من هم أعضاء منظمة التعاون الإسلامي الـ٥٧؟ أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

اجتمع زعماء من دول الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في الدوحة لعقد قمة عربية ــ إسلامية تهدف إلى بلورة موقف موحَّد تجاه إسرائيل، إثر هجومها على مكتب لحماس في العاصمة القطرية في 9 سبتمبر، الذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص.

بدأت القمة الطارئة للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي يوم الاثنين، بعد اجتماع مغلق لوزراء الخارجية في الدوحة أُعِدَّ خلاله مسودّة قرار تتضمن إجراءات ملموسة ضد إسرائيل.

قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس وزراء قطر، قبل الاجتماع: «حان الوقت لتتخلّى المجتمع الدولي عن معايير مزدوجة وأن تُحاسِب إسرائيل على كل الجرائم التي ارتكبتها»، مؤكِّداً أن على المجتمع الدولي أن يَتَّخذ إجراءات «قاسية» و«حاسمة» ردًّا على الاعتداء.

وترأس رئيس الوزراء القطري اجتماعًا تحضيريًا في الدوحة قبل انطلاق القمة.

واستنكر القائد القطري كذلك تعطيل إسرائيل المتكرر لمحادثات وقف النار في غزة، وقال: «على إسرائيل أن تعلم أن الحرب الإبادة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، والتي تهدف إلى ترحيله قسرًا خارج أرضه، لن تُكلّل بالنجاح مهما بُرِّرت بذريعة زائفة».

جاء هجوم إسرائيل على قطر في سياق موجة أوسع من الضربات التي امتدت عبر الحدود، مسجِّلاً استهداف إسرائيل للدولة السادسة خلال 72 ساعة، والسابعة منذ بداية هذا العام.

من هم الـ22 عضوًا في الجامعة العربية؟

حضر القمة ممثِّلون عن جامعة الدول العربية، التي تضم 22 دولة تمتد من شمال أفريقيا إلى الخليج، وتشكل أساسًا دولًا ذات أغلبية عربية، ويبلغ عدد سكانها مجتمعة نحو نصف مليار نسمة — ما يقارب ستة في المئة من سكان العالم.

تأسست جامعة الدول العربية رسميًا في القاهرة في 22 مارس 1945 على يد سبع دول مؤسِّسة: مصر والعراق وترانسجوردان (الأردن حاليًا) ولبنان والسعودية وسوريا واليمن. وُلدت الجامعة بدوافع مشتركة تمثلت في رغبة الدول العربية الناشئة بعد الاحتلال الاستعماري في تنسيق مواقفها السياسية، وتعزيز التضامن الإقليمي، وصون سيادتها واستقلالها.

يقرأ  ليل ناس إكس يعلن براءته من تهم جنائية بعد توقيفه في لوس أنجلوس

على مرّ العقود، توسّع العضوية لتشمل 22 دولة. أُعلِن تعليق عضوية مصر في 1979 بعد توقيعها اتفاقية سلام مع إسرائيل، ثم أُعيدت إليها العضوية عام 1989. عُلِّقَت ليبيا خلال انتفاضات 2011 وأُعيدت لاحقًا في العام نفسه. وُعِلِّقَت سوريا في 2011 على خلفية الحرب الأهلية، وأُعيدت عضويتها في 2023.

تُشكّل دول الجامعة نحو 3.25% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويضمّها عدد من أبرز دول إنتاج النفط في العالم.

تتشارك دول مثل السعودية والعراق والكويت والإمارات وليبيا والجزائر عضوياتها أيضًا في منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك)، وتمتلك بعضها أكبر الاحتياطات النفطية المثبتة. مجتمعة، تنتج دول الجامعة حوالي ربع نفط العالم.

كل أعضاء الجامعة العربية هم أيضًا أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

من هم الـ57 عضوًا في منظمة التعاون الإسلامي؟

تأسَّست منظمة التعاون الإسلامي عام 1969 رداً على حريق تعمّد في المسجد الأقصى في القدس، وتجمع اليوم 57 دولة تضمّ جماعات مسلمة بارزة في آسيا وأفريقيا وأوروبا والأمريكيتين.

اجتمع قادة مسلمون في الرباط في سبتمبر 1969 لتأسيس هيئة تُعنى بحماية المقدسات الإسلامية، وترسيخ المصالح السياسية والاقتصادية المشتركة، وتعزيز التضامن بين الدول ذات الأغلبية المسلمة على الساحة الدولية.

مع مرور الوقت توسّعت العضوية من 30 إلى 57 دولة، ما يعكس اتساع نفوذ المنظمة. اليوم تمثّل المنظمة أكثر من 2.1 مليار إنسان — أي نحو 26% من سكان العالم وما يقارب 8% من الناتج العالمي الإجمالي.

في سنواتها الأولى كانت قواعد العضوية مرنة؛ فالميثاق الأصلي سمح لأي دولة مسلمة بالانضمام بموافقة ثلثي الأعضاء، ما فتح الباب أمام دول ليست ذات أغلبية مسلمة لكنها تضم مجتمعات مسلمة كبيرة، مثل الغابون، وجزر المالديف، وموريتانيا، وأوغندا، وموزمبيق، والكاميرون، وتوغو، وبنين، وساحل العاج، وغينيا بيساو.

يقرأ  «مخزٍ»: الأمم المتحدة: مقتل 383 من العاملين الإنسانيين العام الماضي وما يقرب من نصفهم في غزة — أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

في الأمريكتين انضمت غيانا وسورينام رغم توافر مجتمعات مسلمة صغيرة نسبيًا فيهما.

أدخلت مراجعة الميثاق عام 2008 تشديدات على شروط العضوية؛ إذ بات يشترط الآن أن تكون الدولة عضوًا في الأمم المتحدة (فلسطين استثناءً)، وأن تكون ذات أغلبية مسلمة، وأن تلتزم بالميثاق وتقدّم طلبًا رسميًا. وحتى مع توافر هذه الشروط يتطلب القبول إجماع جميع الأعضاء الـ57 — وهو أمْرٌ بالغ الصعوبة.

ألبانيا هي الدولة الأوروبية الوحيدة في المنظمة.

حافظت المنظمة على موقف ثابت وحازم تجاه الممارسات الإسرائيلية، خصوصًا فيما يتعلق بالاحتلال والعمليات العسكرية في فلسطين.

على مدى السنوات الثلاث الماضية، دعت المنظمة لعقد قمم طارئة واجتماعات وزارية عدة — أبرزها في الرياض وجدة وإسطنبول — لتنديد الهجمات الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية المحتلة، ومؤخرًا ضد ضربات طالت إيران وقطر.

وطالبت مرارًا بوقف فوري لإطلاق النار، وحماية المدنيين الفلسطينيين، ومساءلة دولية لما تصفه بـ«الجرائم الإسرائيلية». (المنظمه)

أضف تعليق