مقتل أكثر من 100 فلسطيني في غزة على يد إسرائيل — ترامب يؤكد استمرار الهدنة

أصرّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه واشنطن لا يزال قائمًا في غزة، رغم أن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من مئة فلسطيني من بينهم 46 طفلاً.

خلال فترة تقارب اثنتي عشرة ساعة من مساء الثلاثاء حتى الأربعاء، أسفرت غارات إسرائيلية على غزة عن مقتل ما لا يقل عن 104 فلسطينيين وإصابة 253 آخرين، بحسب وزارة الصحة في غزة.

«هذه الجرائم الموثقة تضيف إلى لائحة طويلة من الانتهاكات المستمرة بحق شعبنا»، قالت المديرية العامة للدفاع المدني في غزة في بيان، مطالبةً بـ«وقف فوري وشامل لإطلاق النار» في كل أنحاء القطاع.

أفادت مصادر طبية للجزيرة أن إحدى الهجمات الأخيرة استهدفت خيمة تضم نازحين في دير البلح بوسط غزة، بينما استهدفت هجمات أخرى أجزاء شمالية وجنوبية من القطاع.

دافع الرئيس الأمريكي عن إجراءات إسرائيل يوم الأربعاء، مستندًا إلى تقارير تفيد بمقتل جندي إسرائيلي يبلغ من العمر 37 عامًا في جنوب غزة. ولم يحدد بيان موجز للجيش متى قُتل الجندي، لكنه قال إن عائلته أُبلغت قبل الإعلان عن الخبر.

قال ترامب للصحفيين على متن «إير فورس ون» أثناء سفره من اليابان إلى كوريا الجنوبية: «حسب ما فهمت، لقد أعدموا جنديًا إسرائيليًا»، مضيفًا أنه سمع أن الجندي قُتل على الأرجح برصاص قناص. «فعاد الإسرائيليون وردّوا، ويجب أن يردوا. عندما يحدث ذلك، عليهم أن يردوا»، ووصف هجمات إسرائيل بأنها «انتقام» لمقتل الجندي.

نفى حزب حماس مسؤولية ما أُشيع عن استهداف لقوات إسرائيلية في رفح بجنوب غزة، وأكد في بيان التزامه باتفاق وقف إطلاق النار.

«لن يهدد شيئًا» الاتفاق، جدد الرئيس الأمريكي تأكيده.

«عليكم أن تفهموا أن حماس جزء صغير جدًا من السلام في الشرق الأوسط، وعليهم أن يتصرفوا»، قال. «إذا كانوا جيدين، فسيكونون سعداء، وإذا لم يكونوا كذلك فسيتم إنهاؤهم؛ ستُنهى حياتهم».

يقرأ  ترامب يأمر إدارة الحديقة الوطنية بإزالة صورة «الظهر المجلود»

في بيان يوم الأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعاد وقف إطلاق النار في غزة بعد تنفيذ سلسلة غارات على عشرات «الأهداف الإرهابية»، من بينها «30 إرهابيًا يشغلون مناصب قيادية». ولم يقدم الجيش أي دليل يدعم هذه الادعاءات.

عنوان فرعي: احتلال مطوّل وغير محدد

قال هاني محمود مراسل الجزيرة من مدينة غزة إن الهجمات المتجددة أدخلت الفلسطينيين في حالة «ذعر».

«حتى صباح اليوم، نرى أن بارقة أمل قصيرة بالهدوء تحولت إلى يأس. السماء ممتلئة بطائرات مقاتلة وطائرات مسيّرة وطائرات استطلاع»، قال يوم الأربعاء.

«والخوف الآن أن ما بدأ الليلة الماضية سيمتد لأيام».

قال معين رباني، زميل غير مقيم في مركز دراسات الصراع والشؤون الإنسانية، للجزيرة إن إسرائيل «لم تَوفِ فعلًا بأي من التزاماتها» بموجب الاتفاق، بما في ذلك الانسحاب إلى الخط المتفق عليه أو السماح بدخول الكمية المتفق عليها من المساعدات إلى غزة.

وبحسب رباني، تحاول إسرائيل عمدًا تقويض الاتفاق الذي جرّها إليه الضغط الأمريكي قسرًا. وأضاف أنه من الواضح «أن إسرائيل لا تشعر بأنها قادرة ببساطة على التراجع أحاديًا»، «فما نراه هو تصاعد تدريجي في عملية التآكل».

«المسألة الأساسية الآن هي كيف سترد الولايات المتحدة…» أضاف.

بالنسبة إلى روب جايست بنفولد، محاضر في الأمن الدولي بكلية كينغز في لندن، كان وقف إطلاق النار هشًا «منذ اليوم الأول» لأن كلًا من إسرائيل وحماس قبلَا الاتفاق تحت ضغط أمريكي شديد.

قال للجزيرة إنه بما أن إسرائيل ما زالت تسيطر على نحو 50% من القطاع، «فهذه أسباب تجعل كثيرًا من الفلسطينيين في غزة لا يرون أن ما يُطبق هنا هو وقف إطلاق نار حقيقي، وبالتأكيد ليس خطة سلام، بل احتلال مطوّل بلا نهاية مرئية».

يقرأ  أربعة مشتبه بهم استهدفوا أيضاً نجومًا آخرين في لوس أنجلوس

على الأرض، وصف بنفولد الوضع بين حماس وإسرائيل بأنه «لعبة تحدٍّ» حيث يحاول الطرفان اختبار حدود بعضهما البعض.

«حقيقة أن جنديًا قُتل في رفح — وما زلنا لا نعرف على يد من، ولا نعرف إن كانت الحادثة بأمر من حماس أم من جهة أخرى — لكن ما فعلته الحادثة هو أنها أتاحت لإسرائيل فرصة انتهاك وقف إطلاق النار لأن هذا ما أرادته طوال الوقت».

أضف تعليق