وثقت منظمة معنية بحقوق النساء نحو 1,300 حالة عنف جنسي ونوع اجتماعي مترسخة في أنحاء السودان الممزق بالحرب، مع تحميل قوات الدعم السريع مسؤولية الغالبية العظمى من الاعتداءات.
أصدرت “المبادرة الإستراتيجية للنساء في القرن الأفريقي” (SIHA) نتائج تحقيقاتها يوم الخميس، مبينة أنها تحققّت من 1,294 واقعة في 14 ولاية منذ اندلاع الحرب الأهلية الوحشية في أبريل 2023.
قال التقرير إن الكشف يؤكد أن العنف الجنسي أصبح سلاحاً منظماً ضمن سياق الحرب، وهو جزء فظيع من ما وصفته المنظمات الإنسانية بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم. وسجلت شبكة SIHA أن 87% من الحوادث التي نُسب فيها الجناة كانت لقوات الدعم السريع، وصفت الانتهاكات بأنها «واسعة الانتشار ومتكررة ومتعمدة وغالباً ما تستهدف فئات محددة» بدلاً من أن تكون حوادث منعزلة.
شكل الاغتصاب أكثر من ثلاثة أرباع الحوادث الموثقة، فيما تضمنت 225 حالة أطفالاً وصل بعضهم إلى عمر أربع سنوات فقط.
حدَّدت المجموعة نمطاً مؤسسياً يتألف من ثلاث مراحل يتبعها تقدم قوات الدعم السريع على الأرض: اقتحامات للمنازل ونهب مصحوب بالاغتصاب، تليها هجمات في الأماكن العامة مع ترسيخ السيطرة، ثم الاحتجاز طويل الأمد للنساء المصحوبات بالتعذيب والاغتصاب الجماعي وزواج القسر.
أبرز التقرير أن النساء والفتيات من قبائل غير عربية في دارفور — بما في ذلك المساليت والبيرتي والفور والزغاوة — تعرضن لاستهداف مباشر. وفي ولاية الجزيرة قال شهود إن قوات الدعم السريع كانت تميز الفتيات والنساء ذوات البشرة الأفتح، اللواتي تراوحت أعمارهن بين 14 و30 عاماً، بوصفهن «غنائم».
وفي حادثة منفصلة قبل أسبوع، وثقت شبكة أطباء السودان 19 حالة اغتصاب إضافية في مخيم الأفاد بدبّة، حيث تعرضت نساء هربن من المدينة الساقطة حديثاً، الفاشر، لهجمات من عناصر الدعم السريع؛ اثنتان من الناجيات حامِلتان وتتلقىان الرعاية.
تحوّلت ساحات القتال الأساسية من دارفور إلى إقليم كردفان الوسطي بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر في أكتوبر؛ فالكِفاح الآن على السيطرة على كردفان، التي تقع بين مناطق تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية الموالية للحكومة في الشرق، ومناطق يحكمها الدعم السريع في الغرب. وتبدو القوة شبه العسكرية في موضع قوة مهيمنة وتواصل التقدّم نحو المراكز الحضرية في غرب كردفان.
بعد استيلاء قوات الدعم السريع على حقل هجليج النفطي قرب الحدود مع جنوب السودان في 8 ديسمبر، اتفق الطرفان المتحاربان على السماح لقوات جنوب السودان بتأمين الموقع الذي يُعد شرياناً اقتصادياً حيوياً للدولتين. وأكدت جوبا مقتل سبعة من جنودها يوم الخميس في ضربة بطائرة مسيرة نسبت إليها القوات المسلحة السودانية.
في 5 ديسمبر، شن مقاتلو الدعم السريع هجوماً على روضة أطفال في محلية كلوغي، أودى بأكثر من مئة شخص، بينهم 46 طفلاً. ثم استهدفت الهجمات المسعفين والمدنيين الذين هرعوا لمساعدة الضحايا في ضربات بطائرات مُفخخة انتحارية وصفتها السلطات بأنها متعمدة.
حذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك قبل أيام من أن كردفان تواجه «موجه جديدة من الفظائع الجماعية»، مشدداً على أن التاريخ يعيد نفسه بعد أن ظلت التحذيرات الدولية قبل سقوط الفاشر دون تفاعل فعّال. ومنذ أواخر أكتوبر، وثقت الأمم المتحده مقتل ما لا يقل عن 269 مدنياً جراء القصف والقذائف والقتل خارج إطار القانون في الإقليم، مع الإشارة إلى أن انقطاعات الاتصالات قد تخفي عدداً أكبر بكثير.
أدى الصراع إلى نزوح 12.4 مليون شخص ودفتر إلى فرار 3.3 مليون كلاجئين منذ اندلاعه في أبريل 2023.
التقى ماساد بولويس، مستشار رفيع للرئيس دونالد ترامب، هذا الأسبوع مع وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، حيث تعهّدت الحكومتان بـ«قطع الدعم المالي والعسكري الخارجي عن الأطراف المولعة بالقتال» التي تغذي الحرب. وفرضت واشنطن عقوبات هذا الأسبوع على أربعة مواطنين كولومبيين بسبب إدارتهم شبكة تجنيد استقدمت أكثر من 300 محارب سابق للانخراط في صفوف الدعم السريع، لكن الإجراءات لم تستهدف شركة إماراتية تقول التحقيقات إنها رتبت تلك الانتقالات. ونفت الإمارات مراراً تقديم دعم للقوة شبه العسكرية.