منشورات تُشوّه خطاب ناشط من لداخ حول «الثورة السلمية»

فيديو مقتطع يشوّه خطاب ناشط ويبرز دعوة للتغيير السلمي

تفجّر الاستياء من إدارة نيودلهي المباشرة لإقليم لاداخ الجبلي إلى احتجاجات دامية في سبتمبر، لكن مقطع فيديو متداولاً على الإنترنت زُعم أنّه يُظهِر ناشطاً بارزاً يحض على العنف كان في الواقع محرّفاً ومُقتطعاً بطريقة مضللة. النسخة الكاملة من خطاب سونام وانغشوك تُبيّن أنه دعا إلى أن يُحدِث الناس التغيير دون اللجوء إلى العنف، مستشهداً بأمثلة من احتجاجات ضد الحكومات في بنغلاديش ونيبال وسريلانكا.

نُشِر مقطع قصير على منصات التواصل الاجتماعي مرفَقاً بتعليق باللغة الهندية يصف المتحدّث بأنه «الرجل الذي أشعل لاداخ» ويدعو إلى مراقبة ذهنه، فانتشر على فيسبوك وإنستغرام وتريدز ومنصات أخرى في 25 سبتمبر 2025. يستعرض الفيديو المختصر مقطعاً مدته 15 ثانية يظهر وانغشوك وهو يقول بلغة المنطقة إن التغيير سيأتي وأن الناس هم من يصنعونه، وحتى إن فُقدت أرواح فإنه حينئذ قد يبدو أن التغيير يتحقق.

ظهر هذا المقطع على خلفية احتجاجات عنيفة في مدينة ليه، حيث أقدم محتجون على إحراق سيارة شرطة ومقار حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي، وقد حمّلت نيودلهي مسؤولية الاضطرابات إلى «خطابات تحريضية» نسبت إلى وانغشوك، الذي كان يخوض إضراباً عن الطعام مطالباً بمنح لاداخ مكانة دولة اتحادية كاملة أو بحماية دستورية لشعوبها القبلية وأراضيها وبيئتها الحسّاسة. اعتُقل الناشط في 26 سبتمبر.

تلقّى المقطع القصير تفاعلات غاضبة؛ علق بعض المستخدمين بأنه يحرض الناس مستشهداً بالدول الأخرى، وقال آخرون إنّه خيّب ظن مؤيديه وحوّل طريق اللاعنف إلى عنف. لكن الحقيقة أن المقطع اقتُطع من خطاب أطول وأُزِيلت منه جمل مهمة كانت تؤكّد على نبذ العنف.

النص الكامل: نضال بلا عنف

بحث عكسي باستخدام إطار من الفيديو القصير أوصل إلى نسخة أطول نُشِرت في 10 سبتمبر على قناة «صوت شعب لاداخ» عُرضت تقريباً لمدة 35 دقيقة، حيث ظهر وانغشوك، المعروف بمشاريعه الرائدة في الحفاظ على المياه بالهيمالايا، متحدثاً من على منصة. المقطع المتداول اقتطع من علامة الدقيقة الخامسة عشرة في ذلك الخطاب، ولم يتضمّن الجزء الذي يقول فيه: «لكن على عكس غيرنا، لداخ لا يحتاج إلى اللجوء إلى العنف أو رشق الحجارة أو الفوضى».

يقرأ  وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس: «غزة تشتعل»

وأضاف وانغشوك أن لاداخ يمكن أن يقود ثورة سلمية—ثورة يقدّم فيها الناس تضحيات، بالصيام والمخاطرة بحياتهم دفاعاً عن مطالبهم—كي تصبح لاداخ مثالاً يُحتذى به في كيفية الكفاح من أجل الحقوق من دون عنف. وسائل الإعلام المحلية التي غطّت خطابه ركّزت على إعلانه بدء إضرابٍ عن الطعام امتد 35 يوماً للمطالبة بالحكم الذاتي والولاية، ولم تذكر دعوة للعنف.

سبق لوكالة الأنباء التي رصدت التسجيل أن فكّت وانٍ عن معلومات مضلِّلة أخرى مرتبطة بالاحتجاجات في لاداخ. في الخلاصة، المقطع المقتطع أعاد تشكيل المعنى الحقيقي لكلمات الناشط وتقويض رسالته التي كانت واضحة في نصّها الكامل: نضال من أجل الحقوق بلا عنف.

أضف تعليق