مقطع لقائد هندي يتحدّث عن أضرار طائرة باكستانية مسيّرة، مُعدَّل

نفى مسؤول عسكري هندي رفيع المستوى مؤخراً أن طائرات مسيّرة باكستانية تسببت بأضرار في العاصمة الهندية دهلي وفي ولاية غوجارات غربي البلاد خلال مواجهة وقعت في مايو، وهي المواجهة التي اعتُبرت الأسوأ بين الخصمين النوويين منذ عقود. وقد تم التلاعب بفيديو يُزعم أنه يُظهر هذا التصريح.

نشر حساب على فيسبوك بتاريخ 25 سبتمبر 2025 منشوراً ادعى أن مارشال الطيران راكِش سينها اعترف بأن طائرات باكستانية وصلت إلى دلهي وغوجارات وأن منظومات S-400 للدفاع الجوي تضررت نتيجة عمليات استطلاعها. تضمن المنشور فيديو يبدو فيه سينها متحدثاً إلى مراسل وكالة PTI الهندية.

في النسخة المفبركة من الفيديو يقال إنه صرّح بأن الجيش سيجري تمرين “كولد ستارت” في الأسبوع الأول من أكتوبر في القطاع الأوسط، وأضاف أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي طالب بعدم تكرار تسلل الطائرات الباكستانية، وأن «لقد فقدنا بالفعل منظومتي S-400 بسببها. سنتأكد من ألا تتفوق علينا الطائرات الباكستانية مرة أخرى». لكن المقاطع الأصلية لا تحتوي على تلك التصريحات.

انتشرت منشورات مماثلة لاحقاً على منصات مثل تيك توك وX ويوتيوب، بعد وقف إطلاق نار مفاجئ أنهى أياماً من غارات جوية وصواريخ وطائرات مسيّرة وقصف مدفعي بين الهند وباكستان في مايو أودت بحياة أكثر من 70 شخصاً على الجانبين. وأُثيرت المواجهات بعد هجوم في الجانب الخاضع للإدارة الهندية من كشمير أسفر عن مقتل 26 سائحاً، غالبيتهم من الهندوس، ووجهت نيودلهي الاتهام لإسلام أباد التي نفت أي ضلوع ودعت إلى تحقيق مستقل.

خلال فترة القتال أفادت وسائل إعلام باكستانية بمشاهد لطائرات مسيّرة تحوم فوق دهلي، فيما أفادت وسائل هندية برصد مئات الطائرات في كشمير والبنجاب وغوجارات. ومع ذلك، لا توجد تقارير رسمية تفيد بأن مارشال الطيران راكِش سينها أعلن مؤخراً أن طائرات باكستانية ألحقت أضراراً بمنشآت عسكرية في دلهي أو غوجارات.

يقرأ  نتنياهو يتهم رئيس وزراء أستراليا بـ«خيانة» إسرائيل

أدى البحث العكسي عن الصور والإطارات المفتاحية إلى العثور على مقابلة سينها الأصلية التي نشرتها وكالة PTI على منصة X بتاريخ 23 سبتمبر؛ والمقاطع الأصلية تُظهر أنه تحدث عن إجراء تمرين أوّل أكتوبر «في القطاع الأوسط لاختبار الطائرات المسيّرة ونظام مكافحة الطائرات المسيّرة»، وأن المشاركين هم كل الخدمات الثلاث وشركاء الصناعة والبحث والأكاديميا، وليس عن تسلل أو خسارة منظومات دفاعية.

وحلل خبراء الفيديو فُيْلماً ووجدوا دلائل على تناقضات بصرية، بما في ذلك عدم تطابق حركة الشفاه مع الصوت. كما أكدت وحدة التحقق الحكومي الهندية على فيسبوك أن المقطع «معدل رقمياً». وأظهر فحص المقطع باستخدام أداة كشف التزييف العميق “Deepfake Total” ارتفاعاً في احتمالية توليده بواسطة الذكاء الاصطناعي حوالى الثانية الحادية عشرة، وهي اللحظة التي تُسمع فيها التصريحات الملفقة.

سبق لوكالة الأنباء AFP أن فككت شائعات ومعلومات مضللة متعلقة بالصراع الهندي-الباكستاني في تقارير سابقة.

أضف تعليق