وفق تحليلات المسؤلين.
الوضع الاقتصادي والاجتماعي ألقى بثقله أيضاً: عشرات الآلاف من الموظفين المدنيين لا يتلقون رواتبهم، وتمنع إسرائيل دخول العمال الفلسطينيين إلى أراضيها، كما أن جهود إقامة مصانع في مناطق صناعية بالضفة لا تتقدم بالسرعة المطلوبة، ما يزيد من تفاقم الوضع ويعزز بيئة عدم الاستقرار.
في حادث منفصل قرب طولكرم، وفق تقاريرٍ عسكرية، تعرض ناقلة جنود مدرعة إسرائيلية لانفجار عبوة ناسفة في محيط طولكرم قرب معبر نيتزاني عوز الأسبوع الماضي؛ وأسفرت الواقعة عن إصابة جنديين بجروح طفيفة وإلحاق أضرار بالمركبة. كفيلق الجهاد الإسلامي أعلن مسؤوليته عن الهجوم.
فرضت قوات الجيش إغلاقاً مشدداً على المدينة ونفّذت نقاط تفتيش وعمليات تمشيط واسعة في المنطقة، في إطار حملات أمنية تهدف إلى ملاحقة الفاعلين وقطع سبل تمويل وتنظيم الاعتداءات.
ساهمت فرق تقارير TPS وصحيفة Jerusalem Post في إعداد مواد هذا التقرير.