وُلِد في لندن وأضحى أول قديس من جيل الألفية في طقسٍ شمولي من الطقوس القديمة أُقيمت الأحد برئاسة البابا ليو. أُطلق على كارلو أكوتيس لقب «مؤثر الرب» بعد أن صمّم مواقع إلكترونية وثّق فيها «معجزات» كوسيلةٍ لنشر التعاليم الكاثوليكية.
ذاع صيت هذا الفتى منذ نعومة أظافره في رعية تشيلسي: حوض المعمودية في كنيسة سيدة الآلام هو المكان الذي اعتمد فيه عام 1991. وفي جانب الكنيسة حُوّل اعترافٌ قديم إلى ضريحٍ تكريمًا له، يتكدّس داخله حامل أثرٍ يحوي خصلةً واحدة من شعره. أبواب الكنيسة شهدت حضورًا متقطّعًا لعائلته — إذ كانت تعمل في القطاع المالي مؤقتًا في لندن — لكن حضورهم كان كوميضٍ لافت في حياة الجماعة الرعوية، كما قال الأب بول أديسون، أحد الرهبان هناك.
لم يبلغ كارلو ستة أشهر حين عادت العائلة إلى إيطاليا، فتكوّن شبابه في ميلانو حيث عرف بشغفه بالتكنولوجيا وحبه لألعاب الفيديو. وفي سنّ المراهقة أنشأ موقعًا وثّق فيه حوادثٍ معجِزة — صفحاتٌ من الموقع مؤطرة الآن ومعلَّقة في كنيسة تشيلسي كجزء من تذكار حياته.
رحل كارلو عن هذه الدنيا عن عمرٍ لم يتجاوز خمسة عشر عامًا إثر إصابته بسرطان الدم. بعد مماته، كرّست والدته انطونيا سالزانو سنواتٍ طويلةً للدفاع عنه في مؤسسات الكنيسة حول العالم طامحةً لنيل قداسة ابنها. وفي مسار التقديس كان لا بدّ من إثبات وقوع «معجزات» بقدومه؛ وتذكر الأم أن المعجزة الأولى تجسّدت في يوم الجنازة، إذ صلت امرأة مصابة بسرطان الثديّ من أجله، وخلال تلقيها العلاج الكيميائي تلاشت الأورام تمامًا بحسب روايتها.
نسب البابا فرنسيس معجزتين إلى كارلو، فتخطّت قضيّة الاختبار بنجاح وكان مقرّرًا أن يُقدّس في 27 أبريل، غير أن الوفاة المفاجئة للبابا فرنسيس أرغمت على تأجيل الاحتفال. ارتفعت أعداد الحجيج إلى أسيزي حيث يرقد جسد كارلو المحفوظ في شمع، ويُقدّر أن أكثر من مليون حاج قد زاروا البلدة التلية الإيطالية لتقديم احترامهم.
في لندن نفسه ازداد زوار كنيسة سيدة الآلام منذ الإعلان عن نيل كارلو صفة القداسة؛ بعض الذين سافروا إلى روما تحوّلوا بدلاً من ذلك إلى مشيعين في جنازة البابا الراحل، ومن بينهم شبّان كاثوليك مثل دييغو ساركيفسيان الذي أعرب عن شعورٍ بالارتباط مع كارلو وحماسه لتقديسه. يقول دييغو إن مشاركة كارلو لهواياتٍ عادية كِلعب سوبر ماريو على أجهزة نينتندو القديمة جعلته قريبًا من نفوس الشباب، وأن قدرة شابٍ على استثمار التكنولوجيا لنشر الإيمان هي ما يجذب الكثيرين اليوم.