قُتل رقيبَا صف في شرطة حدود إسرائيل، تومر إلياهو كليفي (24 عاماً) وجال يوسف (23 عاماً)، إثر اصطدام مركبة بدراجتيهما الناريتين على الطريق السريع رقم 90 قرب تقاطع سدي إيليعزر في منطقة الجليل الأعلى، بحسب بيان للشرطة صدر مساء السبت.
أدى الحادث أيضاً إلى إصابة رجل وامرأة في السبعينات بجروح متوسطة. وعند ورود البلاغ، هرعت إلى الموقع فرق نجمة داوود الحمراء التي باشرت الفحوص الطبية، لكنها اضطرت لإعلان وفاة الضحيتين في المكان بعد أن عُثر عليهما فاقدَين للوعي وبدون نبض، وقد أصيبا بإصابات متعددة الأنظمة. كما تدخلت فرق الإطفاء لإخماد النيران التي اندلعت في الدراجين الناريين.
روى المُسعف إيدن جيجي: «وصلنا إلى مكان الحادث ورأينا حادث طريق شمل دراجتين ناريتين محترقتين وسيارة خاصة. كان راكبا الدراجة ملقيَين على الطريق بعيدين عن الدراجتين، فاقدين للوعي، بلا نبض ولا تنفس، ومعرضين لصدمات متعددة بالجسم. أجرينا الفحوصات الطبية اللازمة، لكن الإصابات كانت بالغة، وللأسف اضطررنا لإعلان وفاتهما في المكان».
من أُُسَر الضحايا
يُعدّ رقيب أول جال يوسف من مدينة عفولة، ويترك وراءه زوجةً ووالدين وأختين، بحسب ما نقلت قناة كان. وكان قد تزوج قبل ثلاثة أسابيع فقط من موعد الحادث. خدم يوسف في البداية في الضفة الغربية، وتولى قيادة فريق خلال خدمته، ووصفه زملاؤه بأنه يتحمل مسؤوليات كبيرة.
قال أحد الضباط لقناة كان إن يوسف كان دائماً متطوعاً: «في أحد الأيام أنهى نوبة صباحية، ولم يستطع أحد المقاتلين الحضور للنوبة الليلية لظرف عائلي، فبادر جال بالبقاء وتغطية النوبة حتى يتمكن زميله من الرحيل. كان يتطوع في كل شيء؛ لم يقل أبداً “لا” لأي طلب». وأضاف الضابط أن يوسف استجاب حتى خلال إجازته الخاصة قبيل حفل زواجه: «قبل أسبوع من العرس، وبينما كان في إجازة تحضيرية، طلبوا منه الحضور لشغل نوبة في يوم السبت بسبب نقص في الأفراد، فترك كل شيء وحضر».
ووصفه ضابط آخر قائلاً: «أنا شخص ناقد جداً، لكن ليس لدي كلمة سيئة واحدة عنه. الجميع كان يحبه. بالنسبة لي، كان هو نقطة ضعفي الوحيدة في الوحدة؛ بفضله نجوت من الخدمة أصلاً. في شبت القادم كان من المفترض أن يعمل نوبة، وقائد الوحدة منحه ميزة البقاء في المنزل تقديراً لأدائه الإيجابي».
أما تومر إلياهو كليفي، فجيله من كفر باروخ، ويترك والدَيه وثلاث شقيقات وشريكة حياة. كذلك بدأ خدمته في الضفة الغربية، وفي يوليو الماضي تدرج ليصبح قائداً لفريق وعمل كمحقق. قال عنه أحد الضباط: «كان يعطي قلبه للجميع. كان مرساة الوحدة. في كل عملية كنا نعرف أن تومر سيقود القوة ويُحْسِن إنجاح المهمة».
وأضاف زميل آخر: «في كل مناسبة اجتماعية كان يحرص على التخطيط لأدق التفاصيل، ليضمن تلاحم الجميع. إن احتاج أحد نصيحة شخصية أو مهنية، كان تومر الملاذ. كان يعرف كيف يصغي ويعطي النصيحة المناسبة. كان قلبه مفتوحاً أمام الجميع، وكان يعمل من القلب، وهذا كان واضحاً في كل عملية وكل مهمة».