قالت إسرائيل إنها استهدفت مواقع لحزب الله في جنوب لبنان، مضيفة بذلك مزيداً من الضغوط على وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
نُشر في 9 ديسمبر 2025
نفّذ الجيش الإسرائيلي موجات من الغارات الجوية في جنوب لبنان، ما تسبب بأضرار في عدة منازل وفقاً لما نقلته وسائل الإعلام الرسمية اللبنانية، في ظل تزايد السخط على الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لوقف إطلاق النار الذي أُبرم العام الماضي.
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان مساء الاثنين أن طائرات إسرائيلية استهدفت جبل صافي، بلدة جباع، وادي الزفتا، ومنطقة ما بين عزّا ورومين عركي في «عدة موجات».
لم ترد تقارير فوريّة عن خسائر بشريه.
قال الجيش الإسرائيلي في منشور على منصة إكس إنه ضرب عدداً من المواقع المرتبطة بحزب الله، بينها مجمع لتدريب العمليات الخاصة يُستخدم من قبل قوة رضوان المميّزة. وأضاف الجيش أنه استهدف كذلك عدداً من المباني وموقع إطلاق صواريخ.
تأتي هذه الضربات بعد أيام من إرسال إسرائيل ولبنان مبعوثين مدنيين إلى لجنة عسكرية مكلفة بالإشراف على وقف إطلاق النار، وهي خطوة تُعد استجابةً لمطلب أمريكي يعود لعدة أشهر، حيث تحث واشنطن الطرفين على توسيع نطاق المحادثات.
قال الرئيس اللبناني جوزيف عون يوم الجمعة إن بلاده «اعتمدت خيار التفاوض مع إسرائيل»، وأن الهدف من الحوار هو وقف الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي اللبنانية.
إن وقف إطلاق النار الحالي، الذي توسطت فيه واشنطن عام 2024، أنهى أكثر من عام من الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله. ومع ذلك، واصلت إسرائيل ضرب لبنان على نحو شبه يومي.
أشار تقرير للأمم المتحدة صدر في نوفمبر إلى أن ما لا يقل عن 127 مدنياً، من بينهم أطفال، قُتلوا في لبنان منذ دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، وحذّر مسؤولون أمميون من أن هذه الضربات ترقى إلى مستوى «جرائم حرب».
تصاعدت حدة التوتر الأسبوع الماضي حين قصف الجيش الإسرائيلي ضواحي بيروت الجنوبية، ما أدى إلى مقتل قائد حزب الله العسكري البارز هيثم علي طباطبائي. وما زال الحزب، الذي لا يزال متأثراً بضعف ناتج عن صراعه العام الماضي، لم يرد على ذلك حتى الآن.
اتهمت إسرائيل لبنان بعدم بذل جهد كافٍ لإجبار حزب الله على التخلي عن ترسانته في أنحاء البلاد، وهو ما تنفيه الحكومة اللبنانية. وقال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام الأسبوع الماضي إن لبنان يرغب في أن يقوم آلية مراقبة وقف إطلاق النار بدور أكثر فاعلية في التحقق من ادعاءات إسرائيل حول إعادة تسليح حزب الله، وكذلك في متابعة عمل الجيش اللبناني في تفكيك بنى المجموعة المسلحة.
وعند سؤاله إن كان ذلك يعني قبول لبنان لوجود قوات أمريكية وفرنسية على الأرض كجزء من آلية التحقق، أجاب سلام: «بالطبع».
أثارت الضربات الإسرائيلية المتواصلة مخاوف من أن يوسع الجيش الإسرائيلي حملته الجوية بشكل أكبر. من جهتها، أكدت قيادة حزب الله أنها غير مستعدة للتخلي عن سلاحها ما دامت إسرائيل تواصل استهداف الأراضي اللبنانية وتحتل خمسة مواقع في جنوب البلاد.