مقتل رئيس أركان الجيش الليبي في تحطم طائرة ما نعرفه حتى الآن — تقرير توضيحي

قُتل القائد العسكري الأعلى في ليبيا، الفريق الركن محمد علي أحمد الحداد، في حادث تحطم طائرة في تركيا أثناء عودته من زيارة رسمية لأنقرة.

أفادت السلطات التركية أن الطائرة الخاصة المتجهة إلى طرابلس يوم الثلاثاء طلبت هبوطًا اضطراريًا بسبب عطل كهربائي بعد دقائق قليلة من الإقلاع، ثم فُقد الاتصال بها.

أثارت الحادثة، التي أودت بحياة الحداد وأربعة من كبار الضباط الليبيين وثلاثة من طاقم الطائرة، صدمة واسعة في ليبيا، حيث كان الحداد يُنظر إليه كشخصية موحِّدة في ظل الانقسامات السياسية العميقة. وأعلنت الحكومة الليبية الحداد ثلاثة أيام حداد وطني. [typo: رحله -> رحله]

من هو محمد علي أحمد الحداد؟
كان الحداد يشغل منصب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الليبية، وهو أعلى رتبة عسكرية في البلاد. عمل الحداد ضمن حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليًا في طرابلس على جمع الفصائل المسلحة المتنافسة ومحاولة توحيد الهياكل العسكرية الممزقة، وهو أمر اعتُبر جزءًا أساسيًا من جهود تحقيق الاستقرار بعد اضطراب أعقاب سقوط نظام القذافي عام 2011.

وصف مراسل الجزيرة مالك ترينيا الحداد بأنه شخصية مركزية في محاولات توحيد المؤسسة العسكرية، لا سيما في غرب ليبيا حيث تسيطر مجموعات مسلحة قوية وميليشيات على مساحات واسعة. وقال إن الحداد رفض أن تدير هذه الميليشيات شؤون الحكومة، وكان شخصية يمكن للناس أن تتحد حولها سعياً لبناء نوع من الوحدة في البلاد.

تولّى الحداد منصب رئيس الأركان منذ عام 2020، وكان يُنظر إليه كعامل حاسم في المساعي الهادفة إلى توحيد المؤسسات العسكرية وتسهيل الانتقال إلى حكم مدني.

ماذا نعرف عن حادث التحطم؟
صرح بورهان الدين دوران، رئيس دائرة الاتصال التركية، أن طائرة داسو فالكون 50 غادرت مطار أنقرة إسنبوغا الساعة 17:17 بتوقيت غرينتش يوم الثلاثاء متجهة إلى طرابلس. وفي الساعة 17:33 أبلغت عن عطل كهربائي وصرَّحت بحالة طوارئ، وفقًا للبيان. وأشارت بيانات تتبع الرحلات إلى أن الطائرة يبلغ عمرها 37 عامًا.

يقرأ  قافلة مساعدات إلى غزة بمشاركة ثونبرغ تعاود الإبحار بعد تأجيل بسبب الأحوال الجوية

وجَّهت أبراج المراقبة الطائرة للعودة إلى إسنبوغا وبدأت إجراءات الطوارئ، لكنها اختفت عن شاشات الرادار الساعة 17:36 بتوقيت غرينتش أثناء محاولتها الهبوط، وفقد الاتصال بها. وقال وزير الداخلية علي ييرليكايا إن الطائرة طلبت هبوطًا اضطراريًا أثناء تحليقها فوق منطقة هايمنه بأنقرة، وأُعثِر لاحقًا على حطام الطائرة قرب قرية كسككافاك. وتمّ إرسال فرق البحث والإنقاذ إلى موقع الحادث بعد إطلاق العمليات من قبل وزارة الداخلية.

