هجوم إسرائيلي مميت على غزة يرفع حصيلة القتلى منذ وقف إطلاق النار إلى ٢٨٠ — أخبار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

قتل فلسطيني واحد على الأقل وأصيب آخران — امرأة وطفلها — في غارات إسرائيلية على جنوب غزة، بحسب وكالة وفا ومصدر طبي.

وقع القتل يوم الأربعاء في منطقة قيزان النجار جنوب خان يونس، كما أفاد مصدر بمستشفى ناصر لِـ”الجزيرة”.

قصص موصى بها

في وقت سابق، أصيبت امرأة وطفلها بجراح خطيرة جراء غارة بطائرة مسيرة استهدفت بلدة بني سهيلا شرقي خان يونس.

وتأتي هذه الحوادث ضمن حصيلة سجلها مكتب الإعلام الحكومي للمحافظة المحاصرة منذ بدء وقف النار في 10 أكتوبر المُبرم بوساطة أميركية، وتضم حتى الآن 279 قتيلاً وأكثر من 650 جريحًا في ما يقرب من 400 انتهاك إسرائيلي.

ودعا المكتب “الرئيس الأميركي دونالد ترامب والدول الوسيطة وضامني الاتفاق ومجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ إجراءات جادة وفعالة لوقف هذه الهجمات ووقف اعتداءات الاحتلال وإجباره على الالتزام الصارم بشروط اتفاق وقف النار والبروتوكول الإنساني، بما يضمن حماية المدنيين ووضع حدٍّ لتصاعد الانتهاكات”.

وافق مجلس الأمن الدولي، يوم الإثنين، على قرار أعدته الولايات المتحدة كجزء من خطة ترامب ذات العشرين نقطة، يكلف بإدارة انتقالية وقوة دولية لتثبيت الوضع في غزة، وتصور القرار “مسارًا موثوقًا” نحو دولة فلسطينية. وقد مرَّ القرار بتصويت 13 صوتًا مقابل لا شيء، فيما امتنعت روسيا والصين.

قال ترامب في مؤتمر صحفي الثلاثاء خلال زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لواشنطن: “تم إحراز تقدم كبير بخصوص غزة ومعظم الملفات الأخرى التي نعمل عليها”. وأضاف: “فقط أمس اعتمد مجلس الأمن الدولي رسميًا خطتي للسلام ووافق رسميًا على مجلس السلام”. وأضاف أن ما أسماه مجلس السلام سيكون “مجلسًا كبيرًا إلى حدّ ما لأنه سيضم رؤساء كل دولة كبرى”. وخاطب محمد بن سلمان خلال استضافته عشاء في البيت الأبيض قائلاً: “آمل أن تكون سموك على هذا المجلس”، وشكرَه على دوره في تأمين وقف النار من دون تفصيلات أكثر.

يقرأ  ترامب ونتنياهويتفقان على خطة سلام أميركية جديدة لقطاع غزة

بموجب قرار مجلس الأمن، سيعمل المجلس المؤقت كإدارة انتقالية تتولى شؤون الأمن والخدمات العامة وإعادة الإعمار. ولا تزال تفاصيل كيفية تنفيذه غير واضحة، لكن مدة تفويضه تمتد حتى نهاية 2027.

من غزة، قال هاني محمود مراسل “الجزيرة” إن الفلسطينيين يهتمون أكثر بالتحديات اليومية العاجلة التي تواجههم من أي فكرة سياسية مثل مجلس السلام، الذي وصفه بأنه “مفهوم سياسي قائم أكثر منه واقعًا ملموسًا”. وأضاف: “هم يقلقون من الاستيقاظ صباحًا ومحاولة الحصول على مياه شرب نظيفة إلى مخيماتهم ومناطق نزوحهم”. كما يستيقظ الناس “مهمومين من الأمطار الغزيرة القادمة، وكيفية البقاء في مأمن وحماية أطفالهم”.

