«مقيد» هل حاولت القوات الأمريكية تطويق شاطئ مكسيكي؟ أخبار نزاعات الحدود

توتر متصاعد بين واشنطن ومدينة ماتاموروس على خلفية ظهور لافتات عسكرية أميركية على شاطئ في شمال شرق المكسيك

ماذا حدث؟
في يوم الإثنين وصل أشخاص مجهولون بالقوارب إلى شاطئ في شمال شرق المكسيك ووضعوا لافتات في الرمال كتب عليها بالإنجليزية والإسبانية تحذيرات تفيد بأن المنطقة «مقيدة» وتتبع لوزارة الدفاع الأميركية، وأن الدخول غير المصرح به محظور وقد يؤدي إلى الاحتجاز والتفتيش، مع حظر التصوير أو الرسم. مقاطع فيديو متداولة تدّعي أن عناصر من البحرية المكسيكية أزالت اللافتات من شاطئ يعرف محلياً باسم بلايا بادغاد حيث يصب نهر ريو غراندي في خليج المكسيك، لكن لم تُتحقق بشكل قاطع صحة جميع المشاهد المنتشرة.

كيف ردّت المكسيك؟
أعلنت وزارة الخارجية المكسيكية أن البحرية أزالت اللافتات لأنها وُضعت على تراب مكسيكي، وأكدت الرئاسة أن لجنة الحدود والمياه الدولية ستتدخل لحسم النزاع لأن مجرى النهر يتغير أحياناً وفقاً للطبيعة، ما يتطلب إعادة تحديد الحدود المائية عند الضرورة. كما صدر تنديد سياسي واستدعاء للهدوء وضبط النفس على المستويين الرسمي والشعبي.

ما هي لجنة الحدود والمياه (IBWC)؟
لجنة الحدود والمياه الدولية هي هيئة ثنائية تأسست عام 1889 لإدارة الاتفاقيات الحدودية والمائية بين الولايات المتحدة والمكسيك. وتشمل مهامها تقاسم مياه ريو غراندي ونهر كولورادو، وبناء وتشغيل السدود والخزانات، والتحكم في الفيضانات، ومعالجة قضايا الصرف والجودة المائية، وصيانة وتعيين الحدود الدولية. للجنة سابقة في حل نزاعات شبيهة، أبرزها اتفاق تشاميزال عام 1963 الذي أعاد قطعة أرضية نزاعية إلى المكسيك وأعاد توجيه مجرى النهر لتثبيت الحدود.

ماذا قالت واشنطن؟
نقلت السفارة الأميركية في المكسيك عن البنتاغون أن «مقاولين» تابعين للقوات الأميركية هم من وضعوا اللافتات ولَم يصرّح البيان بأنها قوة عسكرية رسمية، مشيراً إلى أن التغيرات في عمق الماء والتضاريس قد تؤثر على تصور موقع الحدود الدولية، وأن موظفي الحكومة المكسيكية أزالوا ست لافتات بناء على تصورهم لموقع الحدود. وأكد البنتاغون أن المتعاقدين سيتعاونون مع الجهات المعنية لتفادي أي لبس في المستقبل.

يقرأ  قوات الدعم السريع تهاجم مستشفى في الفاشر وتودي بحياة ١٢ شخصاً — بحسب الكوادر الطبيةأخبار حرب السودان

ما هي مناطق الدفاع الوطني (NDAs) ولماذا أُنشئت؟
مناطق الدفاع الوطني هي مناطق عسكرية تديرها وزارة الدفاع الأميركية على طول الحدود مع المكسيك، وأُنشئت بموجب مذكرة رئاسية أصدرها الرئيس ترامب في أبريل تحت عنوان توجيهي يقضي بتوسيع دور الجيش في تأمين الحدود الجنوبية. أعلن القائد الأعلى للقيادة الشمالية الأميركية أن إنشاء مناطق دفاعية جديدة يوسع نطاق العمليات ويعزز القدرة على منع الأنشطة غير القانونية بما فيها الهجرة الجماعية غير المصرح بها وتهريب المخدرات وتهريب البشر. في مايو أُعلن عن إنشاء منطقة دفاعية بطول نحو 418 كلم على الحدود الجنوبية لولاية تكساس.

