تم تداول مقاطع فيديو قديمة على وسائل التواصل تدّعي زوراً أنها تُظهر آثار الإعصار راجاسا بعد مروره بجنوب الصين في سبتمبر. تتضمّن المقاطع التي أُعيد نشرها لقطات لسقوط عمود مصعد وأشخاص تُقذفهم هبات ريح عنيفة، غير أن هذه المشاهد التُقطت قبل عامٍ على الأقل.
عنوان الفيديو المنشور على يوتيوب في 27 سبتمبر 2025 وصفه بصيغةٍ مبالغة: «تجميع لمشاهد راجاسا الأكثر خطورة! مبانٍ تُمزق، أشخاص يطرحون أرضاً، وأسقف مصانع تُنفَص — مخيف جداً!» وحقق المقطع أكثر من 4,800 مشاهدة. يظهر فيه عدد من المقاطع التي تُظهر رياحاً عنيفة تضرّ بمبانٍ، بما فيها انهيار عمود مصعد في موقع إنشائي، وأشخاصاً يسقطون أرضاً بسبب هبات الريح.
نصٌّ على الفيديو يزعم: «راجاسا ألحق دماراً غير مسبوق في يانغجيانغ». وُنشِر نفس المحتوى عبر منصاتٍ عديدة مثل دوين وFacebook وباللغات الإنجليزية والبوسنية والعربية، وانتشر مجدّداً مع ادعاءات متشابهة.
خلفية الإعصار والوقائع على الأرض
داهم راجاسا مقاطعة قوانغدونغ — التي يقطنها عشرات الملايين — في 24 سبتمبر، بسرعات رياح وصلت إلى نحو 145 كيلومتراً في الساعة، بعد مروره قرب هونغ كونغ ووقوع وفيات في تايوان. ورصد صحفيو وكالة الأنباء في نقاط التأثير قرب مدينة يانغجيانغ أشجاراً متساقطة ولافتات طرق وحطاماً متناثراً في الشوارع. ومع ذلك، فإن كثيراً من الفيديوهات المنسوبة إليه ليست مرتبطة بالإعصار فعلاً.
لقطات قديمة من إعصار مانغكوت
مقطع انهيار عمود المصعد صُوّر أثناء إعصار مانغكوت الذي ضرب هونغ كونغ في 2018. وأظهرت عمليات بحثٍ عكسية أن فيديوً على فيسبوك نُشر في 16 سبتمبر 2018 يوثق الحادثة في مبنى قيد الإنشاء بمنطقة تاي كوك تسوي. وذكرت الشرطة حينها أن نحو 40 ساكيناً أُخليوا من المنطقة بعد الحادث ولم تُسجَّل إصابات، ونشرت وسائل إعلام محلية لقطات إضافية من زوايا أخرى. كما تُظهر صور الأقمار الصناعية عبر خرائط غوغل تشابهاً في الأبنية المحيطة بالموقع الذي أُكمل بناءه لاحقاً.
عاصفة ديجو
أفادت تحقيقات أخرى بتتبّع مقاطع تُظهر أشخاصاً يُطرحون أرضاً بفعل رياح عنيفة إلى منشورات سابقة؛ فبحث بالكلمات المفتاحية أدى إلى فيديو منشور من قِبل صحيفة الشعب في الثاني من يوليو 2024 يوثّق امرأة وفتاة سقطتا بفعل هبوب عنيفة في شاندونغ. يُبيّن مقطع غير مُقتَطَع وجود لافتة جزئية في الخلفية تكشف أن المشهد التقط قرب مدرسة Ping Yuan للتجريب الصيني-الإنجليزي في ديجو، التي تبعد أكثر من 1,700 كيلومتر عن موقع هبوط راجاسا. كما نُشر لقطات متطابقة عبر وكالات ترخيص الفيديو أظهرت المشهد من زوايا مختلفة.
أمطار شنتشن
مقطع لسقوط امرأة على الأرض يعود إلى أبريل 2024 في شنتشن، أثناء هطول أمطار غزيرة واشتداد الرياح. ووجدت عملية بحث عكسية أن وكالة Newsflare نشرت المقطع في 26 أبريل 2024 ووصفت المشهد بأن المشاة كانوا يكافحون «للمحافظة على توازنهم أمام الهبات القوية».
تحقّق وكشف تزييف
قامت AFP بالتحقق من عدة مقاطع مُعادَة النشر وبيّنت أنها مأخوذة من حوادث ووقتٍ مختلفين، لا من آثار راجاسا حصراً. تعكس هذه الحالات أهمية التثبت من مصادر الفيديوهات وتواريخها قبل نسبها لكوارث حديثة، لأن إعادة استخدام لقطات قديمة مع عناوين مُضلِّلة يُسهم في تضخيم الذعر ونشر معلومات خاطئة.