وفوق كل شيء، “يريد الفلسطينيون أن يعرفوا ماذا سيحدث لاحقًا”، قال محمود، متسائلًا إن كانوا سيُسمح لهم بالعودة إلى منازلهم.

تكافح النساء الفلسطينيات للحصول على الغذاء في مطبخ مجتمعي في النصيرات بوسط قطاع غزة، 19 نوفمبر 2025 [تصوير: عبد الكريم حنا/أ ب].

هذا سؤال معقد بالنسبة لمن تسكن منازلهم في الجزء الشرقي من القطاع المحاصر؛ إذ أن هذه المنطقة “وُسمت رسميًا الآن كمنطقة صفراء تحت سيطرة اسرائيل، وتعرضت مصادر رزقهم ومنازلهم وتجَمُّعاتهم السكنية للتدمير الكامل”، بحسب محمود.

الخط الأصفر المزعوم هو حدّ غير مرئي يقسّم غزة إلى مناطق خاضعة لسيطرة اسرائيل ومناطق خاضعة لحركة حماس، وأُنشئ ضمن اتفاق وقف النار في أكتوبر. وقد واصلت اسرائيل إطلاق النار وقتل الفلسطينيين الذين يجرؤون على التوجه لتفقُّد خراب منازلهم في المناطق التي تسيطر عليها خلال الأسابيع الماضية.

قال محمود: “الدبلوماسية السياسية لم تغير مجريات الأمور على الأرض لهم حتى الآن… الناس بحاجة إلى خارطة طريق واضحة لإنهاء كل أشكال العنف وفتح المعابر وجعلها أكثر فعالية… يريدون وصولاً سليمًا وكفءً للغذاء والمياه”.

يقرأ  مسيحيو غزة يرفضون مغادرة كنائسهم تحسبًا لهجوم إسرائيليأخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

‘الشتاء قادم’ للفلسطينيين

بموجب وقف النار، كان من المفترض أن ترتفع وتيرة إدخال المساعدات بشكل كبير، بحيث تدخل غزة يوميًا ما لا يقل عن 600 شاحنة لتلبية احتياجات السكان. لكن الأرقام ظلت أقل بكثير من ذلك، وقد حذرت الأمم المتحدة من أن أزمة الجوع في غزة ما تزال كارثية.

كما روّج ترامب لعودة الأسرى إلى إسرائيل كجزء من خطته ذات العشرين نقطة، لكنه أخطأ حين قال إن حماس لا تزال تحتفظ بجثتين لإعادتهما بينما العدد الحقيقي هو ثلاث جثث.

وقال ترامب: “قُدم عمل كبير من قبل حماس، وكثيرون قالوا إنهم لن يقوموا بذلك”. في بداية الهدنة، كانت حماس تحتجز 20 أسيرًا على قيد الحياة و28 جثة، وفي المقابل أطلقت إسرائيل سراح ما يقرب من 2000 سجين فلسطيني وأعادت جثث مئات المتوفين الفلسطينيين.

وذكر ترامب أيضاً: “نريد أن نشكر كل الناس الذين يعيشون في غزة… لقد بدأوا يعودون إلى منازلهم… لديهم الآن أمان أكبر مما كانوا عليه من قبل”.

في مقابلة مع زملائنا في “الجزيرة” بالعربية، شكك فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في مزاعم ترامب. وقال: “يعاني سكان قطاع غزة من الأمراض والتهجير والموارد الواردة إلى القطاع غير كافية. المعونات الداخلة إلى غزة غير كافية، والغذاء يكاد يكون غير متاح بسبب ارتفاع الأسعار”. وأضاف: “الشتاء قادم، وهذا سيزيد المعاناة على سكان القطاع بسبب الأمطار والبرد. يجب فتح المعابر لتسليم المساعدات التي يحتاجها سكان قطاع غزة”. لم تُرفق أي نصّ. إرسل النصّ الذي تودُّ إعادة صياغته وترجمته إلى العربية بمستوى C2، وسأقوم بذلك حالما أستلمه.

أضف تعليق