إعلان روسي: إفشال مخطط لاختطاف مقاتلة مزوّدة بصاروخ «كينجال» لتنفيذ استفزاز ضد حلف الناتو
أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (إف.إس.بي) أنه أحبط ما وصفه بمؤامرة مشتركة بين أجهزة استخبارات أوكرانية وبريطانية لاختطاف طائرة ميغ‑31 مُزوَّدة بصاروخ جو‑أرض فرط صوتي من طراز «كينجال»، واستخدامها لارتكاب عمل مُفتعل يستهدف قاعدة جوية كبرى لناتو في جنوب شرق أوروبا، قرب مدينة كونسـتانا الرومانية.
وذكر البيان، الذي تناقلته وسائل الإعلام الرسمية، أن ما وصَفَه الجهاز بـ«العملية المزعومة» كانت تُدار بتوجيه من المراقبة الرئيسية في وزارة الدفاع الأوكرانية وبالتنسيق مع «مشرفين بريطانيين». وأضاف أن المخطط تضمن إغراء الطيار الروسي بمقابل مادي يُقدَّر بثلاثة ملايين دولار، وعرض منح جنسية أي دولة أوروبية يختارها مقابل مشاركته في السيناريو.
وبحسب التلفزيون الرسمي الروسي، عُرضت لقطات ورسائل صوتية تُنسب إلى رجل يقول إنه يعمل لصالح الاستخبارات الأوكرانية والبريطانية، وأن مجموعة إعلامية بريطانية منشأها بريطانيا ذُكرت كجزء من التغطية أو الوسيط في العملية، وتحديداً اسم بيلنغكات، رغم أنّ المنظمة لم تُصدر رداً فورياً على الاتهام.
وربطت السلطات الروسية هذه الرواية بنمط «مكرر» من المؤامرات، مشيرة إلى اتهامات سابقة في 2022 بانخراط لندن في محاولة لشراء طيار سو‑34 متقدّم لوقتٍ ذي، عبر عرض جنسية غربية أيضاً — اتهامات رفضتها بعض الأطراف ونفتها منظمات إعلامية مستقلة.
الخلفية العسكرية والمعلوماتية
تأتي هذه الاتهامات في سياق «حرب معلومات» مستمرة بين روسيا وأوكرانيا وحلفائها الغربيين، بينما لا تزال المواجهات على الأرض تحافظ على وتيرة ازدواجية: تقدم روسي محدود على المحور الشرقي من جهة، وحملات قصف جوية متبادلة بكثافة من جهة أخرى. وتسببت ضربات روسية متعددة، بعضها بواسطة صواريخ من طراز كينجال، في أضرار كبيرة ببنية الطاقة الأوكرانية خلال الأيام الأخيرة.
في الوقت نفسه يستمر الطرفان في تنازعات جوية وصفها المراقبون بأنها حرب استنزاف، مع شن مئات الضربات الجوية اليومية واستنزاف متواصل للقدرات والموارد على الجبهتين العسكرية والإعلامية.