مكتب الأرصاد: المملكة المتحدة شهدت أحرّ صيف منذ بدء حفظ السجلات | أخبار أزمة المناخ

نُشر في 2 سبتمبر 2025

أعلنت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية أن المملكة المتحدة شهدت أحرّ صيف منذ البدء في تسجيل البيانات عام 1884، وأن احتمالية تكرار موجات حرارة مماثلة ارتفعت بفعل التغير المناخي الناجم عن الانبعاثات التي أنتجها الانسان منذ الثورة الصناعية.

شهد الصيف الحالي أربع موجات حرارة، وسُجلت أعلى درجة حرارة عند 35.8 مئوية في مدينة فافرشام بجنوب شرق إنجلترا، بحسب الهيئة. ورغم ذلك بقي هذا الرقم أقل من الرقم القياسي المطلق للمملكة المتحدة البالغ 40.3 مئوية المسجّل صيف 2022.

سجلت ثلاثة أشهر (يونيو ويوليو وأغسطس) متوسط حرارة بلغ 16.1م، متجاوزةً الرقم القياسي السابق في 2018 والبالغ 15.8م، ما يضع حرارة صيف 2025 أعلى بنحو 1.5 درجة مئوية من متوسط المدى الطويل للمناخ.

قال مارك ماكارثي، رئيس قسم نسب التأثيرات المناخية في هيئة الأرصاد: «تظهر تحليلاتنا أن صيف 2025 أصبح أكثر احتمالاً بكثير بسبب غازات الدفيئة التي أطلقها البشر منذ الثورة الصناعية. من الممكن أن نواجه صيفاً أكثر حرارة بكثير في الحاضر والمستقبل القريب. ما كان يُعد سابقاً أحداثاً متطرفة بدأ يتحول إلى أمر أكثر شيوعاً في مناخنا المتغير.»

جاء بيان هيئة الأرصاد في وقت أعلنت فيه زعيمة حزب المحافظين، كيمي بادينوك، أن حزبها سيستخرج كل برميل نفط وكل شبر غاز متبقيين في بحر الشمال إذا أعيد انتخابه، وفق تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز. وحذّر خبراء صحة وناشطون بيئيون من أن مواصلة الحفر عن نفط وغاز بحر الشمال قد تُفاقم آثار التغير المناخي.

كافحت بنى تحتية المملكة المتحدة وأنظمة الصحة العامة للتعامل مع تصاعد الحرّ الصيفي. ففي يونيو دعا مشغلو مترو لندن المسافرين إلى حمل ماء والاهتمام ببعضهم أثناء التنقّل، وسط ارتفاعات الحراره التي أثّرت على شبكة النقل تحت الأرض.

يقرأ  نزوح الفلسطينيين تحت وطأة قصف إسرائيلي عنيف على مدينة غزة — أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

وحذّرت تحالف يضم 53 منظمة صحية بريطانية، تمثّل نحو مليون ممارس صحي، من أن موجات الحرّ ترتبط بزيادات حادة في معدلات الوفيات، وأن ارتفاع درجات الحرارة قد يعرقل النوم ويزيد الإجهاد ويُفاقم حالات الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق.

على الصعيد الدولي، سجّلت دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية أسخن صيف في سجلاتها التاريخية. وفي أوروبا ساهَمت موجات الحرّ الخانقة هذا الصيف في إشعال حرائق هائلة أودت بحياة ودمّرت مساحات واسعة في دول مثل اليونان وإسبانيا والبرتغال. وفي باكستان تأثر حوالى مليوني شخص نتيجة فيضانات تضرب إقليم البنجاب الشرقي، في أكبر فيضان يسجّله الإقليم في تاريخه.

وفي يوليو قررت محكمة العدل الدولية أن الدول مُطالبة بالوفاء بالتزاماتها المناخية، وأن الإخفاق في ذلك قد يرقى إلى خرق للقانون الدولي، ما قد يفتح المجال أمام دول متضررة للبحث عن تعويضات في قضايا مستقبلية.

أضف تعليق