قُتل ما لا يقل عن ستين شخصًا أثناء حضورهم جنازة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، في هجوم نسبت السلطات إلى جماعة القوات الديمقراطية المتحالفة (ADF) المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، حسب مسؤولين محليين.
قال العقيد آلان كيويوا، المدير المحلي لإقليم لوبيرو في نطويو بمقاطعة شمال كيفو، لوكالة الصحافة الأمريكية، إن «هجوم الـADF تسبب في حوالى ستين قتيلاً»، وأضاف أن الحصيلة النهائية ستعلن مساء اليوم بعد وصول فرق الخدمات إلى المكان لحصر عدد الذين قُطعت رؤوسهم.
وأوضح ماكير سيفيكونولا، مسؤول محلي آخر، أن الضحايا «فوجئوا خلال مراسم تأبين» مساء الاثنين، مشيرًا إلى أن الغالبية «قُتلوا بالسواطير» فيما أُطلق النار على آخرين.
تُعد منطقة كيفو الغنية بالمعادن بؤرة نزاع طويلة الأمد، حيث تخوض جمهورية الكونغو والجماعات المتحالفة معها قتالًا مع ميليشيا M23 المدعومة من رواندا، وتعمل فيها عشرات التشكيلات المسلحة. لقد استغلت جماعة الـADF تدهور الوضع الأمني لتوسيع عملياتها.
نفذت الـADF سلسلة اعتداءات دامية هذا العام؛ ففي نهاية يوليو استهدفت كنيسة كاثوليكية ما أسفر عن مقتل أكثر من أربعين شخصًا وخطف بين اثني عشر وأربعة عشر شخصًا. وفي هجوم آخر أغسطس، قتلت الجماعة 52 شخصًا ونفذت عمليات اختطاف ونهب وإحراق منازل ومركبات ودراجات نارية وتخريب ممتلكات، وفق قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المنتشرة في المنطقة.
قال محققون أمميون الأسبوع الماضي إن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ارتكبت ربما من قبل ميليشيا M23 المدعومة من رواندا والقوات المسلحة الكونغولية وميليشيات متحالفة معها في شرق جمهورية الكونغو.
وأشارت بعثة تقصي الحقائق لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى أنها خلُصت يوم الجمعة إلى أن جميع أطراف النزاع ارتكبت انتهاكات منذ أواخر 2024، بينها عمليات إعدام موجزة وانتشار هائل للعنف الجنسي في مقاطعتي شمال وجنوب كيفو.
يُقدّر خبراء الأمم المتحدة أن قوة الـADF تتراوح بين ألف وألف وخمسمئة عنصر، بينهم مقاتلون أجانب يعتمدون على أسلحة خفيفة وسواطير وهاونات وعبوات ناسفة مرتجلة لتنفيذ هجماتهم.
قال الخبير في تنظيمَي القاعدة والدولة الإسلامية في إفريقيا، ستيغ يارل هانسن، لقناة الجزيرة إن «هم ليسوا قويين بما يكفي للسيطرة على أراضٍ، لكنهم أقوياء بما يكفي للبقاء». وأضاف أنهم لتفادي اكتشافهم من قبل السلطات الكونغولية وجارتها أوغندا، التي تقاتلهم أيضًا، «يميلون إلى التحرك المستمر» ويدخلون القرى لتنفيذ هجمات بهدف التجنيد وترسيخ سيطرتهم.
وأوضح هانسن أنهم «يأخذون الأطفال بعد هذه الهجمات الجماعية، عبر تجنيد قسري».
برزت الـADF في التسعينيات خلال صراعات داخل المجتمع المسلم الأوغندي تحت اسم «مقاتلو حرية المسلم الأوغنديين»، وسعت للإطاحة بالحكومة الأوغندية قبل أن تُدفع إلى أراضي الكونغو. بقيت تعمل في المناطق الريفية القريبة من الحدود الأوغندية حتى تغيرت قيادتها؛ إذ اعتُقل مؤسسها جميل موكولو في تنزانيا عام 2015، وحلّ محله موسى سكا بالوكو الذي بايع تنظيم الدولة الإسلامية عام 2017، فارتبط مصير الجماعة بالتنظيم الدولي.
في 2019 اعترف التنظيم بها كجزء من «إقليم وسط إفريقيا» إلى جانب فرع في موزمبيق، وصنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية في 2021.
في وقت سابق من هذا العام دفعت أوغندا بقوات إلى مقاطعتي إيتوري وشمال كيفو في إطار عملية «شوجا» لمواجهة الـADF. وقُتل جنديان أوغنديان الأسبوع الماضي في اشتباكات مع عناصر الجماعة.