طفل فلسطيني توفي متأثراً بجراح أصيب بها خلال اقتحام عسكري في مخيم العسكر بمدينة نابلس، في أحدث حوادث العنف التي طالت المدنيين في الضفة الغرية المحتلة، بينما لم يمنح الهدنة الهشة في غزة الراحة المنشودة لسكان القطاع المدمر.
اقتحمت قوات الاسرائيلية يوم الجمعة أيضاً بلدة عقاب شمال طوباس، ونفذت اليوم عمليات اعتقال في الخليل وبلدة طَل، بحسب تقارير ميدانية.
أعلنت الجيش الإسرائيلي أنه اعتقل 44 فلسطينياً في الضفة المحتلة خلال الأسبوع الماضي، مؤكداً في بيان أن العمليات جرت في مناطق مختلفة وأن جميع المعتقلين مطلوبون لدى إسرائيل، وأشار إلى مصادرة أسلحة وإجراء تحقيقات ميدانية خلال تلك العمليات.
في الأسبوع الماضي، قُتل الطفل محمد الحلاق (10 سنوات) برصاص قوات الاحتلال أثناء لعبه كرة القدم في الرحيبة بالخليل.
وفق بيانات الأمم المتحدة، قتل أكثر من ألف فلسطيني على يد الجيش والمستوطنين منذ 7 أكتوبر 2023 في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ويشكل الأطفال خُمس الضحايا، بينهم 206 أولاد وسبع فتيات. وتشمل الأرقام أيضاً 20 امرأة وما لا يقل عن سبعة أشخاص من ذوي الإعاقة، ولا تغطي تلك الإحصاءات الفلسطينيين الذين توفوا داخل الاحتجاز الإسرائيلي خلال نفس الفترة.
أفضت صفقة هدنة برّعتها الولايات المتحدة إلى إطلاق سراح ما يقرب من ألفي معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية، وكثيرون منهم يحملون آثار تعذيب واضحة، فيما عُادت عشرات الجثث وقد شُوّهت وأظهرت علامات تعذيب وإعدام.
في الوقت نفسه، ومع تشديد الأجهزة العسكرية حملتها في الأراضي المحتلة، شن مستوطنون أعمال عنف متصاعدة بالقرب من رام الله، ودمروا ممتلكات فلسطينية بوتيرة مقلقة يوميّاً وبحماية من الجيش.
أفادت وكالة وفا أن مستوطنين أضرموا النار بعدد من المركبات الفلسطينية فجر اليوم في منطقة التلال بدير دبوان شرق مدينة رام الله المحتلة.
وفي حادث آخر يوم الأحد، اعتدى مستوطن إسرائيلي بعنف على امرأة فلسطينية أثناء قطفها الزيتون في بلدة ترمسعيّا، ما أدى إلى إصابة أفاف أبو عالية (53 عاماً) بنزيف في المخ.
قال شاهد فلسطيني لقناة الجزيرة: «بدأ الهجوم بعشرة مستوطنين تقريباً، لكن انضم المزيد، وأعتقد أنه بحلول النهاية صاروا نحو أربعين، وكان الجيش يحميهم. كنا أقل عدداً ولم نستطع الدفاع عن أنفسنا».
تشير بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) إلى أن المستوطنين هاجموا الفلسطينيين ما يقرب من 3000 مرة في الضفة المحتلة خلال العامين الماضيين.
أعلنت الأونروا أن الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية شهدت منذ 7 أكتوبر 2023 تصعيداً حاداً في العنف، مؤكدة أن «التوسع المتزايد في ضم الضفة يجري باستمرار في انتهاك صارخ للقانون الدولي»، في إشارة إلى توسيع وشرعنة المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية.
الولايات المتحدة تضع قواعد لإسرائيل بشأن الضم
بعد تصويت في البرلمان الإسرائيلي الأربعاء أتاح تمرير مشروع قانون من شأنه أن يضفي طابعاً رسمياً على ضم أجزاء من الضفة المحتلة، أكدت واشنطن عبر مسؤوليها الكبار أنها لن تسمح بحدوث ذلك تحت إشرافها.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس إن «إسرائيل لن تفعل شيئاً في الضفة»، في ظل موجة إدانة متزايدة للحركة البرلمانية الإسرائيلية التي تسعى لضم الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي مقابلة مع مجلة تايم، كرر ترامب أن الولايات المتحدة تعارض ضم الضفة بشكل قاطع: «لن يحدث ذلك. لن يحدث لأنني أعطيت وعداً للدول العربية. ولا يمكن فعل ذلك الآن».
من جهته، قال نائب الرئيس الأمريكي جيه. دي. فانز أثناء تواجده في إسرائيل إن سياسة ترامب تبقى رافضة لضم الضفة من قبل إسرائيل، واصفاً التصويت البرلماني المؤيد للضم بأنه «حيلة سياسية غبية جداً» وأنه شعر بالإهانة شخصياً تجاهها.
كما أبدى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الموجود في إسرائيل لدعم جهود تثبيت هدنة غزة وخطط المرحلة الثانية، وقوفه إلى جانب سياسة إدارة ترامب الرافضة لضم الضفة.