بيّن مكتب رئيس الوزراء أن إسرائيل لن توافق على صفقة إلا بشرط إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة، حسب ما جاء في البيان.
وفي ظل أنباء متجددة عن مرونة محتملة لحركة حماس تجاه تسوية تقوم على وقفٍ مؤقت للقتال وتبادل للرهائن على مراحل، أكّدت دائرة رئاسة الوزراء لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تقبل إلا صفقة شاملة تضمن الإفراج عن جميع الأسرى دفعة واحدة، وذلك ليلة السبت.
وجاء في البيان: “يوضّح مكتب رئيس الوزراء أن إسرائيل ستوافق على صفقة بشرط أن يتم إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة، ووفقاً لشروطنا لإنهاء الحرب، التي تشمل نزع سلاح حماس، نزع الطابع العسكري عن قطاع غزة، سيطرة إسرائيل على محيط غزة، وتثبيت حكم غير تابع لحماس ولا للسلطة الوطنية الفلسطينية يكون قادراً على العيش بسلام مع إسرائيل.”
وأفادت تقارير بأن حماس أعادت النظر في ما يُعرف باقتراح ويتكوف الذي طرحه المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والذي يتضمن خطة لوقف إطلاق نار مدتها 60 يوماً تُفرَج فيها نحو نصف الرهائن المتبقين، تليها مفاوضات حول تهدئة دائمة. وردّ نتنياهو على هذا التوجه ليلة السبت مؤكداً أنه “لن يوافق على صفقة جزئية”.
استعدادات لمواصلة القتال في غزة
وفي الوقت نفسه، تستعد إسرائيل لمرحلة جديدة من حملتها في غزة. اعتباراً من يوم الأحد، ستبدأ قوات الدفاع الإسرائيلية بنقل خيام ومعدات إيواء إلى جنوب قطاع غزة لإيواء مئات الآلاف من المدنيين المتوقع نزوحهم قبل هجوم يستهدف السيطرة على مدينة غزة.
ونشر منسق الأنشطة الحكومية في المناطق (COGAT) عبر تغريدة أن حركة المساعدات مصممة لتسهيل إخلاء المدنيين. وأوضح المنسق: “وبموجب توجيهات المستوى السياسي، وكجزء من استعدادات قوات الدفاع لتحريك السكان من مناطق القتال إلى جنوب غزة لحمايتهم، سيُستأنف إمداد الخيام ومعدات الإيواء إلى غزة غداً. ستحوّل المساعدات عبر معبر كرم شالوم بواسطة الأمم المتحدة والمنظمات الدوليه، بعد إجراء تفتيش أمني دقيق.”
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية تصطف قرب معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، في ظل الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس، رفح، مصر، 13 أغسطس 2025. (حقوق الصورة: سترينجر/رويترز)
وفي الداخل الإسرائيلي، يستعد المواطنون لإضراب عام ومظاهرات على مستوى البلاد تطالب بالاتفاق الفوري لإعادة الرهائن وإنهاء الحرب. بدأت التظاهرات ليلة السبت في ميدان الرهائن بتل أبيب ومدن أخرى.
وينظم الإضراب العام مجلس أكتوبر — الذي يمثل ذوي الرهائن والجنود الذين سقطوا. وقد أعلنت مئات البلديات والشركات والجامعات وشركات التكنولوجيا والمنظمات المدنية مشاركتها. ستبدأ الفعاليات الساعة السابعة صباحاً وتتضمن مسيرات وخطابات وتجمعات طوال اليوم. ومن المتوقع أن تتجه قوافل الاحتجاجات نحو تل أبيب مساءً، لتتوج بمسيرة لعائلات الرهائن إلى ميدان الرهائن حيث يُنظم تجمع مركزي الساعة الثامنة مساءً.
وقُتل نحو 1200 شخصٍ، وأُخِذ 252 إسرائيلياً وأجنبياً رهائن خلال هجمات حماس على التجمعات الإسرائيلية قرب حدود غزة في 7 أكتوبر. ومن بين الخمسين رهينة المتبقين يُعتقد أن نحو 30 منهم قد لقوا حتفهم.