تشي تشي إيزوندو وريبكا ثورن — بي بي سي غرول بال وومن
آردن تشو تؤدي صوت “رومي” في فيلم صائدات شياطين الكيبوب، الذي تصدَّر قوائم المشاهدات على نتفلكس في 93 دولة.
هذه المادة جزء من سلسلة «نساء عالميات» في خدمة بي بي سي العالمية، التي تنشر مقابلات وقصصاً استثنائية من شتى أنحاء العالم.
«كرهت أن أبدو آسيوية، وكرهت أن ليس لدي عيون زرقاء أو شعر أشقر، لأن ذلك كان معيار الجمال آنذاك»، تقول آردن تشو، الممثلة التي جسدت صوت رومي في فيلم الأنيميشن الناجح. تصف تشو، البالغة من العمر 40 عاماً، طفولتها في تكساس كونها الابنة الكبرى لأسرة مهاجرة من كوريا ومعاناتها للبحث عن القبول في المجتمع الأميركي.
في الفيلم، الذي يروي قصة ثلاث فتيات من عالم الكيهوب يصبحن مضطرات لإنقاذ العالم من قوى شريرة، على رومي أن تتصالح مع هويتها كونها مزيجاً من إنسان وشيطان — وعندما قرأت تشو النص للمرة الأولى وجدت فيه صدىً قوياً لقضاياها الشخصية.
«مولودة في أمريكا، أشعر بأنني أميركية لكن يعاملني الآخرون وكأنني لست كذلك، أحاول فهم هويتي كامرأة آسيوية-أمريكيه وككورية-أمريكية»، تقول تشو. كانت كل هذه العناصر من تجربتها المبكرة تعكس مسيرة رومي في الفيلم. «أستطيع أن أقول بصراحة إنني في مراحل مختلفة من حياتي كرَهت الكثير من نفسي وتمنيت لو أكون شخصاً آخر. كأطفال، ما نراه يشكّل من نصبح، وأشعر أنني لم أرَ حينها ما يكفي من أشخاص يشبهونني.»
عندما عرض الفيلم على نتفلكس في يونيو، حقق 33 مليون مشاهدة في أسبوعين فقط، وبلغ المراتب العشرة الأولى على قوائم نتفلكس في 93 دولة. أن تمثيلها في أول فيلم هوليوودي متحرك تدور أحداثه في كوريا وبطله كوريات كان بالنسبة لتشو «حلمًا تحقق» — لكنه جعلها أيضاً نموذجاً قوياً للأطفال الآسيويين-الأمريكيين من النوع الذي افتقدته في صغرها.
تقول تشو إن كثيرين من الكوريين-الأمريكيين وصفوا التجربة بأنها «لحظة منعشة»، جعلتهم لأول مرة يشعرون بالفخر بتراثهم المزدوج وثقافتهم. «أشعر أن الكيبوب فعلاً مهد الطريق. وجماليات الكي-بيوتي كان لها تأثير كبير في حب الناس لكوريا. لكني أعتقد أن هذا الفيلم هو الذي دفع الأمور إلى الحد الذي يجعل الجميع يريدون زيارة كوريا الآن.»
نجاح الفيلم لم يكن مضمونا دائماً، وتقول تشو إن الفريق المصنِّع واجه أحياناً معارك شاقة. «أشعر أنه من المحزن قول هذا، لكن كلما كان المشروع بقيادة آسيويين، يعتبره البعض مخاطرة.» لذا عندما قبلت الدور حرصت على لقاء كل فريق العمل شخصياً.
صدر الفيلم في ظل حملات مداهمات للهجرة في الولايات المتحدة كجزء من جهود ترحيل واسعة أثارت احتجاجات في ولايات عدة. وتصف تشو، كامرأة آسيوية-أمريكية تعيش في الولايات المتحدة، الأمر بأنه «مؤلم ومخيب للآمال»، مضيفة: «المهاجرون صنعوا أمريكا كما هي.» وتشير تقارير كورية إلى أن عدد المهاجرين الكوريين من دون أوراق قد يصل إلى 150,000 شخص، بينهم أطفال متبنون، ممن قد يواجهون الترحيل.
كباراً، أدركت تشو أن عنصرية الماضي كانت في جوهرها نتاج جهل؛ الناس لم يكونوا يعرفون ما معنى أن تكون كورياً أو آسيوياً. «لكن الآن في هذا الزمن، حين أظن أن العالم يجب أن يعرف أفضل من ذلك، يصبح الأمر أكثر إحباطاً وأحياناً نشعر بعجز.» لهذا تبدو لها أهمية الفيلم خاصة؛ لأنه جلب «الأمل والفرح والمحبة إلى مجتمعات مختلفة».
«ربما لهذا السبب أصبح الفيلم نوعاً من فيلم الصيف، لأننا كنا بحاجة إلى بعض الأمل وشيء يجمعنا معاً.»
ومع نجاح الفيلم الموسيقي أيضاً، سيطرت أغانيه على قوائم الأغاني العالمية: سبع مقطوعات من موسيقى الفيلم ظهرت على لائحة بيلبورد هوت 100. للفيلم فنانون ومعجبون وأعمال فنية معجبة به، والجماهير حول العالم تطالب بعمل جزء ثانٍ.
كما أن نمو تقنيات الذكاء الاصطناعي يثير قلق صناعة السينما؛ هناك إمكانية أن تُستخدم هذه التقنيات مستقبلاً لصنع أعمال مثل صائدات شياطين الكيبوب. تشو تقول إنها على وعي بأن أصوات الممثلين تُستنسخ بالفعل بالذكاء الاصطناعي، لكنها تريد أن تضع أملاً في الإنسانية بأن الناس سيستمرون في البحث عن الفن البشري الحقيقي. «بالتأكيد سيظهر ممثلون ومغنون بالذكاء الاصطناعي، أعلم أنهم موجودون بالفعل، وأعلم أن أصواتنا تُستخدم، لكني آمل أن يحتفظ الناس بالاحترام والحب لشيء حقيقي.»
وتضيف أنها تتمنى أن ترد على سؤال ما إذا كان سيأتي جزء ثانٍ من الفيلم، لكن ذلك يتوقف الآن على قرار نتفلكس أو شركة سوني بيكتشرز إنتربرايزس التي أنتجت الفيلم. «سمعت الكثير من الهمسات وأشياء جميلة، سنرى، وأعتقد أن العالم كله سينفجر لو لم يكن هناك تكملة.»
بدء المحادثات، وبناء جسور التواصل، وتحدى المعلومات المضللة عبر تقارير، تحقيقات، مقابلات وقصص استثنائية — هذا ما تسعى إليه سلسلة «نساء عالميات».