نُشر في 28 أغسطس 2025
أفادت شبكة أطباء السودان بمقتل 24 شخصاً وإصابة 55 آخرين في هجوم شنته ميليشيات شبه عسكرية على أحياء مكتظة بالسكان في مدينة الفاشر بمحافظ شمال دارفور.
وقالت الشبكة إن قوات الدعم السريع قصفت بالسلاح المدفعي مناطق السوق المركزي وحَيّ أولاد الريف في الفاشر، ما أسفر عن وقوع عشرات الضحايا بينهم خمس نساء ضمن الجرحى. ولم يصدر عن قوات الدعم السريع تعليق فوري على هذه التقارير.
تقف الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في مركز الصراع منذ أكثر من عام، وهي آخر معقل للجيش في إقليم دارفور، حيث دارت معارك عنيفة بين الجيش والقوات المتمردة. تصاعدت النزاعات إلى حرب أهلية في أبريل 2023 بعد انفجار التوتر الطويل بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومدن أخرى.
تأتي قذائف الأربعاء ضمن سلسلة هجمات استهدفت الفاشر ومحيطها، بينها هجوم واسع خلال أبريل استهدف مخيّمات مهجّرة متأثرة بالمجاعة وأدى إلى مئات القتلى. وفي أغسطس سجلت الأمم المتحدة مقتل 89 مدنياً في نحو عشرة أيام جراء هجمات قوات الدعم السريع في المدينة ومحيطها، من بينهم 16 شخصاً أُعدموا ميدانياً، بحسب مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان.
تقول اليونيسف إن الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع حول الفاشر حولها إلى «بؤرة معاناة للأطفال»، إذ يعاني السكان من سوء تغذية وأمراض وعنف مستمرين. وذكرت المنظمة أن الحصار أبقى نحو 260 ألف مدني داخل المدينة، من بينهم 130 ألف الاطفال، في ظروف يقظة بعد قطع وصول المساعدات لأكثر من 16 شهراً. وأشارت إلى أن نحو 6000 طفل يعانون من سوء تغذية حاد ومهددون بالموت.
أودى الصراع بأكثر من 40 ألف قتيل، وأجبر أكثر من 14 مليون شخص على ترك منازلهم، حتى أن بعض العائلات اضطرت إلى أكل العشب في محاولات بائسة للبقاء على قيد الحياة بينما تجتاح المجاعة أجزاء من البلاد. وتضمن النزاع انتهاكات جسيمة شملت قتلًا بدوافع عرقية واغتصاباً، بحسب تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان.
وقالت المحكمة الجنائية الدولية إنها تجري تحقيقات في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يُشتبه في وقوعها خلال هذا النزاع.