إسرائيل تقول إن عضوًا في حزب الله قُتل في غارة، لكن لبنان يصف الهجوم بأنه «جريمة ضد المدنيين»
نُشر في 21 سبتمبر 2025
قُتل خمسة أشخاص، من بينهم ثلاثة أطفال، في غارة بطائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت بلدة بنت جبيل في جنوب لبنان، بحسب ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية، فيما واصلت اسرائيل ضربات تجاه جارتها رغم الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة ودخلت حيز التنفيذ في نوفمبر الماضي.
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام (NNA) أن الغارة استهدفت دراجة نارية ومركبة، وجرح فيها شخصان آخران.
قال رئيس مجلس النواب نبيه بري إن الأطفال الثلاثة — سيلين وهادي وأسيل — ووالدهم كانوا مواطنين أمريكيين، فيما أصيبت والدة الأطفال في الهجوم.
أعلنت إسرائيل أن الغارة أودت بحياة عنصر من حزب الله، لكنها اعترفت أيضاً بسقوط قتلى من المدنيين.
تقول إسرائيل إنها كثيرًا ما تستهدف ما تسميه مواقع لحزب الله في جنوب لبنان، بزعم منع الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران من إعادة بناء قدراتها العسكرية بعد الحرب التي شنتها إسرائيل والتي أودت بمعظم قيادتها العليا، بما في ذلك قائدها الطويل الأمد، حسن نصرالله.
«مجزر جديد»
وتساءل بري، وفقًا لما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام: «هل الطفولة اللبنانية هي التي تشكل تهديدًا وجوديًا للكيان الإسرائيلي؟ أم أن سلوك هذا الكيان في القتل دون رادع أو محاسبة هو التهديد الحقيقي للسلم والأمن الدولي؟»
واتهم رئيس الحكومة نواف سلام إسرائيل بارتكاب «مجزرة جديدة»، واصفًا ما حدث بأنه «جريمة صارخة ضد المدنيين ورسالة ترهيب تستهدف أهلنا العائدين إلى قراهم في الجنوب». وأضاف سلام، الذي شغل سابقًا منصب رئيس محكمة العدل الدولية، أن «المجتمع الدولي يجب أن يدين إسرائيل بأشد العبارات على انتهاكاتها المتكررة للقرارات والقانون الدولي».
كما قال وزير العمل محمد حيدر إن إسرائيل تستهدف عمداً السكان اللبنانيين الذين عادوا إلى الجنوب بعد أكثر من عام من النزاع الناجم عن حرب إسرائيل على غزة، مضيفًا: «لن ينجح هذا المخطط، لأن إرادة أهل الجنوب أقوى من الآلة الإجرامية».
الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، إلى جانب خصوم حزب الله داخل لبنان، يضغطون على الجماعة الشيعية للتخلي عن سلاحها. وقد قدمت جيش لبنان في وقت سابق من هذا الشهر خطة إلى مجلس الوزراء لتسليم سلاح حزب الله، وقالت إنها ستبدأ بتنفيذها.
من جانبها تصرّ حزب الله على التمسك بأسلحتها وتؤكد أن تفكيك سلاحها سيكون خطأً مرفوضًا طالما استمرت اسرائيل في ضرب لبنان واحتلال مساحات من الأراضي في الجنوب.