قُتل ما لا يقلّ عن 23 شخصاً، بينهم 10 كانوا يبحثون عن المساعدات، يوم الخميس في هجمات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما توفي أربعة آخرون جراء سوء التغذية وسط تفاقم أزمة المجاعة في القطاع المحاصر.
قالت مصادر في مستشفيات لقناة الجزيرة إن 10 من طالبي المساعدة كانوا من بين 12 قتيلاً سقطوا برصاص القوات الإسرائيلية قرب رفح في جنوب غزة.
وأضافت المصادر أن شخصاً واحداً على الأقل قُتل وأصيب آخرون في هجوم إسرائيلي قرب موقع لتوزيع المساعدات.
وأفاد مصادر طبية أنّ ثمانية أشخاص قُتلوا في غارة جوية استهدفت منزلاً سكنياً في مدينة غزة شمال القطاع.
كما قُتل شخصان آخران في هجوم إسرائيلي استهدف حي التفاح بالمدينة، بحسب مصادر المستشفيات.
تأتي هذه القتلى في وقت تكثّف فيه إسرائيل هجماتها على مدينة غزة، أكبر مدن القطاع، بعد موافقة المجلس الأمني للحكومة على خطط تسمح للجيش بالاستيلاء على المدينة؛ عملية قد تُجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح قسرياً إلى مناطق مركزية في جنوب غزة.
وقد واجهت الخطة إدانات دولية من الامم المتحدة وحتى اعتراضات داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
أفاد مراسلو الجزيرة الخميس بأن مساحات واسعة من شمال غزة تُرى الان على أنها «صحارى بلا حياة» مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية.
وتحدّث فلسطينيون في مدينة غزة عن مخاوفهم من مزيدٍ من التهجير بعد صدور أوامر إخلاء قسري إلى مناطقٍ أبعد جنوباً تمهيداً للاحتلال المقترح.
قالت ولاء صبح إنها نُزحت بالفعل خلال الحرب من بيت لاهيا شمالاً إلى مدينة غزة، ولم تعد قادرة على التنقّل مجدداً. وأضافت: «نحن خائفون أن نتحرّك إلى أي مكان آخر، لأننا لا نجد مكاناً نذهب إليه، ولا دخل — وأنا أرملة». وتابعت: «إذا أرادوا إجبارنا على الخروج فليوفّروا لنا على الأقل مكاناً، وليعطونا خياماً، خصوصاً للأرامل والأطفال والمرضى. أنتم لا تُهجّرون واحداً أو اثنين؛ أنتم تُهجّرون ملايين لا مأوى لهم».
وأعلنت أم ساجد حمدان أنها سترفض الامتثال لأمر الإخلاء. وقالت لقناة الجزيرة: «أنا أم لخمسة، وزوجي معتقل. لا أستطيع الهرب بأطفالي من مكان إلى آخر. أفضل أن أواجه الموت هنا في مدينة غزة على أن أذهب إلى المواسي».
قال مروان بشارة، المحلل السياسي البارز في الجزيرة، إن خطط إسرائيل لاحتلال مدينة غزة تشكّل مصدر قلق بالغ. وأضاف: «إنه تصعيد فظيع حقاً. [نتنياهو] ينوي فعلاً إعادة احتلال غزة… وإرسال الجيش ودخولها من جديد».
محادثات وقف إطلاق النار
مع تواصل التصعيد الإسرائيلي في مدينة غزة، يزور رئيس جهاز الموساد ديفيد بارنيا قطر في محاولة لإحياء محادثات حول هدنة في غزة، وفق ما أفاد مسؤولان إسرائيليان لوكالة رويترز يوم الخميس.
وتأتي الزيارة بعد تقارير عن إشارات إيجابية أبداها مسؤولون في حركة حماس بشأن استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار خلال لقاء مع رئيس المخابرات المصرية في القاهرة في وقت سابق هذا الأسبوع.
وفي وقت سابق من يوم الخميس، قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي شارين هاسكل إن إدارة مدنية سلمية غير إسرائيلية لغزة كانت من بين المبادئ الخمسة الرئيسة التي طرحتها الحكومة الإسرائيلية لإنهاء الحرب. وتشمل المبادئ الأخرى إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة، وتسليم حماس لأسلحتها، ونزع السلاح الكامل لقطاع غزة، مع احتفاظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية العليا.
المساعدات ما تزال «قطرة في بحر»
في الوقت نفسه، اتهمت أكثر من مئة مجموعة إغاثية يوم الخميس إسرائيل بعرقلة دخول مساعدات منقذة للحياة إلى غزة، مما أدى إلى بقاء كميات هائلة من الإمدادات عالقة في مخازن بالأردن ومصر بينما يزداد عدد الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع.
وقالت تلك المجموعات إن «رغم ادعاءات السلطات الإسرائيلية بعدم وجود قيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لم تتمكن معظم المنظمات الدولية الكبرى من إيصال شاحنة واحدة من الإمدادات المنقذة للحياة منذ الثاني من مارس».
وأبلغت ناتاشا ديفيز، مديرة نشاط التمريض في منظمة أطباء بلا حدود، قناة الجزيرة أن هناك مساعدات متوقفة على طول الحدود بين إسرائيل وغزة لا يُسمح بدخولها. وأضافت عبر رابط مرئي من مدينة خان يونس جنوب غزة: «أدخَلنا بضعة شاحنات فقط، لكنها حقاً قطرة في بحر… ندير بالأساس مستشفى جراحات صدمة، لذا كل مريض لديه جرح ما يحتاج إلى علاج بإمدادات نتلقاها بشكل متقطع». وتابعت: «إنها كارثة إنسانية فظة. هناك مواقع تابعة لصندوق المساعدات تُشبه الذبح متخفياً على شكل مساعدات، تُولِّد حوادث إصابات جماعية وتزيد من عدد الجرحى الذين علينا علاجهم بموارد محدودة».
وأوضحت وزارة الصحة في غزة أن عدد طالبي المساعدات الذين قُتلوا منذ 27 مايو، حين قدّمت إسرائيل آلية توزيع مساعدات جديدة عبر صندوق أمريكي، بلغ 1,881 قتيلاً، مع أكثر من 13,863 مصاباً.
وسجّلت الوزارة أيضاً أن إجمالي الوفيات المرتبطة بالجوع وصل إلى 239 حالة، من بينها 106 أطفال.
وتشير أرقام رسمية إلى أن حرب إسرائيل على غزة أودت بحياة ما لا يقلّ عن 61,776 شخصاً وأصابت 154,906 آخرين. وقد قُتل نحو 1,139 شخصاً في إسرائيل خلال هجمات 7 أكتوبر 2023، وأُخذ أكثر من 200 رهينة. لم ترْفق أي نصّ للمراجعة. أرسل النصّ الذي تريد ترجمته وإعادة صياغته إلى مستوى C2، وسأعيده لك بالعربية مع وجود خطأَين إملائيين أو طباعيين كحدّ أقصى إن رغبت.