من هم الصحفيون الخمسة الذين قُتلوا في هجوم إسرائيل على مستشفى بغزة؟

ندد المجتمع الدولي على نطاق واسع بالهجوم الذي شنته القوات الإسرائيلية على مستشفى ناصر في جنوب غزة بمدينة خان يونس، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 21 شخصاً، من بينهم خمسة صحفيين، أحدهم كان يعمل مع قناة الجزيرة.

تمثّل الهجوم الذي وقع يوم الإثنين بضربتين متتاليتين — ما يُعرف بـ«الضربة المزدوجة» — وثّق الكاميرا فيه الضربة الثانية مباشرة، إذ أظهر المشهد صحفيين ومنقذين على درج يتعرضون للضرب المباشر.

قُتل منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 أكثر من 270 صحفياً والعاملين في الإعلام في قطاع غزة. الصحفيون الذين قضوا في هجوم مستشفى ناصر لم يكونوا جميعهم ضحايا ذلك الصباح فقط؛ ففي حادث منفصل بوقت لاحق من يوم الإثنين قُتل الصحفي حسن دوّحان، مراسل صحيفة الحياة الجديدة، في خان يونس أيضاً.

الصحفيون الذين استُهدفوا كانوا جزءاً من مجتمع إعلامي متماسك لكنه يتضاءل يوماً بعد يوم. لقد تحملوا ما يقرب من عامين من الحرب التي أثّرت ليس فقط على عملهم المهني بل وعلى حياتهم الشخصية أيضاً.

أحمد أبو عزيز

كان الصحفي الفلسطيني أحمد أبو عزيز، الذي استشهد في ضربات اسرائيلية على مستشفى ناصر في 25 أغسطس 2025، معروفاً بطبعه الهادئ وتواضعه ولطفه بين زملائه. (صورة سيلفي لأحمد أبو عزيز)

كان أحمد، البالغ من العمر 29 عاماً، يجمع بين القدرة على الكتابة والتصوير، وحظي باحترام واسع داخل مجتمع الإعلام في غزة. تعاون مع عدة مؤسسات ومنصات، من بينها Middle East Eye وQuds Feed واللجنة المستقلة لحقوق الإنسان.

لم تثنه صعوبة التنقّل في ظل الحرب عن الوصول إلى مواقع التغطية؛ فقد كان غالباً ما يسير مسافات طويلة داخل قطاع غزة مشياً حاملاً كاميرته وملاحقاً القصص لتوثيق جرائم الحرب بحق المدنيين الفلسطينيين.

يقرأ  دودة المسمار: ما هو الطفيلي الآكل للّحم الذي وُجد في إنسان بالولايات المتحدة؟ — أخبار الزراعة

تزوج في يوليو من العام الماضي، وكان يُتابع دراسته للدكتوراه في معهد علوم الصحافة والمعلومات في تونس، الذي نعى استشهاده وأدان استهداف الصحفيين في غزة.

حسام المصري

حسام المصري، المصور الصحفي الفلسطيني المتعاقد مع وكالة رويترز، عمل في مستشفى ناصر حيث استشهد في 25 أغسطس 2025. (صورة أرشيفية)

كان حسام، البالغ من العمر 49 عاماً، مصوراً في تلفزيون فلسطين ومتعاوناً مع رويترز، وقد كان يدير بثاً مباشراً للوكالة من داخل المستشفى قبل أن ينقطع البث فجأة عند وقوع الضربة الأولى، وفق ما أفادت الوكالة.

كان التفاني في عمله بارزاً رغم الأعباء الشخصية التي كان يحملها. بعد استشهاده نشر زميله الصحفي عمرو طبش على إنستغرام ذكرى مؤثرة؛ إذ روى أن حسام، بصوت متقطّع، طلب منه قبل أيام: «هل تستطيع مساعدتي في إخلاء زوجتي؟ مرضها ينهشها ولم أعد أطيق رؤيتها تعاني».

وصفه عمرو بأنه لم يكن يوماً متوانياً عن مساعدة الآخرين، وأنه كان من آخر المتمسّكين بموقعهم داخل مستشفى ناصر أثناء الحصار الإسرائيلي في ديسمبر. ناشد عمرو الناس أن يقفوا إلى جانب زوجة حسام الآن بعد أن فقدت سندها وشريكها.

مريم أبو دقلة

مريم أبو دقّة، مصورة حرة كانت تعمل مع وكالة الأسوشيتد برس ومنصات دولية أخرى خلال حرب غزة، كانت تبلغ من العمر 33 عاماً وكانت أماً لصبي يدعى غيث يبلغ من العمر 13 عاماً.

