ملك الزولو يتحدى أستاذًا لخوض مبارزة بالعصي في جنوب إفريقيا

أطلق ملك مجتمع الزولو الكبير في جنوب أفريقيا تحدياً علنياً على خلفية ما اعتبره إساءة شخصية وتحقيراً للأمة الزولو بأسرها، حين دعا أستاذاً جامعياً وخبيراً ثقافياً إلى مبارزة بالعصي أمام آلاف الحضور.

أصدر الملك ميسوزولو كا زوليثيني تحديه للبروفيسور موسى زولو خلال احتفال رقص القضبان السنوي في القصر الملكي الجديد، حيث تجمّع الحشد لمتابعة الفعالية.

«نحن غاضبون وسنفعل كل ما يلزم لحماية ثقافاتنا وصونها»، هكذا نقل موقع تايمزلايف عن الملك، في خطاب وصفه البعض بالقصير نسبياً مقارنة بأهمية المناسبة في التقويم الزولو التقليدي.

قال البروفيسور لمراسل الـBBC إنه تعامل مع التحدي الشخصي للملك كمزحة، لكنه أعرب عن خوفه على سلامته خشية أن يتعرض لهجوم من بعض الزولو، وأضاف انه تلقى تهديدات من قِبل قناصة مأجورين وقد قدّم بلاغاً رسمياً للشرطة.

لم يحدّد الملك بالضبط التصريحات التي أغضبته، لكنه لُقّب في كلامه قائلاً: «يؤلمني أن أرى رجلاً آخر يخبرني كيف أقوم بعملي». وأضاف: «إن كان ضده فليكن، لكن حين يهينني فإنه يهين الأمة الزولو أيضاً».

وجّه الملك كلامه إلى من حضروا: «إذا كان أصدقاؤه هنا فاذهبوا وأخبروه أن هناك حلقة قتال — إن أراد مبارزة بالعصي فأنا قادر على مواجهته»، بحسب ما نُقل عن خطابه، ويبلغ الملك نحو خمسين عاماً.

يعتقد البروفيسور أن غضب الملك نشأ عن مقابلة أدلى بها لوسائل محلية رأى فيها أن الانتقال إلى قصر إيماشوبيني الجديد قد يُعتبر إسرافاً، لا سيما بعد إنفاق 152 مليون راند (قرابة 9 ملايين دولار) على ترميم قصر إنيوكيني الذي احتضن رقصة القضبان منذ إدخالها إلى جنوب أفريقيا عام 1984.

وأكد البروفيسور أن «مناقشة المالية العامة ليست إهانة»، ونفى أن يكون متحدثاً باسم الملك، مشيراً إلى أنه حاصل على دكتوراه في الموسيقى الزولوية والسياحة الثقافية، وأنه «لا يحمل ضغينة شخصية ضد الملك».

يقرأ  دورييل كايميتتألق في زيارة استوديو جديدة لمجلة «هاي فروكتوز»

فيما يخص مسألة مبارزات العصي، أشار إلى أن هذه الممارسات جزء من الثقافة الزولوية لكن المقاتلين يجب أن يكونوا في مستوى واحد، وقال: «أنا لست مساوياً للملك». وأضاف أن آخر مرة شارك فيها في مبارزة بالعصي كانت قبل مراهقته.

تجدر الإشارة إلى أن ميسوزولو تُوِّج عام 2022 بعد صراع طويل دام عاماً واحداً عقب وفاة والده الملك طويل الأمد غودويل زوليثيني، وتبع ذلك وفاة والدته بفترة وجيزة. وطعن اثنان من إخوته في حقه في العرش، لكنه حاز اعتراف بيت النبلاء الزولو والدولة الجنوب‑أفريقية.

العرش لا يملك سلطة سياسية رسمية، لكن نحو خمس سكان جنوب أفريقيا البالغ عددهم 64 مليون نسمة هم من الزولو، وما زال للملكية تأثير كبير، مع ميزانية سنوية ممولة من الضرائب تتجاوز 4.9 مليون دولار.

ويحتل مملكة الزولو مكانة تاريخية فخورة، فقد عُرفت عالمياً بانتصارها على القوات البريطانية في معركة إيساندلوانا عام 1879.

أضف تعليق