رحب ملك الآشانتي في غانا بإعادة 130 قطعة من المصوغات النحاسية والذهبية قادمة من المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا، بعضها نُهبت في عهد الاستعمار والبعض الآخر اشتُري من السوق المفتوح.
شملت القطع بزّات ملكية وطبولاً وأوزاناً ذهبية طقسية تعود إلى سبعينيات القرن التاسع عشر، وتكشف عن الدور الثقافي الحيوي الذي لعبه الذهب في مجتمع الآشانتي.
تبرّع بمعظم القطع منجم أنغلوغولد آشانتي، فيما قدّمت هيرميون ووترفيلد عشرين وخمس قطع أخرى.
خلال مراسم التسليم في قصر مانهييا في مدينة كوماسي، وصف مسؤولو أنغلوغولد آشانتي هذه الخطوة بأنها عمل من أعمال الاحترام الثقافي والمصالحة.
ثمة توترات في إقليم آشتي الأوسط بين الشركة والسكان المحليين، الذين اتهموا الشركة بالاستفادة من الموارد المعدنية دون الإسهام الكافي في تنمية المنطقة أو إتاحة فرص عمل لجيل الشباب.
شكر أوتومفو أوسي توتو الثاني — ملك الآشانتي — أنغلوغولد آشانتي على إعادة القطع طواعية والتي جُمعت بشكل شرعي من أسواق مفتوحة.
قال الملك إن هذه المبادرة تعكس “نية حسنة واحتراماً لمصدر وتراث مملكة الآشانتي”.
أُقيم حفل الاستلام يوم الأحد بحسب بيان صدر عن القصر بعد المناسبة.
تُعد هيرميون ووترفيلد شخصية رائدة وقيّمة سابقة في دار كريستيز بلندن، وقد أسست في السبعينيات قسماً مختصاً بالفن القبلي وكرّست اهتماماً خاصاً للفن الأفريقي.
لطالما كانت داعمة لقضية أعادة آثار غرب أفريقيا وإعادتها إلى أوطانها.
وذكر إيفور أجييمان-دواه، مدير متحف قصر مانهييا، أن هدايا ووترفيلد تضمنت طبلاً خشبياً نُهب أثناء حصار كوماسي عام 1900 على يد القوات البريطانية الاستعمارية.
شارك الجنود البريطانيون في سلسلة صراعات في أواخر القرن التاسع عشر عُرفت بحروب أنغلو-آشانتي، ونهبت قاعة الملك (الأشنتينه) مرتين.
واجهت دعوات الدول الأفريقية لاسترجاع القطع المنهوبة بعض النجاح في السنوات الأخيرة، وإن ظلّت عدة مقتنيات تُعرض لدى مؤسسات أجنبية في هيئة إعارة مؤقتة.
في العام الماضي عُرضت 32 قطعة نُهبت على جناح متحف قصر مانهييا بمقتضى اتفاقية إعارة مدتها ثلاث سنوات بين متحف فيكتوريا آند ألبرت والمتحف البريطاني وملك الآشانتي.
في 2022 كانت ألمانيا أول دولة تعيد تماثيل بنين البرونزية إلى نيجيريا في محاولة لمواجهة “تاريخها الاستعماري المظلم”.
نُهبت تلك القطع على يد قوات بريطانية عام 1897 من مملكة بنين، في ما يُعرف اليوم بولاية إيدو في نيجيريا، وكُسبت معظمها عبر مزادات في لندن وتُوجد الآن في مجموعات ومتاحف حول العالم.