مولدافيون يترقبون نتيجة انتخابية حاسمة بينما يحذر الزعيم من تدخل روسي

سارة رينسفورد، مراسلة أوروبا الشرقية والجنوبية في كيشيناو
بول كيربي، محرر الشؤون الرقمية في لندن
أناضولو عبر غيتي إيماجز

حذّرت رئيسة مولدوفا مايا ساندو الناخبين من أن ديمقراطيتهم لا تزال ناشئة وهشّة، وأن التهديد الروسي قد يعرضها للخطر.

صوّت المولدفيون في انتخابات برلمانية تُعتبر فاصلة لمسار بلادهم نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وسط اتهامات بتدخّل روسي “واسع النطاق” قبيل الاقتراع. هذه الادعاءات التي بَدَت أولا من قِبل أجهزة الأمن المولدوفية أعادتها رئيسة الجمهورية المؤيدة للمسارات الأوروبية، حين تحدّثت إلى الصحفيين أمام إحدى مراكز الاقتراع في العاصمة، محذّرة من أن مستقبل بلدٍ محاط بأوكرانيا ورومانيا على حدّ سواء مهدّد.

أعلنت لجنة الانتخابات أن نسبة المشاركة بلغت أقل بقليل من 52% عند إغلاق التصويت في الساعة 21:00 (18:00 بتوقيت غرينتش)، ومن المتوقّع ظهور نتائج جزئية خلال الساعات المقبلة. السباق يتقارب كثيراً بين قوتين سياسيتين: حزب العمل والتضامن بقيادة ساندو، والتحالف الانتخابي الوطني الموالٍ لموسكو.

عامل مهم آخر هو إقبال أكثر من 267 ألف ناخب من الشتات، الذين يميلون في الغالب إلى تأييد التوجّه الغربي. وفي مؤشر على التوتر المحيط بالاقتراع، تردّدت أنباء عن إنذارات بوجود قنابل في مراكز اقتراع بإيطاليا ورومانيا وإسبانيا والولايات المتحدة، وسُجلت تحذيرات مماثلة داخل مولدوفا نفسها.

على الحدود مع أوكرانيا يوجد جيب انفصالي موالٍ لروسيا يُعرف بترانسنستريا، يحوي وجوداً عسكرياً روسياً. سكان هذا الشريط يملكون جوازات سفر مولدوفية وغالبيتهم متمسّكون بمواقف موالية لموسكو، لكن عليهم عبور نهر الدنيستر للإدلاء بأصواتهم.

أبلغت الشرطة عن دليل على حملة غير مسبوقة من جانب روسيا لنشر المعلومات المضللة وشراء الأصوات، واعتُقل العشرات بتهم الذهاب إلى صربيا لتلقّي تدريبات على السلاح والتنسيق لافتعال اضطرابات. وكشفت تحقيقات لبي بي سي شبكة كانت تعرض دفع أموال مقابل نشر دعاية موالية لروسيا وأخبار مزيفة. من جهتهم، نبذت أحزاب تميل لموسكو هذه الادعاءات ووصفتها بأنها مُلفّقة ومسرحية تُراد بها تخويف الناس لدفعهم إلى معارضة التيارات الموالية لموسكو، فيما رفضت سفارة روسيا في المملكة المتحدة اتهامات بي بي سي ووجّهت الاتهام إلى مولدوفا و”رعاتها الغربيين” بأنهم يحاولون صرف الأنظار عن “مشاكل داخلية” في كيشيناو.

يقرأ  خسائر الكوارث الطبيعية المؤمن عليها في ألمانيا أدنى من المتوسط خلال النصف الأول

من على الحاجز الإداري الفاصل مع ترانسنستريا يوم الأحد، امتدت طابور طويل من السيارات انتظاراً لعبور النهر إلى 12 مركز اقتراع فُتحت خلف الحدود الإدارية، يبعد بعضها أكثر من 20 كيلومتراً. عدد الناخبين هناك انخفض مقارنة بالسنوات الأخيرة إلى نحو 12 ألفاً فقط، مما يعكس صعوبات يواجهها كثيرون. كانت الشرطة مولدوفية تفحص الوثائق وصناديق السيارات قبل السماح بالعبور، وغالباً ما كانت السيارات تقلّ عائلات بكاملها.

بحلول منتصف النهار امتد الطابور مسافة خلف كشك يعلوه شعار من القطع السوفييتية (المطرقة والمنجل) وعلم ترانسنستريا المخطّط بالأخضر والأحمر. أبلغ معظم السائقين مراسلي الصحافة بأنهم غير معنيين كثيراً بالإزعاج، وأن الأجواء كانت إلى حدّ كبير متسامحة ومطْمئنة.

على شاشة التلفزيون الوطني، هرع أحد أبرز منافسي ساندو، زعيم الاشتراكيين إيغور دودون، إلى إعلان فوز حلفائه الموالين لروسيا في التحالف الوطني فور إغلاق مراكز الاقتراع، رغم عدم وجود استطلاعات خروج ولا نتائج مبكرة معلنة. ودعا دودون حكومة باس إلى التنحّي وحشد أنصار حزبه إلى الشوارع يوم الاثنين “لدفاع” عن أصواتهم. وتجدر الإشارة إلى أن أحد أحزاب تحالفه مُنع من الترشّح قبل يومين بتهمة التمويل غير المشروع.

رئيسة الجمهورية، البالغة من العمر 53 عاماً، فازت بولاية ثانية في نوفمبر الماضي، ووجّهت رسالة حازمة للناخبين بأن مستقبل ديمقراطيتهم بيدهم: “لا تلاعبوا بصوتكم وإلا فستخسرون كل شيء!” وإذا خسر حزب باس أغلبيته في البرلمان المكوّن من 101 مقعداً، سيضطر للبحث عن دعم من حزبَي بديل (أو تحالف ألتيرناتيفا) أو حزبنا، أي حزب الشعب، اللذين من المتوقع أن ينجحا في دخول المجلس.

أحد الناخبين، قال لمراسل بي بي سي بالروسية إنه يصوّت من أجل التغيير لأن حكومة باس “وعدت بالجنة ولم تقدّم شيئاً”، ولم يردّ على أسئلة تفصيلية مؤكّداً أن تفضيله الانتخابي يظلّ “سريّاً”.

يقرأ  روسيا تشن هجومًا ضخمًا على أوكرانيا، وفي المقابل تضرب كييف مصافي النفط

أضف تعليق