أعلنت السلطات أن نحو مائة طفل أُفرج عنهم بعد اختطافهم من مدرسة كاثوليكية في وسط نيجيريا الشهر الماضي.
أكد كل من قائد شرطة ولاية نيجر، أدامو عبد الله إيلمان، والأسقف بولوس داوا يوهانا — المسؤول المحلي للكنيسة الكاثوليكية ومشرف المدرسة — لتلفزيون الـ بي بي سي تلقيهما تأكيدات بالإفراج عن التلاميذ.
وقالت مصادر رسمية إن مكتب مستشار الأمن القومي أبلغهم بأن الأطفال سيعادون إلى ذويهم اعتباراً من يوم الاثنين، مع الإشارة إلى أن تفاصيل عملية الاعادة لا تزال غامضة.
الاختطاف الأصلي طال أكثر من 250 تلميذًا و12 من موظفي مدرسة سانت ماريز الكاثوليكية في بلدة بابيري، ويأتي ذلك في سياق موجة واسعة من عمليات الاختطاف الجماعي التي هزت البلاد.
لا تزال الملابسات المتعلقة بالإفراج عن مئة طفل غير واضحة، خصوصاً ما إذا تم ذلك عبر تفاوض أم بواسطة القوة، وما إذا دُفعت فدى مالية أم لا.
قال حاكم ولاية نصاراوا المجاورة، عبد الله سولي، لوسائل إعلام محلية إن الحكومة الاتحادية لعبت دوراً محورياً في تأمين الإفراج، وأضاف أن الجهود التي جرت خلف الكواليس لا يمكن الإفصاح عنها لأسباب أمنية.
وكان مستشار الأمن القومي، نوحو ريبادو، قد زار بابيري الأسبوع الماضي والتقى بوفد ترأسه الأسقف يوهانا، مؤكداً لهم أن الأطفال سيُنقذون ويُلمّون إلى عائلاتهم قريباً.
استهدفت الهجمات الأخيرة بشكل متزايد المدارس وأماكن العبادة في المناطق الشمالية والوسطى من نيجيريا.
وقع اعتداء سانت ماريز في 21 نوفمبر، وقد سبقته عمليات اختطاف جماعية بأيام: في 18 نوفمبر قُتل شخصان وخطف 38 في هجوم على كنيسة المسيح الرسول في ولاية كوارا، وقبل ذلك بيوم قُتل شخصان وخُطف 25 طالبة مسلمات من المدرسة الثانوية الحكومية للبنات في ولاية كبي.
جميع المختطفين في هجومَي كوارا وكبي أُطلق سراحهم فيما بعد.
في هجمات منفصلة الأسبوع الماضي اختطف مسلحون ما لا يقل عن 20 شخصاً؛ كان من ضمنهم قس وزوجته ومصلون من كنيسة حديثة التأسيس في ولاية كوغي الوسطى، وفي ولاية سوكوتو الشمالية ذات الأغلبية المسلمة كانت عروس ووصيفاتها من بين المخطوفين.
لم يتضح بعد من يقف وراء هذه السلسلة من الاختطافات؛ إلا أن معظم المحللين يرون أنها من عمل عصابات إجرامية تسعى للحصول على فديات. ورغم ذلك، أفاد متحدث رئاسي في وقت سابق بأن الحكومة ترى أن جماعات جهادية قد تكون مسؤولة عن بعضها.
أعلنت نيجيريا أن دفع الفديات بات أمراً غير قانوني في محاولة لقطع تمويل عصابات الخطف، لكن هناك اعتقاداً واسع الانتشار بأن الأموال تُدفع في العديد من الحالات على أي حال.
جذبت الأزمة الأمنية في نيجيريا اهتمام المجتمع الدولي الشهر الماضي بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإرسال قوات إذا “استمرت عمليات قتل المسيحيين”، وهو تهديد أثار جدلاً واسعاً.
وينفي مسؤولون ومحللون نيجيريون أن تكون الهجمات موجهة ضد المسيحيين فقط، مؤكدين أن ضحايا العنف والاختطافات هم من مختلف الأديان والطوائف.