القاهرة — اختفاء نادر لزخرفة من الحجر الجيري تعود إلى نحو أربعة آلاف عام من قبر في مشهد سقارة الأثري، في ثاني واقعة سرقة كبيرة تُسجَّل خلال أسابيع، حسبما أعلنت الجهات الرسمية.
أُبلغ عن اختفاء العمل الفني خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من تأكيد مسؤولي المتحف المصري سرقة إسورة ذهبية قديمة استولى عليها عامل ترميم ثم «بيعها» وإذابتها إلى أن فقدت للأبد.
أوضحت وزارة السياحة والآثار في بيان نُشر الأحد أن الزخرفة الحجرية اختفت من قبر يعود للملكة أو المسؤول رفيع المقام خنتي كا، المنسوب إلى الأسرة الخامسة ويُقدر تأريخ القبر بين 2500 و2350 قبل الميلاد، في مقام سقارة جنوب القاهرة.
قال عالم الآثار علي أبو دشّيش لشبكة سي بي إس نيوز إن القبر كان يحمل ألقابًا بارزة لخنتي كا بينها «كاهن الإلهة معات» و«مشرف القصر الملكي»، وإن القبر يميّزه نقوش رائعة تصور مشاهد من الحياة اليومية في مصر القديمة.
ووصف أبو دشّيش السرقة بأنها «كارثة بكل المقاييس»، مؤكِّدًا أن الاثار ليست للبيع وأنها ملك لتراث البشرية كلها.
تُظهر المعلومات المتاحة أن الزخرفة المفقودة، التي يبلغ قياسها نحو 16 × 24 بوصة، تصوّر الفصول المصرية الثلاثة القديمة: البحر الفيضان (أخيت)، الموسم النباتي (بَرات)، والحصاد (شمو).
وذكر الإعلام المحلي أن القطعة بدا أنها قُطعت من جدار القبر باستخدام منشار كهربائي.
وقالت الوزارة إن القبر كان مختوماً بالكامل واستُخدم كمخزن للآثار منذ اكتشافه في خمسينيات القرن الماضي، ولم يُفتح منذ عام 2019. وعند اكتشاف غياب الزخرفة شكّل مختصون لجنة أثرية لجرد محتويات القبر، وبعد تأكيد تقارير الإعلام أفاد البيان بأن «جميع الإجراءات القانونية اللازمة قد اتُّخذت وأن الملف أحيل إلى النيابة العامة للتحقيق».
تأتي الحادثة قبل أسابيع من حفل افتتاح المتحف المصري الكبير المتوقع، وهو مجمّع ضخم مساحته نحو 5.2 مليون قدم مربع قرب أهرامات الجيزة، استغرق سنوات وكلف أكثر من مليار دولار، ويُعد حجر زاوية في قطاع السياحة المرتكز على الآثار.
كما جاءت بعد أسابيع من تأكيد المسؤولين اختفاء إسورة ذهبية تعود لحوالي 3000 سنة كانت تعتقد أنها تعود لفرعون، من المتحف المصري بالقاهرة؛ وأظهرت تحقيقات أنه سرقها عامل ترميم، بيعها بأقل من أربعة آلاف دولار ثم أُذبِبت ففقدت إلى الأبد، فيما تم توقيف عدد من المشتبه فيهم فيما يتعلق بتلك القضية.
على عكس قضية الإسورة، يعتقد الخبراء أن من سرق الزخرفة الحجرية ربما كان على دراية بقيمة القطعة الحقيقية. قال أبو دشّيش لشبكة سي بي إس نيوز: «القطعة ليست مجرد زخرفة بل تحمل معانٍ رمزية عميقة تتعلّق بدورة الحياة والزراعة والخصوبة في المعتقد المصري القديم، ما يشير إلى أن السارق فهم قيمتها الحقيقية وأهميتها العلمية».