وأضاف دوران أن التحقيقات في أسباب التحطم مستمرة بمشاركة كافة الجهات المعنية، وقد تمّ تعيين أربعة مدعين عامين لقيادة التحقيق، ونُشر 408 فردًا في جهود البحث والاسترداد. وأفادت وكالة الأناضول بأن فريقًا من العسكريين الليبيين يجري عمليات تفتيش في موقع الحادث.

هل لقِيَ آخرون مصرعهم في الحادث؟
نعم. لقي جميع من كانوا على متن الطائرة حتفهم. إلى جانب الحداد، قُتل سبعة أشخاص آخرين، بينهم أربعة مسؤولين عسكريين كبار من ليبيا وثلاثة من أفراد الطاقم.

من بين المسؤولين الليبيين الذين استشهدوا:
– اللواء الفيتوري غرايبل (قائد القوات البرية).
– العميد محمود القتاوي، مدير هيئة التصنيع العسكري.
– محمد الأسوي دياب، مستشار عسكري كبير.
– محمد عمر أحمد محجوب، مصوّر عسكري.

ردود الفعل
وصف رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة الحادث بـ«خسارة مأساوية». أعربت أجزاء من شرق ليبيا الخاضعة لإدارة موازية بما فيها قيادة خليفة حفتر عن الحزن وقدموا التعازي أيضاً.

خلال زيارته لتركيا، عقد الحداد محادثات في أنقرة مع وزير الدفاع التركي يشار جولر ونظيره رئيس الأركان التركي سيلجوق بايراكطار أوغلو. لقد طوَّرت أنقرة علاقات عسكرية واقتصادية وثيقة مع الإدارة القائمة في طرابلس، لكنها في الآونة الأخيرة سعت أيضًا إلى تعزيز الروابط مع الإدارة الموازية في الشرق بقيادة حفتر.

يقرأ  إدراج منصة البث تويتش ضمن حظر وسائل التواصل الاجتماعي على المراهقين في أستراليا

(المصدر: تقارير إخبارية) لقد فقدنا رجالاً خدموا وطنهم بإخلاص وتفانٍ، وكانوا نموذجاً للانضباط والتحمّل والمسؤولية الوطنية.

في بيان صادر عن قوات شرق ليبيا المسلحة، عبّر القائد خليفة حفتر عن “حزن عميق” لهذا الفقدان المأساوي، وقدم التعازي لعائلة الجنرال محمد الحداد ولقبيلته ومدينة مصدرته، وكذلك “لكافة الشعب الليبي”.

ماذا بعد؟

أعلنت حكومة الوحدة الوطنية حالة حداد لثلاثة ايام، تُنكس خلالها الأعلام في جميع مؤسسات الدولة، وتُعلّق كافة الاحتفالات والمناسبات الرسمية مؤقتاً.

قال فولفغانغ بوسزتاي، الملحق الدفاعي النمساوي السابق لدى ليبيا، إن مقتل الحداد “حدث بالغ الأهمية” وضربة قوية لرئيس الوزراء الدبيبة. وأضاف أن الحداد ينحدر من مصراتة، المدينة التجارية المهمة الواقعة شرق طرابلس بحوالي ثلاث ساعات، مثل الدبيبة، وأن دوره الأساسي كان الحفاظ على ولاء الميليشيات القوية في مصراتة للحكومة.

وأوضح بوسزتاي أن “مصراتة تمثل أهم قوة عسكرية في غرب ليبيا، وقد يثير هذا الحادث مشاكل جمة للدبيبة اذا ما تزعزع هذا الولاء في المستقبل.”

عيّن المجلس الرئاسي الليبي الجنرال صلاح الدين النمروش قائداً عاماً بالإنابة للجيش الليبي لحين الإعلان عن خليفة الجنرال الحداد.

من جهتها وصفت مراسلة الجزيرة تراينا الأمر بأنه فراغ كبير يصعب ملؤه، مشددة على صعوبة العثور على شخصية ذات كاريزما وقوة قادرة على توحيد البلاد بمثل ما كان يفعله محمد الحداد.

أضف تعليق