القاهرة تفتتح المتحف المصري الكبير: تحفة حضارية على مشارف الأهرامات
قُدِّمَ الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير باعتباره حدثاً استثنائياً في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية، واحتفالاً بتراث الأمة الذي يأمل القائمون أن يعيد تنشيط الاقتصاد ويدعم قطاع السياحة المتعثر.
يقع المتحف على هامش العاصمة، بالقرب من هضبة الجيزة، بعد مشروع دام عقدين من الزمن. تمتد مساحته المخصصة للعرض الدائم إلى نحو 24 ألف متر مربع، حيث تُعرض تماثيل ضخمة ومقتنيات تاريخية تغطي فترات تمتد من ما قبل التاريخ حتى العصر الروماني.
حضر مراسم الافتتاح قادة عالميون من ملوك ورؤساء دول وحكومات، بحسب بيان رئاسة الجمهورية، وصفت فيه المناسبة بأنها “حدث استثنائي في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية”.
كتب الرئيس عبد الفتاح السيسي أن المتحف يجمع “عبقرية المصريين القدماء وإبداع المصريين المعاصرين، معزِّزاً الثقافة والفن العالمي بمعلم جديد يجذب محبي الحضارة والمعرفة”.
أُغلِق المتحف لفترة قصيرة من أجل الاستعدادات النهائية، مع تعزيز الإجراءات الأمنية في القاهرة وإعلان يوم الافتتاح عطلة رسمية. سبق أن استقبل المتحف زيارات محدودة خلال السنوات الماضية قبل الانطلاق الرسمي.
شملت أعمال التأهيل تطوير المحيط بموقع المتحف وهضبة الجيزة؛ تم تمهيد طرق، وجارٍ إنشاء محطة مترو خارج بوابة المتحف لتسهيل الوصول، وافتُتح مطار سفنكس الدولي غرب القاهرة على بُعد نحو 40 دقيقة بالسيارة.
بدأ تنفيذ المشروع عام 2005 لكنه تعرّض لتعطلات وتأخيرات بفعل التقلبات السياسية، فيما بلغت كلفة المنشأة نحو مليار دولار. من بهو المدخل يتصاعد سلم ضخم مكوَّن من ستة طوابق تحفّه تماثيل أثرية، وتطل صالات العرض الرئيسة على منظر الأهرامات. ربطت جسرية المتحف بالأهرامات لتيسير حركة الزوار سيراً على الأقدام أو عبر مركبات كهربائية.
افتتحت اثنتا عشرة قاعة رئيسية العام الماضي، تعرض الاثار المنظمة زمنياً وموضوعياً عبر عصور متتابعة. كما خصصت قاعتان لعرض مجموعة الملك توت عنخ آمون التي تضم نحو 5000 قطعة؛ وستعرض المجموعة كاملة للمرة الأولى منذ اكتشاف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر لقبر توت عام 1922 في مدينة الأقصر.
يراهن القائمون على أن يسهم المتحف في جذب مزيد من السائحين الذين يقضون فترات إقامة أطول، ويزودون البلاد بالعملة الصعبة اللازمة لدعم الاستيراد الحيوي كالوقود والقمح. سجلت مصر رقماً قياسياً بنحو 15.7 مليون سائح في 2024، مساهِمةً بنحو 8% من الناتج المحلي الإجمالي الرسمي.
تخطط الحكومة لبلوغ 30 مليون زائر سنوياً بحلول عام 2032، وأُعلن أن المتحف ستفتخ أبوابه أمام الجمهور بداية من يوم الثلاثاء.