من هم الـ٩٥ من العاملين الصحيين الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل؟

يتحرك عدد متزايد من الأطباء والعاملين في القطاع الصحي للمطالبة بإنهاء احتجاز الدكتور حسام أبو صفيه وما لا يقل عن 94 من الكوادر الصحية الفلسطينية المحتجزين حالياً لدى السلطات الإسرائيلية.

خلال فعالية نظّمها تحرّك Healthcare Workers Watch (HWW) ومنظّمة العفو الدولية — فرع المملكة المتحدة — تجمّع أطباء ومسعفون وعاملون صحيّون أمام مستشفى سانت توماس في وسط لندن احتجاجاً على استمرار احتجاز العاملين في الرعاية الصحية في ظروف وصفها المحتجون بالبائسة، مطالبين بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقيلن الصحيين.

يأتي الاحتجاج بعد أيام من قرار محكمة إسرائيلية تمديد توقيف الدكتور حسام أبو صفيه احتياطياً لستة أشهر إضافية بموجب ما يعرف بقانون «المقاتلين غير القانونيين»، وهو إجراء أثار الإدانات الدولية الواسعة.

تشير تقارير HWW إلى أن خمسة موظفين صحيين توفّوا أو قُتلوا أثناء احتجازهم في السجون الإسرائيلية، فيما لا تزال خمسة حالات أخرى مفقودة ولا يعرف مكانها. ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد قُتل ما لا يقل عن 1,722 عاملاً في القطاع الصحي جراء الغارات الإسرائيلية خلال العامين الماضيين.

توثّق HWW أن غالبية حالات الاختطاف جرت على يد الجيش الإسرائيلي داخل المستشفيات أو داخل سيارات الإسعاف أثناء أداء الضحايا لواجبهم. وتجميعات الشهادات التي جمعتها HWW ومنظمات أخرى تسرد أنماط التعذيب والإساءة التي يتعرّض لها الفلسطينيون أثناء احتجازهم، بما في ذلك الحرمان من الرعاية الطبية الملائمة والنظافة والوصول إلى المشورة القانونية في الوقت المناسب، بالإضافة إلى فقدان وزن ملحوظ وحالات تعذيب جسدي.

تقول الدكتورة ريبيكا إنغليس، طبيبة العناية المركزة والمشاركة في تأسيس Gaza Medic Voices: «الاحتجاز المستمر لما يقرب من مئة من العاملين في الرعاية الصحية يقف في تناقض واضح مع أحكام القانون الإنساني الدولي. نحن قلقون جدّاً على سلامتهم نظراً لتوافر أدلة واسعة على تعرض المعتقلين الفلسطينيين للتعذيب داخل السجون الإسرائيلية.»

يقرأ  مركز الفن التايلاندي يفرض رقابة على معرض إثر ضغوط من الصين

من هو الدكتور حسام أبو صفيه؟
الدكتور حسام أبو صفيه، مدير مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، اعتقلته قوات إسرائيلية بتاريخ 27 ديسمبر 2024 بعد اقتحامها للمستشفى الذي كان آنذاك واحداً من آخر المؤسسات الطبية العاملة في المنطقة. وتقول منظمة العفو الدولية إن مدير المستشفى مُحتجز دون توجيه تهمة أو إجراء محاكمة بموجب قانون أمني إسرائيلي.

رغم القصف المتواصل ووفاة ابنه في غارة جوية إسرائيلية، ظل أبو صفيه يؤدي واجبه الطبي ويقود فريقه في ظروف إنسانية وصحية قاسية. ومنذ احتجازه وردت تقارير موثوقة عن تعرضه للتعذيب والإساءة المعنوية والجسدية، وفقدان وزن كبير، وحرمان من الرعاية الطبية والظروف الصحية الملائمة والتمثيل القانوني في الوقت المناسب — ممارسات تشكل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي.

الهجوم المنهجي على البنية الصحية في غزة
تعرّضت البنية التحتية الصحية في غزة لدمار واسع: تضرّر أو دُمّر ما لا يقل عن 94% من المستشفيات، وكثير منها بات خارج الخدمة. مقتل الكوادر الطبية الماهرة – إلى جانب الاحتجاز الواسع للعاملين الصحيين، الذين كثيراً ما جرت مقابلتهم أثناء تأديتهم لعملهم داخل المستشفيات أو عربات الإسعاف — فاقم الضغوط على نظام صحي هش أصلاً في غزة.

وثّقت HWW بين 7 أكتوبر 2023 و20 أكتوبر 2025 ما مجموعه 431 حالة احتجاز لعاملين في القطاع الصحي الفلسطيني.

حتى 20 أكتوبر 2025:
– تم التأكّد من إفراج 309 من بين 431 فرداً محتجزاً؛ من بينهم 67 أفرج عنهم ضمن صفقة تبادل حديثة في 13 أكتوبر.
– خمسة من العاملين الصحيين ما زالوا مفقودين (ثلاثة أطباء كبار، وصيدلاني تابع للأونروا، وأخصائي علاج طبيعي كبير).
– خمسة من العاملين الصحيين أُفيد بأنهم قُتلوا أو توفّوا أثناء الاحتجاز، ولم تُعد جثثهم إلى عائلاتهم.

يقرأ  رئيس وزراء إسبانيا يحذر: خطط مواجهة الحرائق الغابية القاتلة «غير كافية بوضوح»

أفادت HWW أيضاً بأنها لم تتلقَ حتى الآن أي تحديث من عائلات 22 من العاملين المحتجزين، هؤلاء لا يُدرجون ضمن أرقام «المحتجزين المؤكدين» أو «المفرج عنهم المؤكدين». (المصدر: الجزيرة)

من هم بقية العاملين الصحيين المحتجزين؟
قضى العاملون الصحيون المحتجزون في المتوسط 511 يوماً تحت الاعتقال، مع احتجاز بعضهم منذ الأسابيع الأولى للحرب. من بين 95 شخصاً لا يزالون محتجزين، هناك 80 من غزة و15 من الضفة الغربية المحتلة.

التوزيع المهني لهؤلاء من غزة وحدها: 31 ممرضة، 17 طبيباً، 15 من العاملين في الدعم والإدارة بالمستشفيات، 14 مسعفاً، صيدلانيتان، وفني طبي واحد. شغل 25 منهم مناصب عليا، و50 منهم مناصب متوسطة، وخمسة كانوا يقاربون بداية مساراتهم المهنية. جميعهم تقريباً ذكور باستثناء حالة واحدة.

من حيث الإقليم، كان معظم المحتجزين من شمال غزة (36)، تلاه خان يونس (24)، ومدينة غزة (18)، ورفح (3).

تتوافر قوائم مفصّلة بمعلومات إضافية حول أسماء ومناصب الـ95 عامل رعاية صحية المحتجزين لدى الجهات الموثوقة ومن ضمنها تقارير HWW، فيما تستمر الدعوات الدوليّة للحفاظ على حقوق العاملين الطبيين وإطلاق سراحهم فوراً.

أضف تعليق