من خوفها على سلامة غيث خلال الحرب أرسلتَه ليعيش مع والده في الإمارات العربية المتحدة. اشتغلت مريم كمصورة حرة مع عدة وكالات دولية وساهمت في تقارير لـIndependent Arabia، وكانت معروفة بإصرارها وتفانيها في توثيق معاناة الشعب الفلسطيني.

وقفت مريم على خطوط المواجهة، بين زملائها الصحفيين في تغطية الحرب بمستشفى ناصر في خان يونس، وسجلت العديد من القصص الإنسانية التي كشفت ما يعيشه الفلسطينيون تحت الحصار والقصف.

يقرأ  أستراليا تتّهم إيران بالوقوف وراء هجمات معادية للسامية وتطرد سفيرها

كانت مريم أيضاً مخلصة لعائلتها؛ فقد تبرعت بكليتها لإنقاذ والدها الذي كان يعاني فشل كلوي، لكنها لم تستطع إنقاذ والدتها التي توفيت قبل أربعة أشهر متأثرة بالسرطان نتيجة نقص الرعاية المتاحة في غزة.

محمد سلامة

الصحفي في قناة الجزيرة محمد سلامة استُشهد في ضربات على مستشفى ناصر في 25 أغسطس 2025.

كان محمد، البالغ من العمر 24 عاماً، مصوراً ومراسل تصويريّاً لــ«الجزيرة» في غزة. وُلد في عبسان الكبيرة شرق خان يونس ونشأ وتعلم هناك. التحق بالجزيرة كمصور في فبراير 2024، وكان معروفاً بين زملائه بمستوى احترافه وتفانيه وابتسامته الدائمة وروح الفكاهة التي لم تفارقه حتى في أحلك الظروف.

فقد محمد والدته في طفولته وعاش مع والده وأقاربه. في نوفمبر — في يوم ميلاده — خطب زميلته الصحفية هالة عسفور، وكان يحلم بأن يقيم حفل زفاف عندما تتحقق هدنة أو توقف لإطلاق النار.

درس محمد في كلية مهنية ونال دبلوماً في التصوير الفوتوغرافي، وكان شغوفاً بعمله يسعى لتوثيق الحقيقة مهما كان الثمن. منذ نعومة أظفاره كان مولعًا بتصوير الصحافة، التحق بدورات عديدة ورافق صحفيين مخضرمين لصقل مهاراته وتعلم أسرار المهنة.

كان واحدًا من القلائل الذين بقوا في خان يونس بعد العملية الإسرائيلية في المدينة في ديسمبر 2023، لكنه اضطر مؤقتًا إلى الخروج في فبراير التالي عندما اقتحمت القوات الإسرائيلية مستشفى ناصر وطردت النازحين والصحفيين والفرق الطبية على إثر السلاح.

ثم قُتل في نفس المستشفى، انه الصحفي العاشر من بين صحفيي قناة الجزيرة الذين سقطوا في هذه الحرب.

معاذ أبو طه

عمل معاذ أبو طه مع بعض الوسائل الفلسطينية والدولية (وكالة فرانس برس).

كان معاذ، البالغ من العمر 27 عامًا، مصور فيديو صحفيًا مستقلاً.

يقرأ  مانشستر يونايتد ضد أرسنالالدوري الإنجليزي الممتاز — الفرق · موعد الانطلاق · التشكيلاتأخبار كرة القدم

ينتمي إلى الجيل الأصغر من مصوري الصحافة البصرية؛ وثق دمار غزة حتى قُطعت حياته وهو إلى جانب زملائه.

اهتزّ بشدة لاغتيال زميله في قناة الجزيرة أنس الشريف قبل أسبوعين، فكتب على فيسبوك: «والله لقد ذهب عزمنا».

كان معروفًا بخفة ظله وطيبته وإنسانيته، وكان كثيرًا ما يساعد المرضى والمحتاجين والأطفال.

اتصل به شقيقه الصحفي عدلي أبو طه بعد سماعه عن الضربة الأولى على مستشفي ناصر: «اتصلت به فورًا. أجاب وقال: ‹أنا بخير، لكن حسام المصري قُتل›. قلت له: ‹رحمه الله› وتوسّلت إليه أن يرحل».

أجابه: «سأُكمل تصوير حسام فقط، ثم أذهب». وبعد دقائق أصابت ضربة أخرى المكان. اتصلت مرة ثانية فكان هاتفه مغلقًا. هرعت إلى المستشفى، وبحثت في كل زاوية، حتى في المشرحة، إلى أن وجدته بلا رأس، ولم أتعرف إليه سوى من ثيابه.

أضف تعليق