أين تموضع هذه المناطق عملياً؟
وفق بيانات القيادة الشمالية الأميركية، توجد حالياً ثلاث مناطق دفاعية عملية إلى جانب المنطقة الجديدة في تكساس؛ إحداها تمتد في مقاطعتي كاميرون وهدالجو في تكساس، وأخرى في نيو مكسيكو، وثالثة قرب يوما على مقربة من الحدود مع كاليفورنيا والمكسيك. داخل هذه المناطق تطبق قوات أميركية محيطاً مراقباً يُمكن بموجبه احتجاز المشتبه بوجودهم بصورة غير مشروعة ثم تسليمهم إلى السلطات المحلية.

السياق الأوسع
تأتي الحادثة في ظل سياسة أميركية أكثر تشدداً تجاه تكسّب المضايقات عبر الحدود وملاحقة شبكات المخدرات العابرة للحدود. في وقت سابق هذا العام وقع الرئيس قراراً بتغيير اسم «خليج المكسيك» إلى «خليج أميركا»، وهو قرار رفضته المكسيك وظهر بشكل مختلف لمستخدمي بعض خدمات الخرائط داخل الولايات المتحدة. كما نشر الجيش الأميركي قوات كبيرة في منطقة الكاريبي في الأشهر الأخيرة، بينها قاذفات استراتيجية وطواقم عمليات خاصة، معلناً أنها جزء من جهود مواجهة تهديدات من مهربين وعصابات من فنزويلا ومناطق أخرى.

ملاحظة نهائية
الملف يبقى متقلباً: النزاع على شاطئ محلي قد يتصاعد إلى أزمة دبلوماسية إذا لم تصل الأطراف إلى اتفاق حول خط الحدود الفعلي وتنسيق الإجراءات الميدانية لتجنّب حوادث مماثلة مستقبلاً، واللجنة الثنائية للحدود والمياه تبدو الجهة الأنسب لاحتواء الخلاف وتحديد المسار القانوني والعملي لحلّه، خصوصاً مع التغيّرات الطبيعية في مجاري الأنهار التي تعقّد مسألة التحديد الحدودي.الحدودالدولية يفكّر ترامب أيضاً في شن هجمات برية في فنزويلا لكبح تدفّق المخدرات غير المشروعة، وقد أذن لوكالة الاستخبارات المركزية بشن عمليات سرية هناك لنفس الغرض.

يقرأ  روسيا تضع إطارًا قانونيًاللعملات المشفّرة لتفادي العقوبات الغربية

منذ الثاني من سبتمبر، نفّذت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 21 ضربة عسكرية على ما يُعتقد أنها زوارق لتهريب المخدرات الفنزويلية في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي، وأسفرت هذه العمليات عن مقتل نحو 80 شخصاً. والآن يبدو أن ترامب قد حوّل تركيزه إلى المكسيك.

يوم الاثنين هدّد ترامب بشن ضربات ضدّ عصابات المخدرات في المكسيك.

«هل أريد ضربات في المكسيك لإيقاف المخدرات؟ لا مانع لدي، سنفعل كل ما يلزم لإيقافها»، قال ترامب لمراسل أثناء اجتماع في المكتب البيضاوي مع رئيس الفيفا جاني إنفانتينو. «نظرتُ إلى مدينة مكسيكوستي خلال عطلة نهاية الأسبوع. هناك مشكلات كبيرة هناك.»

خلال مؤتمرها الصحفي الصباحي يوم الثلاثاء، ردّت شيينباوم على تصريحات ترامب يوم الأحد بشأن احتمال تدخل أمريكي في المكسيك قائلة: «لن يحدث ذلك».

قالت شيينباوم إنها أخبرت ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو مراراً خلال مكالمات هاتفية بأن المكسيك لا تريد أي تدخل أمريكي على أراضيها.

وأضافت: «لقد اقترح في عدة مناسبات —أو قال— ‘نقدّم لكم تدخلاً عسكرياً من الولايات المتحدة في المكسيك أو أي شيء تحتاجونه لمكافحة الجماعات الإجرامية’».

أوضحت شيينباوم أنها تقبل التعاون وتبادل المعلومات الاستخبارية مع العسكريين الأميركيين، لكنها كرّرت أنه لا يجوز لأي طرف خارجي التدخل داخل البلاد.

«نحن لا نقبل تدخل أي حكومة أجنبية»، أضافت شيينباوم. «قلت له ذلك هاتفياً، وصرّحت به لدى وزارة الخارجية ومع ماركوو روبيو.»

أضف تعليق