هبوط حالات القتل الجماعي في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى خلال 20 عاماً (2025) — بيانات «عنف الأسلحة»

انخفاض عدد حوادث القتل الجماعي في 2025 — هل هو عودة إلى المعدل أم تحسّن حقيقي؟

نُشر في 2 ديسمبر 2025

تُظهر قاعدة بيانات تتابع حوادث القتل الجماعي أن عدد هذه الحوادث في الولايات المتحدة خلال عام 2025 بلغ أدنى مستوياته خلال عقدين. وأفادت تقارير أن إطلاق النار في تجمع عائلي في مدينة ستوكتون بولاية كاليفورنيا، الذي أودى بحياة أربعة أشخاص، كان الحادث السابع عشر من نوعه هذا العام، بحسب وكالة أسوشيتد برس التي تُدير القاعدة بالتعاون مع صحيفة يو إس إيه توداي وجامعة نورث إيسترن.

تعريف ومساحة القياس
تُعرّف القاعدة حادث القتل الجماعي بأنه واقعة تُقتل فيها أربعة أشخاص أو أكثر عمداً خلال فترة 24 ساعة، ويُستثنى من هذا العدد أي منفِّذ. وتعتمد القاعدة في رصدها على تقارير الشرطة ومكتب التحقيقات الفيدرالي، ومقالات إعلامية، وسجلات محاكمية.

كيفية قراءة الانخفاض
على الرغم من أن العدد قد يرتفع مجدداً في ديسمبر، فإن الانخفاض في 2025 يمثل تراجعاً يقارب 59% مقارنة بعام 2019، الذي سجّل رقماً قياسياً بـ41 حادثة. مدير القاعدة، عالم الجريمة جيمس آلان فوكس من جامعة نورث إيسترن، قال لوكالة أسوشيتد برس إن التعداد لهذا العام انخفض بنحو 24% مقارنة بـ2024، الذي كان بدوره أقل بنحو 20% من 2023.

الخبراء يربطون هذا التراجع بمفهوم “الانحدار نحو المتوسط”
يرى فوكس أن ما يُسمّى إحصائياً بـ«الانحدار نحو المتوسط» يفسر غالبية هذا الانخفاض: أي عودة المستويات الإجرامية إلى حالتها المتوسطة بعد قفزة غير اعتيادية في الأعوام السابقة. وسأل فوكس: «هل سنشهد انخفاضاً إضافياً في 2026؟ لا أعتقد أنني سأراهن على ذلك».

التقلبات وإشكالية الأرقام الصغيرة
يرى باحثون آخرون أن طبيعة الظاهرة النادرة تجعل الأرقام متقلبة. قال جيمس دينسلي، أستاذ في جامعة متروبوليتان ستيت بولاية مينيسوتا، إن وجود بضعة عشرات من حوادث القتل الجماعي سنوياً يعني أن تغييراً طفيفاً في عدد الحوادث قد يبدو وكأنه موجة أو انهيار، بينما يكون في الواقع مجرد عودة إلى المستويات الاعتيادية. وأضاف: «يبدو عام 2025 جيداً في إطارٍ تاريخي، لكن لا يمكننا أن نتصرف كما لو أن المشكلة اختفت نهائياً».

يقرأ  أعربت بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن أملها في استئناف المحادثات النووية مع إيران

عوامل أخرى مساهمة: انخفاض الجرائم واستجابة طبية أفضل
يشير الباحثون أيضاً إلى عوامل قد تفسر الانخفاض الجزئي، منها الهبوط العام في جرائم القتل والعنف التي بلغت ذروتها خلال جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى تحسّن استجابات الطوارئ لحوادث الإصابات الجماعية. واستشهد الخبراء بحادث إطلاق نار وقع في أغسطس في مدرسة بولاية مينيسوتا أثناء قدّاس، أودى بحياة طفلين وأصاب أكثر من 20 آخرين — حادثة لا تُدرج في الإحصاء لأنها أسفرت عن حالتي وفاة فقط. وعلّق أحدهم أن سبب بقاء عدد القتلى منخفضاً نسبياً يعود إلى إجراءات السيطرة على النزف والاستجابة الطبية المبكرة من فرق الإسعاف، كما ساعد قرب الحادث من بعض أفضل مستشفيات الأطفال في البلاد على إنقاذ مزيد من الضحايا.

الأسلحة النارية تبقى العامل الأبرز
رغم الانخفاض النسبي في بعض المؤشرات، فإن العنف المسلح وما يترتب عليه من وفيات لا يزالان مشكلة كبرى. ذكر إريك مادفيس، أستاذ العدالة الجنائية بجامعة واشنطن-تاكوما، أن معدلات وحالات إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة تظل مرتفعة للغاية مقارنة بأي مكان آخر في العالم. نحو 82% من حالات القتل الجماعي في 2025 شهدت استخدام سلاح ناري.

سجل طويل من الضحايا
منذ إطلاق قاعدة البيانات في 2006، توفي 3,234 شخصاً في حوادث القتل الجماعي، وكان 81% منهم ضحايا إطلاق نار. وفي الوقت الذي تسجّل فيه بعض السنوات تراجعاً محسوساً، يحذّر الخبراء من أن ذلك لا يغيّب الحاجة إلى سياسات وإجراءات مستمرة للحد من العنف المسلح وحماية المدنيين — خصوصاً الأطفال والاطفال — وتحسين الاستجابة الطبية والطوارئ لمنع وقوع مزيدٍ من الوفيات.

أضف تعليق