الجيش الأميركي: ضربات «حركية قاتلة» على سفينتين أودت بحياة ثلاثة في إحداهما واثنين في الأخرى
نُشر في 19 ديسمبر 2025
القواتالأمريكية أعلنت أنها قتلت خمسة أشخاص آخرين على متن زوارق في المحيط الهادئ، ليرتفع عدد القتلى الناتج عن حملة الإدارة الحالية ضد ما تُوصف بأنه شبكات تهريب مخدرات عبر البحر إلى ما لا يقل عن 104 منذ سبتمبر الماضي.
أوضح القيادة الجنوبية للجيش الأميركي (SOUTHCOM) يوم الجمعة أنها نفّذت «ضربات حركية قاتلة على سفينتين» في شرق المحيط الهادئ بأمر من وزير الدفاع بيت هيجسث، فأودت الضربات بحياة ثلاثة أشخاص على متن إحداهما واثنين على متن الأخرى.
تفاصيل إضافية أشارت إلى أن هجوم يوم الخميس جاء بعد يوم واحد من ضربة أخرى في نفس المساحة المائية الدولية بشرق المحيط، أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، بحسب SOUTHCOM.
فيما تصف واشنطن الضحايا التسعة خلال يومين بأنهم «إرهابيون مخدرات ذكور»، لم تُقدّم أية دلائل علنية تُثبت أن نحو ثلاثين زورقًا أعلن تدميرها منذ سبتمبر في المحيطين الهادئ والكاريبي، والتي خلّفت أكثر من مئة قتيل، كانت متورطة بالفعل في تهريب المخدرات.
وزير الدفاع هيجسث في مرمى انتقادات لاذعة بعد تقارير تفيد بأنه أمر بشن ضربة ثانية على ناجين كانوا متشبثين بحطام زوارق بعد هجوم سابق — والاستهداف المتعمد لناجين من حطام سفينة يعد، وفق خبراء قانونيين، جريمة حرب. كما أن هيجسث يُثار حوله تساؤلات بسبب دوره كونه مُصدر الأوامر، فهو مسؤل عن قرارين متتاليين أثارا الجدل.
قادة أمريكا اللاتينية وخبراء القانون وصفوا الهجمات بأنها «إعدامات خارج نطاق القضاء»، في حين حاول الرئيس ترامب تبريرها بأنها إجراءات ضرورية لقطع مسارات تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة من شبكات تُزعم أنّ لها جذورًا في فنزويلا.
وأصدر ترامب في سياق التصعيد انتشارًا عسكريًا واسعًا في أمريكا اللاتينية وهدد بإزاحة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن السلطة، متهمًا إياه بالإشراف على شبكة تهريب مخدرات. كما أمر بفرض حصار بحري «كلي» على ناقلات النفط الخاضعة لعقوبات أميركية من دخول أو مغادرة الموانئ الفنزويلية، في خطوة تهدف إلى تقييد موارد النفط وإضعاف اقتصاد البلاد.
من جهته اعتبر مادورو أن التعبئة العسكرية الأميركية ذريعة للتدخل وتغيير النظام وسرقة احتياطيات النفط الفنزويلية.
على الصعيد الدبلوماسي، عرض رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الوساطة «لتفادي صراع مسلح»، كما عرضت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم الوساطة لإيجاد «حل سلمي يمنع التدخل الأميركي». وقال لولا إنه أبلغ ترامب أن «الأمور لن تُحل بالرصاص، ومن الأفضل الجلوس إلى طاولة حوار لإيجاد حل»، وأضاف: «أنا في خدمة فنزويلا والولايات المتحدة للمساهمة في حل سلمي في قارتنا». كما أبدى لولا قلقه إزاء الدوافع الخفية للحملة الأميركية، متسائلاً إن كانت المسألة تتعلق بالنفط أو المعادن الحيوية أو عناصر نادرة أخرى.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس، يشارك في العملية الأميركية نحو 15,000 من الأفراد العسكريين، في أكبر انتشار عسكري بأمريكا اللاتينية منذ أجيال، إلى جانب 11 قطعة بحرية بينها أكبر حاملة طائرات أميركية وسرب من مقاتلات المارينز F-35 وطائرات وطائرات من دون طيار أخرى.